تعد محاولة استقراء مسار المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية من أكثر الأسئلة المطروحة على ألسنة كثير من المتعاملين من مختلف الأطياف والشرائح، وبخاصة بعد فترة التوقف وبداية تعاملات جديدة!! الواقع أنه من خلال متابعتي لمجريات الأحداث الاقتصادية المحلية والعالمية المؤثرة في أسواق المال، ومن خلال قراءتي الخاصة لحقيقة ما يجري في سوق الأسهم السعودية أستطيع القول إن التعاملات في سوق الأسهم تعتمد في الواقع بشكل أساسي على أربعة عوامل رئيسية مرتبة هنا بحسب أهميتها وتأثيرها في واقع السوق: أولا مستجدات أسعار النفط حيث يعد اقتصاد المملكة اقتصادا ريعيا قائما على مصدر وحيد ألا وهو النفط ، ثانيا مقدار السيولة الداخلة في السوق وذلك من خلال عدم توافر فرص بديلة للاستثمار حيث أصبحت الارتفاعات اليومية التي نراها في أسعار بعض الأسهم وفي قيم المؤشر العام تأتي بدفع من سيولة مضاربية قصيرة الأجل أكثر من أن تكون مبنية على الاستثمار المخطط والمدروس، ثالثا الإشاعات وذلك من خلال تناقل الأخبار المصطنعة والمفتعلة والتي بالطبع يحركها ويقف خلفها كبار المضاربين وممثليهم، وأخيرا المحفزات والمؤشرات الاقتصادية والأساسية المتعلقة بالشركات المساهمة وبالسوق ككل. ومن خلال قراءتي الخاصة لحقيقة ما يجري في سوق الأسهم السعودية أستطيع القول إن التعاملات في سوق الأسهم تعتمد في الواقع بشكل أساسي على أربعة عوامل رئيسية مرتبة هنا بحسب أهميتها وتأثيرها في واقع السوق وقد يلاحظ البعض أنني أوردت المؤشرات الاقتصادية والأساسية في آخر قائمة العوامل المؤثرة في المؤشر وتحديد مساره المستقبلي وهذا قد يتنافى مع ما هو عليه الحال في الأسواق المالية الناشئة منها والمتقدمة حيث يجب اعتبار المؤشرات الاقتصادية والأساسية من أهم العوامل المؤثرة في تحديد قيمة السهم الحالية والمستقبلية. ولكن ومع كل أسف من قال إن كل ما يجري في سوق الأسهم لدينا هو في الحقيقة متوافق مع أساسيات الأسواق المالية!! لان واقع الأمر أن سوق الأسهم السعودية تنقصه أشياء كثيرة تنظيمية وهيكلية والتي لا يمكنني المقام هنا بذكرها وتعدادها ليمكن اعتبار ما يجري في سوقنا شيئا عالميا أو يمكن مقارنته بما هو معمول به عالميا. إلا أنه وعلى سبيل الاختصار يمكن القول إن من أهم الأشياء التي يفتقدها سوق الأسهم السعودية توافر المعلومة وليس أي معلومة بل المعلومة ذات الأهمية النسبية التي تساعد المستثمر في اتخاذ القرار الاستثماري الصائب. لأنه وكما يعلم الجميع غياب المعلومة يعني خلق أرضية خصبة لنمو الإشاعة وتمددها لأن هناك أطرافاً كثيرة سوف تستغل عدم وجود المعلومة لتحقيق مكاسب خاصة على حساب أطراف أخرى. كما أنه في الواقع لا توجد جهات أو مصادر معتمدة أو آليات يمكن من خلالها الحصول على المعلومة المنشودة. لأنه في الواقع قد تبين لنا ومن خلال التجربة أن اتخاذ القرار الاستثماري أو التحليلي حول ما يجري في السوق يعتمد بشكل أساسي على المجهودات الذاتية والمصادر الخاصة في جلب المعلومة!! [email protected]