حذرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) من خطورة ظاهرة الامية المتفشية في العالم العربي والتي تمثل احدى العقبات المعيقة للتنمية في اشمل ابعادها مشيرة الى ان عدد الاميين في العالم العربي ناهز 70 مليون شخص مما يبعث على القلق ويدعو الى النظر للمشكلة بجدية وحزم اكثر. وبينت المنظمة في بيان لها بمناسبة اليوم العربي لمحو الامية الذي يصادف اليوم الموافق الثامن من شهر يناير الجاري انه بالرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الدول العربية لمحو الامية منذ منتصف القرن الماضي فان عدد الاميين في تزايد مستمر .. مضيفة ان البيانات الاحصائية حول واقع الامية في البلاد العربية تشير الى ان معدل الامية وصل الى 6ر35 في المائة سنة 2004 م مقارنة بمعدل الامية في العالم والذي لا يتجاوز 18 في المائة. وافاد الخبراء المختصون في مجال محو الامية ان نسبة الامية في اوساط النساء العربيات بلغت 80 في المائة مرجعين ذلك الى ظاهرة تهميش المراة وخاصة منها الريفية نتيجة العادات والتقاليد. واكدت تقديرات الخبراء ان ثلثي اولئك الذين لايملكون وسيلة للوصول الى محو الامية هم من النساء وهو ما يمثل (اهدارا كبيرا للطاقة البشرية). وادراكا منها بضرورة خلق عالم عربي يعي خطورة ظاهرة الامية وانعكاساتها السلبية على الفرد والمجتمع ووضع افضل السبل لمجابهة (هذا الداء) سعت المجموعة العربية الى اقرار يوم عربي لمحو الامية لتقييم الانجازات في هذا المجال والتفكير في رؤية مستقبلية للقضاء على ظاهرة الامية. وقد جاء اعتماد هذا اليوم اثر قرار اتخذه المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في دورته الثانية المنعقدة سنة 1970م يقضي باعتبار يوم 8 يناير من كل سنة (يوما عربيا لمحو الامية). ويهدف الاحتفال بهذا اليوم الى تعريف الافراد الذين فاتتهم فرص التعلم باهمية العلم وضرورة الالتحاق بمراكز محو الامية وتعليم الكبار وذلك لاهمية العلم في بناء الفرد وبالتالي في بناء المجتمع ككل. وقد شهد مفهوم محو الامية في السنوات الاخيرة تطورا كبيرا في العالم بصورة عامة وفي الدول العربية بصورة خاصة حيث حرصت الدول العربية على مكافحة الامية عبر تكثيف البرامج الكفيلة بالتصدي لهذه الظاهرة وتعميم مبدا التعليم للجميع انسجاما مع توصيات المؤتمرات العربية والدولية.. كما حرصت الدول العربية على انسجام رؤيتها في مجال التصدي للامية مع التوجهات الدولية في مجال تعليم الكبار التي جاء بها (اعلان داكار) سنة 2000م حول (التربية للجميع) وتضمنتها عشرية الاممالمتحدة لمحو الامية التي تؤكد ضرورة توفير التربية للجميع مدى الحياة والتقليص بصفة ملموسة من نسبة الامية اضافة الى تكوين القدرات البشرية وتوسيع نطاق تعليم الكبار ليشمل تزويد المواطن بالمعارف الضرورية للاندماج في مجتمع الحداثة. كما سعت الدول العربية في هذا السياق الى تدريب واشراك الدارسين الكبار في مشاريع التنمية لتحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية وربط التعليم المنتج عن طريق تحديث برامج التعليم الموجه الى الكبار لتتناسب مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم الحديث. واشارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في هذا الصدد الى تقريرمنظمة الاممالمتحدة والذي يكشف ان المنطقة العربية بصدد تسجيل تقدم نحو تحقيق تعلم القراءة والكتابة الشامل (محو الامية) لدى الشباب المتراوحة اعمارهم بين 15 و 24 سنة ولتعزيز مقومات مجتمع المعرفة والمشاركة في المجهود العربي. وطالبت المنظمة بهذه المناسبة المجموعة الدولية ولاسيما الدول العربية بتكثيف جهودها في مجال محو الامية عبر تنفيذ اعمال وبرامج كفيلة بالقضاء نهائيا على هذه الظاهرة وتمكين المحرومين وخاصة في الارياف من حقهم الاساسي في التعلم باعتباره مفتاحا رئيسيا للاندماج في الدورة الاقتصادية والانصهار في المنظومة الاجتماعية واساسا لارساء مجتمع متطور معرفيا وتكنولوجيا.