لا يعرف إلا القليل من أصدقائي عن مدى حبي و تعلقي بمنطقة ( جيزان). ففي (جيزان) عملت كأحد المدافعين عن تراب هذا الوطن الغالي. و عملت هناك لمدة سنة واحدة و كنت حينها أشغل مساعدا لزميلي و أستاذي في فنون الحرب الأرضية الضابط السابق في مشاة القوات البحرية (خالد بن عبد الله القبيسي الشهري) و العمل معه جعل جلوسي و عملي في (جيزان) من أمتع سنوات خدمتي لهذا البلد. و عندما و صلت إلى (جيزان) في عام 1996م صادف أن قابلت أحد الأمريكان الذي يعمل لدى شركة (ارامكو) و أخذنا جولة تعليمية و تثقيفية. و انتهينا من الجولة ولاحظنا مايلي: 1- أن أهالي (جيزان) لديهم طيبة وحسن خلق يعجز القلم عن كتابته. 2- أنهم مجتهدون و عمليون و لديهم حب لأرضهم و بلدهم. 3- لديهم أخصب تربة صالحة للزراعة في العالم. 4- من الممكن أن تكون (جيزان) سلة الغذاء للمملكة و دول الخليج. 5- لديهم أفضل و أحلى (مانجو) في العالم. قصته هي نفس قصص جميع طلبة (كلية المجتمع) و هو أن بعضهم يريد المكافأة الجامعية ليس للرفاهية. بل إن بعض الطلبة والطالبات يريدون أن يعيلوا آباءهم و عوائلهم. و لا أعرف إلى الآن سبب عدم صرف مكافأة لهم أسوة بجميع خريجي الثانوية و لكن كيف أبكاني الطالب (الجيزاني)....كنت قد كتبت مقالا بعنوان: ( يا ملك القلوب....مكافأة لدارسي كلية المجتمع) في جريدة (اليوم) يوم الخميس 3/3/2011م. و كنت أظن أن جريدة (اليوم) تقرأ في المنطقة الشرقية و الأحساء فقط. و لكن سيل المكالمات و الرسائل الالكترونية أثبتت العكس. فسيل المكالمات و الرسائل لم ينقطع و آخرها رسائل طالب من (جيزان) اسمه (سعود) و لا أزال أحتفظ بالرسائل في بريدي الالكتروني و بالفعل انهمرت الدموع من عيوني عندما ذكر بعض ظروف الطلبة المادية، و الطالب (سعود) والده متقاعد و لا يجد ما يكفي لعائلته ناهيك عن إعطاء أبنائه مصاريف الكتب الدراسية أو مصروف الجيب لطالب جامعي. و قصته هي نفس قصص جميع طلبة (كلية المجتمع) و هو أن بعضهم يريد المكافأة الجامعية ليس للرفاهية. بل إن بعض الطلبة والطالبات يريدون أن يعيلوا آباءهم و عوائلهم. و لا أعرف إلى الآن سبب عدم صرف مكافأة لهم أسوة بجميع خريجي الثانوية و تم قبولهم في مركز تعليمي يتبع لوزارة التعليم العالي. و هل منسوبو و منسوبات (كلية المجتمع) يعتبر و جودهم في هذه الكليات كنوع من العقاب. إن منسوبي و منسوبات هذه الكليات هم جزء من المجتمع. و الآن و بمناسبة الأوامر الملكية الكريمة التي أثلجت الصدور فإننا نأمل من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك (عبد الله بن عبد العزيز) بتعميد من يلزم للنظر في وضع هذه الشريحة الغالية على قلوبنا من طلاب و طالبات كليات المجتمع. [email protected]