استأنف 50 شاباً من الشباب السعودي المتطوع من أبناء المنطقة الشرقية بالتعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالدمام حملتهم التي بدؤوها في منتصف شعبان الماضي تحت مسمى ( إرواء ) بغرض توزيع علب الماء الباردة على العمالة التي تعمل تحت أشعة الشمس بعد التوقف الاضطراري الذي اعتراهم بسبب دخول شهر رمضان المبارك، وقد أوضح الأستاذ عبد الرحمن الصمعاني المشرف على الحملة قائلاً « إن الهدف من استمرار هذه المبادرة الإنسانية التي تنظم للعام الثاني على التوالي هو تخفيف حرارة الجو على العمالة الأجنبية التي تعمل تحت أشعة الشمس من خلال توزيع قوارير مياه الشرب عليهم، هدف الحملة هو التأثير على الناحيتين البدنية والنفسية للعمالة، وكذلك العمل على تغيير الصورة السلبية في أذهان الكثير من العمالة المقيمة بالمملكة التي صدرت تجاههم من بعض الشباب، بحيث تؤثر ربما على سمعة المملكة خارجياً. ويضيف الصمعاني : توقفنا عن التوزيع مع قدوم شهر رمضان المبارك وها نحن الآن مستمرون في توزيع المياه حتى تخف درجات الحرارة التي تؤثر على العمالة التي تعمل تحت أشعة الشمس، لكننا نحتاج إلى الدعم بشتى أنواعه من رجال الأعمال والمسئولين وحتى المتطوعين في المنطقة كي تصل هذه الرسالة السامية لجميع المستحقين، وبين الصمعاني « أن هؤلاء الشباب المتطوعين من أبناء مدينة الدمام أثبتوا في هذه الحملة أنهم على قدر كبير من المسئولية عندما أزاحوا عن رؤوسهم الوسادة وشمروا عن سواعدهم وقدموا إبداعاً متفانياً في العمل التطوعي، خلال الاجازة الصيفية، حيث أرادوا بهذه البادرة أن يكون لهم دور كبير في إطفاء لهيب عطش هؤلاء العمال وإرواء ظمئهم. وأضاف الصمعاني « لقد أثمرت جهود هؤلاء الشباب توزيع أكثر من 23 ألف علبة ماء باردة و 8 آلاف علبة عصير باردة، علماً بأن الحملة وزعت في نسختها الأولى من العام الماضي أكثر من 12 ألف وجبة متكاملة، كذلك نحن بصدد تطوير الحملة مستقبلاً لتشمل مناطق أوسع بجانب مدن الدمام والخبر والظهران، ليزداد التأثير على الناحيتين البدنية والنفسية على العمالة. أما صهيب الزريق متطوع آخر فيرى أن مثل هذه الحملات تساهم بجانب هدفها في سقاية الماء في إزالة الصورة السلبية التي يرسمها بعض العمالة حولنا كمسلمين وسعوديين، وقد تتسبب كذلك في هداية شخص ما للإسلام بسبب تلك المعاملة الحسنة لهم، مضيفاً أن سعادتنا تظهر على وجوهنا حينما نقوم بتوزيع الماء على العمالة. وليد الذكير قال عن مشاركته : إنه عندما يرى ابتسامة هؤلاء العمالة وشكرهم الحار كافة الشباب نكون قد وصلنا بهذا الى أهداف الحملة، حيث يقول : « في بعض الأحيان نصطحب أبناءنا أو إخوتنا الصغار كي يقوموا بمساعدتنا أثناء التوزيع بهدف التعود على مثل هذه الثقافة التي نحتاجها في مجتمعنا وهي ثقافة المشاركة في العمل التطوعي, وكذلك ننمي فيهم حب تقديم المساعدة للغير. الجدير بالذكر أن الحملة ركزت في نسختها الثانية على تمديد أوقاتها بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع. كما تم التنسيق بين المتطوعون المشاركين في الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعية مثل تويتر والفيس بوك، والجميل في الحملة أنها بدأت فكرتها من خلال مواقع التواصل ولاقت تجاوباً مثمراً تمثّل في انتشار الفكرة على نطاق واسع، بالاضافة الى أنها أسهمت في ملء وقت الفراغ للعديد من الشباب المتطوع بما يعود عليهم بالنفع، والأهم من ذلك أنها رسمت وسوف ترسم الابتسامة على وجوه آلاف العمالة الوافدة التي تعمل تحت أشعة الشمس الحارقة.