كانت أول مرة أرى فيها كلية مجتمع كان في الولاياتالمتحدةالأمريكية و تسمى ( كميونيتي كوليج) و ذلك قبل أكثر من ثلاثين عاما. و هذه الكليات مدتها سنتان بنظام الربع السنوي (كوارتر). و قد أنشأت هذه الكليات لعدة أسباب منها 1- ملء الفراغ للطبقة الوسطى في المجتمع بحيث يكون هناك طبقة عاملة بين خريج الثانوي و خريج الجامعة. 2- زيادة التحصيل العلمي لمن لا يستطيعون تحمل النفقات الجامعية لمدة أربع سنوات. 3- أخذ شهادة خلال سنتين و الدخول في سوق العمل مبكرا لكسب الخبرة و تحصيل الشهادة الجامعية لاحقا. و مشروع كليات المجتمع جيدة في الدول الصناعية لحاجتها المستمرة لليد العاملة الوسطى بحيث يمكن للطالب أو الطالبة دخول سوق العمل. فمثال على التدرج العملي هو أن الطائرات يصممها حملة الدكتوراة و يقودها حملة البكالوريوس و يقوم بصيانتها حملة الثانوية. و لكن أصبحت كليات المجتمع لدينا و كأنها عقاب لمن لم يتم قبوله في الجامعات و كذلك أرى أن النظرة من المجتمع لمنسوب أو منسوبة هذه الكلية و كأنه اخفاق مع العلم بأن مصير طالب أو طالبة هذه الكلية قد تحدد بسبب اختبار القدرات و قد يكون فيها الطالب أو الطالبة ليسوا جاهزين بسبب رهبة الاختبار. و الأدهى و الأمر هو المكافأة الشهرية للطالب أو الطالبة الجامعية التي لا يراها منسوبو كليات المجتمع و التي قدرها حوالي ألف ريال إلا أن تأثيرها النفسي كبير على منسوبي هذه الكليات. فبعض المنسوبين انتظروا هذه المكافأة منذ دراستهم في المرحلة الثانوية لأن بعضهم كان يعول على هذه المكافأة لكي تساعد أبا فقيرا أو أما مطلقة أو ربة بيت أرملة. و أنا لا أعرف حتى هذه اللحظة عن سبب عدم إعطاء أي مكافأة لمنسوبي هذه الكليات. فكل المواصفات تنطبق عليهم. فهم خريجو ثانوية عامة و هم منسوبو مؤسسة تعليمية تابعة للدولة و كما هو معروف بأن أي طالب أو طالبة و في حالة إنهاء المرحلة الثانوية و قبولهم في أي مؤسسة تعليمية فيحق لهم استلام مكافأة شهرية. فليس من المنطق أن يرى منسوبو كلية المجتمع زملاءهم في الكليات الأخرى يعاملون معاملة تختلف و يشعر منسوب كلية المجتمع بأن المجتمع ينظر إليه بنظرة دونية. و نأمل من خادم الحرمين الشريفين , الملك المحبوب عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- أن يسعدنا كما عودنا دائما بان ينظر إلى طلب منسوبي كليات المجتمع بصرف المكافأة الشهرية لهذه الشريحة الغالية على مجتمعنا.