أوصى الأسد ابنه بأن لا يخاف من أي حيوان على وجه البسيطة إلا الإنسان؛ كبر الشبل وقويت عضلاته وأخذ يفتك بكل الحيوانات الأخرى؛ ودفعه الفضول ليرى الإنسان الذي خوفه أبوه منه؛ فأخذ يمشي إلى أن وجد إنسانا بيده حبل فوقف أمامه وقال له: لقد خوفني أبى منك كثيراً وأنا أرى أني لو ضربتك ضربة واحدة سأطرحك أرضاً فلماذا يخوفني أبي منك؟؛ فقال له الإنسان: أنت لن تقدر علي لو كان معي سلاحي؛ فقال الأسد: اذهب وأحضر سلاحك؛ فقال الإنسان: إذا ذهبت وأحضرت سلاحي فسوف تهرب من هنا ولن أجدك؛ فقال الأسد: أعدك بأن لا أغادر مكاني؛ فقال الإنسان: لا أثق بوعدك لأن أباك خوفك مني؛ فقال الأسد: فماذا تريد مني غير الوعد؛ قال الإنسان أريد ان أربطك بجذع هذه الشجرة بهذا الحبل الذي معي حتى أجدك عندما أعود؛ قال الأسد (وقد تقدم نحو الجذع): اربطني؛ فربط الإنسان رقبة الأسد بالحبل ربطة قوية بجذع الشجرة وقطع فرعاً غليظاً من الشجرة وأخذ يهوى بها على رأس الأسد إلى أن مات. لقد انتهى منذ زمن طويل ارتباط مقياس قوة الإنسان بقوة الجسد أو ما يملكه من سلاح فقط؛ فقوته الآن أصبحت في استخدام طاقة عقله؛ لقد انتهى منذ زمن طويل ارتباط مقياس قوة الإنسان بقوة الجسد أو ما يملكه من سلاح فقط؛ فقوته الآن أصبحت في استخدام طاقة عقلهوأهم قدرات عقل الإنسان هي في طريقة التفكير التي تنتج عنها قراراته والتي تؤثر في حياته وحياة الآخرين؛ والتي يمكن أن تنتج عنها ردود أفعال قد تحول مطالبات إنسانية حياتية بسيطة إلى صدام يقود إلى تطورات ستدمر وتنهي سنوات من فرص العطاء والتغيير وتلمس وتحقيق احتياج الآخرين والتحول إلى بداية جديدة ستعاني من صعوبة التأسيس ومن قدرتها على اختراق وتجاوز ترسبات الماضي والإرتقاء بنفسها عن تصفية الحسابات التي قد تخدم أشخاصاً وترضي رغباتهم لتفريغ شحنات متراكمة من الغضب الداخلي لديهم ولكنها ستمنع أو ستؤخر استقرار الحياة وتقدمها لتتحقق أهدافها النبيلة للجميع. إن ما يحدث في بعض الدول العربية من مواجهات وتغيير يتطلب منا جميعاً إعادة النظر في أساليب تفكيرنا وقراراتنا وليس ذلك بالأمر اليسير!!. [email protected]