ارتفاع معدّلات الأمية في العالم العربي تشير الى عجز واضح في الإيفاء بمواكبة تحدّيات المستقبل، وفي ذلك أيضًا دلالات عميقة على قصور في منهج التغطية التعليمية وتوسعة المظلة التي يستظل بها الملايين في رحاب العلم، وبحسب الإحصائيات والأرقام الدورية التي تصدر من عددٍ من المنظمات والهيئات المتخصصة فإننا أمام كارثة حقيقية تجهض طموحاتنا في النمو والوصول الى مجتمع المعرفة؛ لأن تواضع الأرقام التعليمية والعلمية يبطئ أي اتجاه لنهضة وتطور الأمة. هناك أكثر من عشرة ملايين طفل في العالم العربي خارج المدرسة معظمهم في مصر والعراق والمغرب والسودان، وأكثر من نصف النساء العربيات يجهلن القراءة والكتابة الأمر الذي يحول بينهن وبين الوصول إلى مصادر المعلومات والمعرفة التي يمكن أن تؤدي إلى تحسين حياتهن وحياة أطفالهن ويحول دون الحصول على الخدمات الصحية الرئيسية والخدمات الاجتماعية، وذلك بحسب تقرير مشترك لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) والجامعة العربية، وهو ذات التقرير الذي يؤكد أن تعداد السكان العرب يتزايد بصورةٍ سريعة، حيث ينتظر أن يصل إلى قرابة 400 مليون نسمة بحلول 2015م، ويشكّل الأطفال ما يقرب من نصف عدد السكان في بعض بلدان العالم العربي. هناك أكثر من عشرة ملايين طفل في العالم العربي خارج المدرسة، معظمهم في مصر والعراق والمغرب والسودان، وأكثر من نصف النساء العربيات يجهلن القراءة والكتابة، الأمر الذي يحول بينهن وبين الوصول إلى مصادر المعلومات والمعرفة التي يمكن أن تؤدي إلى تحسين حياتهن وحياة أطفالهن ويحول دون الحصول على الخدمات الصحية الرئيسية والخدمات الاجتماعية.هذه الوقائع المأساوية تزيد الصورة قتامة عندما نتعرّف على وقائع التعليم في الدول التي حدثت بها ثورات فيما يُعرف بالربيع العربي ويمكن أن نضيف إليها العراق الذي تعرّض بدوره الى تردٍّ بشع في قدراته التعليمية بسبب الاضطرابات الأمنية والسياسية، وواقع الأمية في بلداننا العربية يحبس الأنفاس ويضيق الصدور من تزايد المعدّلات التي تعني مرادفًا موضوعيًا وهو ارتفاع نسبة الجهل، فيما نحن الأساس لأمة اقرأ التي لم تعُد تقرأ أو تطلع أو تتعرّف على ما حولها لتبني مفاهيمها وقناعاتها وآراءها، ومن المؤسف أن نجد أن الأمية اختفت في عددٍ من مناطق العالم أو أصبحت ذات معدّلات منخفضة جدًا، حتى في العديد من البلدان النامية، ولكن معدّلاتها في البلدان العربية ما زالت مرتفعة، بل إن عدد الأميين المطلق يزداد مع الزمن. لا نُنكر بالطبع وجود جهود للمنظمات العربية المتخصصة والجامعة العربية، ولكن عندما يكون الجهد متواضعًا قياسًا بالنمو المطرد للأمية وتكاثر الأميين فإن تلك الجهود تذهب أدراج الرياح، ويصبح الأطفال وهم الناشئة الذين نعتمد عليهم في المستقبل دون حظوظ تعليمية مناسبة تؤهّلهم لتطوير قدراتهم الإدراكية والمعرفية، وبالتالي ضياعهم وتسطيحهم وضعف فرص حصولهم على واقع ذاتي ومجتمعي أفضل في المستقبل، وقد يصبحون عالة تنموية تزيد ثقلًا إضافيًا على دول مجهَدة تنمويًا، قد لا أرى جديدًا أو ما يمكن أن يُفيد الواقع في إصدار المنظمة العربية والدول العربية إستراتيجية محو الأمية في البلاد العربية في عام 1976م، ثم إصدار الخطة العربية لتعميم التعليم الأساسي ومحو الأمية عام 1990م، ثم الاستراتيجية العربية لتعليم الكبار في الوطن العربي في عام 2000م، وأخيرًا في عام 2001م أصدرت الخطة العربية لتعليم الكبار، غير أن السؤال: ما هو نتاج هذه الاستراتيجيات والخُطط في ظل التزايد السنوي لجيوش الأميين من الأطفال والنساء والشباب؟ ولنا أن نتخيّل شبابًا مثل الورد، سطحيًا وجاهلًا ولا يعرف أن يفك الخط، ماذا يمكن أن يفعل هذا لنفسه قبل مجتمعه ووطنه وأمته؟! لا بد من إعادة النظر في واقع الأمية العربية لأنها بمثابة زحفٍ صحراوي معرفي يجهض طموحاتنا جميعًا في النمو والنهضة كبقية شعوب العالم التي نهضت وتطوّرت ووصلت لأقصى الحدود المعرفية. Twitter:@sukinameshekhis