استكمالا لما تم التطرق إليه في المقالين السابقين، حيث أوضحنا أن مدى إيجابية وسلبية النتائج المالية لشركات السوق والتي يتم الإفصاح عنها بشكل دوري عند انتهاء كل فترة مالية يعد أحد العوامل الهامة التي يمكن الاستناد إليها لاستقراء مسار الأسعار السوقية لأسهم شركات السوق. إلا أنه يجب التأكيد أن درجة الارتباط بين النتائج المالية ومؤشرات اتجاه أسعار الأسهم وقيم المؤشر العام للسوق تعتمد بشكل كبير ليس فقط على مجرد الإفصاح عن التقارير المالية للشركات بشكل دوري خلال المدة المعتمدة، بل على مدى اشتمال التقارير المالية للشركات على المعلومات الملائمة المؤثرة في القرار الاستثماري سواء على مستوى السوق المالية ككل أو على مستوى الشركات المدرجة أسهمها بالسوق. وهذا في الواقع قد يفسّر الارتباط الذي قد يبدو ضعيفا في سوق الأسهم السعودية، والذي بالطبع قد يتنافى مع أبجديات أسواق المال العالمية الناشئة منها والمتقدمة!! كما أنه أصبح من الصعوبة بمكان للمتعامل العادي الحصول على تلك المعلومات الملائمة بالطرق المتاحة والممكنة!! وهذا بالطبع أدى إلى أن تصبح عمليات المضاربة في سوق الأسهم السعودية هي السلوك السائد من قبل معظم المتعاملين بالسوق على حساب قرار الاستثمار طويل الأجل. في الحالات غير العادية والتي يرتفع أو ينخفض فيها سعر أسهم الشركة بطريقة تبدو للمستثمر والمتابع غير مبررة أو حدوث خبر اقتصادي يؤثر على الشركة والسوق أو عندما تكون الشركة طرفا في خلق إشاعة أدت إلى رفع السعر كما أوجد أرضية خصبة لنمو الاشاعة وتمددها لأنه وكما يعلم الجميع هناك أطرافاً كثيرة فاعلة ومؤثرة بالسوق قد استغلت غياب المعلومة لتحقيق مكاسب خاصة على حساب السواد الأعظم من المتعاملين. وبخاصة في ظل عدم وجود جهات أو مصادر أخرى بديلة ذات مصداقية يمكن من خلال الحصول على المعلومة المنشودة. بينما وكما يعلم البعض أنه في معظم الدول النامية ولن أقول المتقدمة انه يوجد لدى كل شركة مسجلة في السوق قسم أو مكتب خاص يديره شخص مؤهل ومتخصص والتي من أهم مهامه ومسؤلياته سهولة الاتصال به من قبل كل المهتمين بالشركة بل انه في أغلب الأحوال العادية، أما في الحالات غير العادية والتي يرتفع أو ينخفض فيها سعر أسهم الشركة بطريقة تبدو للمستثمر والمتابع غير مبررة أو حدوث خبر اقتصادي يؤثر على الشركة والسوق أو عندما تكون الشركة طرفا في خلق إشاعة أدت إلى رفع السعر فانه يتحتم على مسؤول علاقات المستثمرين عقد ما يعرف بمؤتمر إعلامي لشرح موقف الشركة وتقديم المعلومة الصحيحة مما يخدم مصلحة الشركة والمحلل المالي والمستثمر على حد سواء. بينما في سوق الأسهم لدينا فإن الأجواء لاتزال ضبابية من حيث عدم توافر المعلومة الملائمة ووضوح الرؤية التنظيمية، ولذا فإننا نلاحظ كثيرا أن كبار المضاربين يستغلون كل هذه الأمور في تحقيق مكاسب كبيرة على حساب بعض المتعاملين الآخرين الذين تنقصهم المعلومة والحصول عليها في نفس التوقيت وبنفس مقدار التكلفة. [email protected]