شهد المجتمع في الأسبوعين الماضيين حراكًا وتدافعًا نحو الخير والبذل امتدادًا لما بدأه الجميع منذ دخول شهر رمضان المبارك والذي نسأل الله فيه القبول وكانت الشبكات الاجتماعية والاجتماعات خلال الأسبوعين الماضيين نشطة وتجري على قدم وساق نحو جمع الدية المشروطة من أهل قتيل خالد والحمد لله أن تمّ الله ذلك وعاد خالد لوالدته ويحشد المجتمع هذه الأيام أيضًا لجمع دية افتداء لمحمد ونسأل الله أن تتم المساعي بخير. في هذه الصور تكاتف وتعاضد بين أبناء المجتمع والتي أتمنى أن تنتهي لما فيها من مبالغة في الأرقام المطلوبة والمشروطة، إن المبالغة في الديات والمبالغة في المطالب تنقل هذه الأحداث إلى المتاجرة بالرقاب إذ بلغ ما تمّ جمعه لإنقاذ خالد من القصاص 30 مليون ريال والآن يطلب لإنقاذ محمد 20 مليون ريال وفي مواقع التواصل الاجتماعية والانترنت وقلة من القنوات الفضائية وعبر الرسائل النصية أثارت الحماسة لتشجيع الناس للبذل بعض النعرات القبلية والتي جاء فيها شيء من التفاخر بالبذل والعطاء وإن لم أكن عالمًا شرعيًا إلا أني أرى أن هذه الحالات تحوّلت من سعي للخير وعتق رقبة لوجه الله إلى انقسامات متعددة ولا شك يبقى منها هدفها الخير. في هذه الصور تكاتف وتعاضد بين أبناء المجتمع والتي أتمنى أن تنتهي لما فيها من مبالغة في الأرقام المطلوبة والمشروطة، إن المبالغة في الديات والمبالغة في المطالب تنقل هذه الأحداث إلى المتاجرة بالرقاب. وبين خالد ومحمد كان هناك من تنازل عن دم المقتول لوجه الله وبشرط من أهل المقتول أن يتم القاتل تبرعه بجزء من كبده لخاله.. أليس هذا هو العتق المطلوب؟. يبقى الأمل أن الدافع لهذا الحراك هو البحث الصادق عن الخير والأجر وإقراضًا حسنًا ليجد المعطي أضعاف ما أقرض عند الله «سبحانه وتعالى». ويبقى سؤال آخر: ماذا لو لم يكن القاتل من أبناء القبائل هل سيهب المجتمع إلى إنقاذه؟! وإن كان الجواب بنعم.. فلماذا لا نهبّ ويهبّ الجميع إلى تفريج الكرب عن إخواننا المسلمين من أبناء هذه البلاد عبر اللجان والجمعيات المرخّصة والمصرح بها وإن كنت أرى أن للجنة «تراحم» حقًا علينا لدعمها ودعم مساجين الحقوق الخاصة والذين يقبع عدد منهم في السجن بسبب ضيق ذات اليد وعدم القدرة على سداد إيجارات منازلهم مثلًا وهذا أحد أوجه العجز الحاصل عند جزء منهم وبحسب تقديرات لجنة «تراحم» فإنها تخشى أن يهدّد العجز المالي والتعثر في سداد الديون أكثر من 60 ألف مواطن لو تضافرت الجهود وتكاتف المجتمع كما تكاتفوا في إنقاذ الرقاب لاستطعنا أن نلمّ شمل هذه الأسر التي تشتتت بسبب الديون وقل الحيلة.. فهل نرى نشاطًا اجتماعيًا على أرض الواقع وفي الشبكات الاجتماعية دعمًا لهذه الفئة من المجتمع؟. إن من يفرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.. ففي الأمرين أجر كبير.