أثارت أحداث «رفح» التي أسفرت عن استشهاد 16 جنديا مصريا ردود افعال واسعة على الصعيد المحلي والدولي، وتباينت الآراء حول من يقف وراء تلك التفجيرات وما قبلها من أحداث شهدتها سيناء ، وطرح عدد من الخبراء المتخصصين في شئون الجماعات الاسلامية سيناريوهات للأحداث ما بين اتهامات لجماعات دينية متطرفة ترغب في تأسيس إمارة اسلامية بسيناء، وإشارة في الوقت ذاته الى إمكانية تورط اسرائيل في الأحداث رغبة في دخول سيناء، وإعادة احتلالها مرة أخرى تحت شعار «تأمين سيناء». وطرح الدكتور عمار علي حسن الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أربعة سيناريوهات لما يحدث حاليا في سيناء، تمثل السيناريو الأول في الربط بين ما يحدث في سوريا وتحوله الى صراع اقليمي بين روسيا والصين وايران من ناحية، وأمريكا واسرائيل والدول الغربية من ناحية أخرى، وتحول هذا الصراع إلى سيناء بهدف فتح جبهة جديدة مع اسرائيل عبر التمكن من سيناء حتى اذا شنت القوى الغربية حربا ضد النظام السوري يتم استغلال سيناء في الهجوم على اسرائيل. ولفت حسن إلى امكانية وقوف اسرائيل وراء ما يحدث في سيناء من اضطرابات أمنية وتفجيرات حتى تمهد للرأي العام الدولي أن سيناء لم تعد تحت سيطرة الجيش المصري، وأصبحت مأوى للارهابيين، واستخدام ذلك ذريعة للهجوم على سيناء وإعادة احتلالها مرة اخرى. وأشار في الوقت ذاته إلى وجود تنظيمات دينية متطرفة قال إنها موجودة بالأساس في سيناء وسبق لها ارتكاب عمليات ارهابية في شرم الشيخ وطابا، معتبرا إنها تكمل الطريق رغبة في إنشاء «إمارة اسلامية» معتمدة على كون سيناء الجزء الرخو من مصر، لافتا إلى ان هذه الجماعات تؤمن بالمجتمع البديل للمجتمع الكافر الذي نعيشه وسبق أن أعلنت عن نفسها في تسجيلات كثيرة. وحول السيناريو الرابع أوضح الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية انه نتيجة للثورة في مصر وليبيا تم تهريب كميات ضخمة من الأسلحة وأصبحت الحدود بين هذه الدول ضعيفة أمنيا، واستغلت تنظيمات القاعدة الموجودة في سيناء ذلك لتحقيق حلمها في مواجهة اسرائيل، والسيطرة على الممر الملاحي لقناة السويس بهدف ضرب المصالح الغربية وهذا أهم اهدافها حسب قوله. ورجح أن يكون السيناريو الثالث المتمثل في وجود جماعات دينية متطرفة ترغب في تأسيس إمارة اسلامية هو الأقرب للصواب، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة توافر المعلومات حول ما يحدث في سيناء، والإسراع في مواجهة تلك التنظيمات التي وصفها بالارهابية. ولفت حسن إلى امكانية وقوف اسرائيل وراء ما يحدث في سيناء من اضطرابات أمنية وتفجيرات حتى تمهد للرأي العام الدولي أن سيناء لم تعد تحت سيطرة الجيش المصري، وأصبحت مأوى للارهابيين، واستخدام ذلك ذريعة للهجوم على سيناء وإعادة احتلالها مرة اخرى. من جانبه قال الدكتور يسري العزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، ان وجود تنظيمات جهادية متطرفة في سيناء وارد جدا موضحا أن هذه التنظيمات تستغل أماكن مثل سيناء بطبيعتها الجبلية للقيام بعملياتها، مشيرا إلى امكانية وجود خلايا منتمية فكريا لتنظيم القاعدة داخل سيناء. وتوقع العزباوي أن تكون هذه الجماعات غير منتمية للتيارات الاسلامية الموجودة حاليا على الساحة. وأضاف «معظم التيارات الاسلامية متمثلة في الاخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الاسلامية انخرطت في العمل السياسي والحزبي وتراجعت عن العنف وخاصة الجماعة الاسلامية بعد المراجعات الفكرية في التسعينيات». ولفت العزباوي إلى أن وجود رئيس مصري ينتمي الى التيار الاسلامي والصعود الواضح للاسلاميين في تونس والمغرب ساهم في تنشيط ما سماه الخلايا النائمة للجماعات المتطرفة في الاقليم بالكامل وليس في سيناء فقط. واتفق العزباوي مع ما طرحه الدكتور عمار علي حسن، حول إمكانية تورط أمريكا واسرائيل في تلك التفجيرات وما سبقها من أعمال تخريبية وذلك للتدخل تحت شعار «تأمين سيناء» لافتا إلى امكانية إعادة طرح مشروع «توطين الفلسطينيين في سيناء» وتكون الوطن الجديد لهم. وحول سبل مواجهة تلك التنظيمات اعتبر أن الحل الأمني السياسي هو الأمثل وتابع «لابد من القضاء أمنيا على هذه البؤر، وتوافر الرغبة السياسية لدى الرئيس والمشير»، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب عودة الداخلية والجيش بقوة إلى سيناء، إضافة إلى تعاون شيوخ القبائل. من جانبه استبعد الدكتور كمال حبيب الباحث في شئون الجماعات الاسلامية والرئيس السابق لحزب السلام والتنمية «تحت التأسيس» الذراع السياسية لتنظيم الجهاد، تورط معتقلي الجهاد والجماعة الاسلامية المفرج عنهم بعفو رئاسي في أحداث سيناء قائلا «أغلب من خرجوا بعفو رئاسي من المحسوبين على الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد خرجوا هذه المرة وليست لديهم ميول سياسية أو مشروع سياسي، لكن لدى بعضهم رغبة في الاعتكاف على أنفسهم والانكفاء عليها وبحث تجاربهم وتأملها». وحول وجود تنظيم القاعدة في سيناء قال حبيب ان تنظيم القاعدة لم يكن له وليس له مستقبل في مصر، رغم وجود أنصار التنظيم بسيناء ممن يعلنون استهدافهم للحدود الإسرائيلية. ورجح حبيب تورط تنظيمات جهادية في أحداث رفح، لافتا إلى وجود أشخاص في سيناء يحملون فكرة الجهاد باستخدام القوة، وفكرة المقاومة ضد الوضع الدولي العام، وعلى رأسها اسرائيل.