وجد عدد من الشعراء الشعبيين أنفسهم في حرج كبير أثناء تواصلهم مع متابعيهم في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حينما كشف نقاد بأسماء مستعارة عن مكامن الخلل في قصائدهم، التي وافقها شعراء ورفضها آخرون بحجة أنها غير صحيحة. واعتاد الشعراء الشعبيون في السابق على نقد أشعارهم في مجالسهم وحواراتهم الشخصية التي تبين وجهات نظرهم في القصائد وتوضح مكامن الخلل والضعف في القصائد، والرجوع عند الاختلاف فيها للشعراء الذين هم أولى بالنقد من غيرهم للتحكيم بين المتخالفين، ومنذ سنوات عدة ظهرت برامج الشعر، وتوسعت آفاق المتذوقين وفنّدت الأخطاء الفنية في القصيدة، لكن نقاد «تويتر» لا يراعون مشاعر الشعراء وحبهم لقصائدهم، إذ يشنون هجوماً على من يعترض آراءهم. وظهر نقاد الشعر في «تويتر» بأسماء ملفتة للانتباه، منها «كُشاجم» و«جعيفران الموسوس» و«ويكيليكس الشعر»، حتى لا تنكشف شخصيتهم الحقيقية التي يقفون خلفها، إذ إن هؤلاء النقاد يختارون شاعراً أو شاعرين في اليوم الواحد ليدخلوا على صفحته ليختاروا أبياتاً من قصائده، لينتقدونها أمام الملأ، بيد أن عدداً من الشعراء يدخل في خلاف معهم على قصائد زميله، لكن إذا طال حديثه معهم انتقلوا إلى صفحته وانتقدوه. «كشاجُم» و«جعيفران الموسوس» لا يخرجون عن نقد الشعر فقط، ويستخدمون عبارات المديح في نهاية انتقادهم لشاعر معين ويعتذرون منه، لكن يبررون انتقادهم للشعر لكشف الخلل لهم في قصائدهم. وفي الجهة المقابلة، وجه «ويكيليكس الشعر» أصابع الاتهام لعدد من الشعراء ببيع قصائدهم، والبحث عن الشرهات من خلال قصائد المديح، وذكر عدداً من الأسماء الشعرية المشهورة، إضافة إلى طرحه لأبيات مكسورة لهم والاستشهاد بآراء شعراء معروفين في الساحة. ونقاد «تويتر» يستخدمون في مرات عدة عبارات السخرية والتهكم على عدد من الأبيات، لكن هناك شعراء تجنبوا الدخول معهم في نقاش، كونهم يكتبون بأسماء مستعارة، في حين رد عليهم آخرون بأن نقاد «تويتر» ليسوا شعراء حتى يفندوا القصائد، ولو أنهم يعرفون النقد الشعري لظهروا بأسمائهم الحقيقية. ويقف عدد كبير من المغردين إلى جانب هؤلاء النقاد الذين لم يظهروا بأسمائهم الحقيقية لمهاجمة الشعراء، خصوصاً المعروفين، بهدف إحراجهم. وربما تكون تلك المعرفات الوهمية والنقد في «تويتر» تندرج تحت ما يسمى ب«تصفية الحسابات» بين الشعراء، من دون الظهور في الواجهة بأسمائهم الحقيقية، بدليل أن «كشاجم» و«جعيفران» و«ويكيليكس الشعر» اختاروا أسماء معينة لنقد قصائدهم، بينما غضوا الطرف عن شعراء آخرين.