أن تتحدث إلى زعيم سياسي أو مسؤول ما، فإن ذلك ربما يكون شيئًا عاديًا، ولكن أن تتحدث إلى قائد ميداني، ضابط بالأساس، يقود عملًا عسكريًا في خضم أحداث الثورة السورية، فإن الحديث يكون مشوبًا بمشاعر مختلطة وحذرة. القائد الميداني، الرائد جواد ... (حرصًا على السرية لا نذكر بقية اسمه الصريح) تحدث ل(اليوم) عند الثانية من صباح السبت، من مكان ما بالعاصمة السورية دمشق، حيث يخوض مع فصائل الجيش السوري الحر، حربًا ضارية ضد النظام المجرم في بلاده، تطلب الوصول إليه والترتيب للحوار معه، المرور عبر منافذ «سرية» عدة، تكفّل بها أصدقاء سواء من الجيش السوري الحُر نفسه، أو من القيادة العسكرية المشتركة، الذين تولوا تهيئة خطوط الاتصال، بعيدًا عن المراقبة الأمنية، والملاحقة المستمرة التي يفرضها النظام الأمني السوري.. ووفق ضمانات كان أقلها ما قاله لي أحدهم: «نحن نثق بك..ونثق بصحيفتك، يكفي أنها سعودية». كشف الرائد جواد المنشق من سلاح المدفعية من الجيش النظامى ليلتحق بالجيش الحر عن فظائع يرتكبها عناصر أمن النظام وشبّيحته في حق المدنيين العُزّل، وشرح كيف أن جنود بشار الأسد يغتصبون النساء والأطفال، آخرها طفلة في العاشرة من عمرها، لم تشفع لها براءتها من أن يتركوها، وأضاف: كيف أن هؤلاء المجرمين ارتكبوا 40 حادث اغتصاب لنسوة وفتيات في قرية واحدة وفي يوم واحد، وبحروف تكاد تبكي، قال ل(اليوم) إن أحد الرجال اضطر لقتل زوجته وبناته كي لا يغتصبوهن أمام عينيه، واصفًا ذلك بالمأساة التي لا يستطيع أن ينساها مدى حياته. الرائد جواد.. قال إن نظام بشار الأسد يرتكب حربًا طائفية، وأنه لا ملاذ له الآن إلا الخضوع لإرادة الشعب، ووصف حال جنود بشار بأنهم يخوضون معركتهم الأخيرة بجنون، وأقسم بأن عناصر المقاومة والجيش السوري الحر، لو امتلكت فقط القليل من السلاح «النوعي» لما استغرق نظام بشار شهرًا واحدًا، وأكد ضلوع إيران وعناصر حزب الله ومقتدى الصدر في المجازر على ارض سوريا، وردًا على سؤال حول ما إذا كان لديهم أسرى منهم، اعترف بأنهم يصفون مَن يقع في أيديهم فورًا، إذ لا وقت لديهم ليتحمّلوا مسؤوليتهم. لم يأبه كثيرًا بهروب الرجل القوي العميد مناف طلاس، أو انشقاق سفير دمشق في بغداد نواف الشيخ فارس، وقال إنهم جزء من النظام، ولا أحد يثق بهما، ودعا كل الضباط المنشقين في الخارج إلى العودة وممارسة النضال على الأرض السورية، واصفًا استمرار وجودهم في الخارج بأنه «لا قيمة له ولن يكون هناك مكان لهم في سوريا الجديدة».. باختصار.. إليكم نص الحوار: تزايد الإعداد في البداية.. وأنا أحدّثك في الثانية صباحًا.. ما تموضعكم الآن على الأرض؟ بصراحة متناهية زادت قوة الجيش الحر عامة بعد مضي 16 شهرًا من الثورة، الحمد لله الجيش الحر في تزايد مستمر، والمشاهد لوسائل الإعلام واليوتوبات والتصوير الحي يلاحظ أنه ما ظل مكان في طريق دمشق وريفها إلا ووصل إليه الجيش الحُر. وبهذه المناسبة دعني أؤكد للعالم عبر صحيفتكم أن بشار الأسد الآن، ليس إلا رئيس بلدية المالكي وما حوله فقط، وهو الحي الدمشقي الذي يسكنه، إننا منتشرون بكثافة على الأرض، وباعتباري أحد المسؤولين العسكريين عن دمشق وريفها، أقول إنه في كل أحياء العاصمة، حتى حي الصالحية، توجد سرية من الجيش الحُر، كذلك الميدان والحجر الأسود وأحياء أخرى بها سرياتنا وعناصرنا. حرب طائفية ما تعقيبك على مجزرة «التريمسة» التي راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد؟ - انا بالفعل كنت داخل النظام وهو بأسوأ الاحتمالات عجز عن قمع الثورة فيحاول عمل دويلة، وما يجري تحديدًا على الاختلاف من المعلقين والسياسيين الذين يقولون إننا في سوريا حرب أهلية، إننا في حرب طائفية وتحديدًا سنية علوية، وبالتالي تجد ان كل المناطق المعارضة للنظام القائم بها الثورة هي سنية، وكل المناطق المؤيدة للنظام ويخرج منها الشبيحة هي مناطق علوية، وبالتالي هي حرب علوية سنية، والنظام يريد إقامة دولةٍ علوية وتصفية السنة من المنطقة الساحلية وبالتالي منطقة حمص وحماة ومنطقة الساحل السوري، والعمل على تهجير السنة وعمل مجازر بشعة بحق الإنسانية، أين الأممالمتحدة وحقوق الإنسان وقوات حفظ السلام والأمن الدولي، أليست هذه مجازر بشعة وطائفية تحديدًا، كل المجازر التي يرتكبها نظام الأسد طائفية، هدفها تفريغ المناطق السنية وتطويقها أو لإعطاء حصانة لدولته التي يزعم إقامتها كحل أخير، وتمهيد لإقامة دويلة علوية. مصلحة شخصية انشقاق السفير السوري ببغداد مفاجأة للنظام.. كيف تراه؟ في رأيي الشخصي الذي قد يحتمل الصواب والخطأ، سفير دمشق كان بالخارج لمدة سنة ونصف السنة، وسمع وشاهد المجازر التي يرتكبها نظامه، فأين كان؟ بشكل أو بآخر ربما كان خائفًا من القتل والاعتقال، ولكن السيناريو الأقرب أنه عندما شعر يأن كفة الثورة بدأت ترجح حاول أن يركب الموجة ويلحق حاله، وأوجّه سؤالي له.. لماذا لم تتحرك منذ عام ونصف العام؟ أنا أرى أن انشقاقه كان لمصلحة شخصية وليس للثورة.. نفس السيناريو ينطبق على العميد مناف طلاس، وأكرّر أن حمص أكثر مدينة تعرّضت للتدمير والإبادة والسرقة للاغتصابات للنساء والأطفال، وأقول: أين كانت سيادته؟، الجميع يعلم انه كان قائد اللواء 105 للحرس الجمهورى عندما كانت حمص تقصف براجمات الصواريخ والطيارات والمدافع، وهو حتى الآن لم يعلن انشقاقه رسميًا. ولم يعلن انضمامه للجيش الحر. ترتيبات خارجية بخصوص مناف طلاس.. هل تتوقع أن هروبه جزء من صفقة وترتيبات دولية يتم الترتيب لها؟ - برأيي أنه جزء من مخطط ترتيب خارجي، ولكن هذا الترتيب الذي لجأت إليه القوى العظمى الخمس في العالم، وأذكّرهم بأن يقرأوا التاريخ جيدًا، أنه في تاريخ الثورات في العالم بأجمعه ستنتصر الشعوب، طالت الثورات أم قصرت، باختلاف طبيعة كل ثورة، والدول التي تراهن على النظام تتعامل بما يتلاءم مع مصالحها، وليتهم يعلمون أن الشعب السوري اتخذ قرارًا لا رجعة فيه؛ لأن العودة في حد ذاتها خسارة فادحة في حق من استشهدوا وفي حق شعب ذهبت دماؤه غدرًا وقتلًا وارتكبت في حقهم جرائم كبيرة. بصراحة يوجد تلاعب خارجي عن طريق دول تراهن على حاكم ديكتاتورى ونظام خاسر، ومن المفترض أن يكون الرهان الصحيح على الشعب وليس على شخص أو نظام. الطبقات الأرستقراطية رائد جواد.. تحديدًا ما دورك في الجيش الحر؟ - انا داخل تكتل بالجبهة القيادية العسكرية، وهناك عدة كتائب منتشرة في دمشق وريفها، والقيادة تتفرع إلى مكتب سياسي وإعلامي وتنظيمي ومالي وعسكري، وهناك الكثير من الشباب والمدنيين من الطبقات الأرستقراطية قرروا الانضمام، وتركوا حياة البذخ والترف والانضمام إلى الشعب السوري، والمكتب العسكري يضمّ منشقين ومتقاعدين، وعلى الأرض هناك الكثير من صف ضباط ومدنيين ومتطوعين وكافة الشرائح. حماية الشعب اشرح لي.. كيف يدور الوضع على الأرض بينكم وبين عناصر النظام؟ - نحن الآن الساعة الثانية صباحًا تقريبًا، والجيش السوري الحر متواجد لحماية الشعب، بينما الجيش النظامي متواجد لحماية أسر وعائلات وشخص النظام، والحقيقة تؤكد ان دمشق وريفها خاصة ليلًا هو خارج سيطرة العصابات الأسدية، والحمد لله فإن عناصر هذه العصابات وتحديدًا من عناصر المشاة غير قادرة على التحرك تمامًا، وتحارب بنظرية ان تقصف من بعيد وتهرب، فعلى سبيل المثال مدينة حمص لا يسير فيها مشاة النظام أبدًا ولكنه يقصفها بالطائرات والمدافع، وداخل دمشق أكرر انه يوجد اكثر من 50 حاجزًا لا يستطيع من خلال التحرك ليلًا ويوجد في أنحائها شبه حظر تجول. اغتيالات شخصية كيف تقوم عناصركم وسراياكم بعملياتها؟ - أغلب عملياتنا نوعية، كضربات مركزة وسريعة وخاطفة، لضمان تحقيق مكاسب أعلى، والحصول على غنائم من أسلحة وخسائر بالأرواح عند العدو – إذا جازت التسمية – ونحاول ان تكون العملية غير محسوبة على قرية او مدينة معينة حتى لا تنتقم العصابات الأسدية منها، جزء من عملياتنا يركّز على اغتيالات شخصية لضباط تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء. «ساعة الصفر» في ظل هذه الأوضاع، كيف تستطيعون ضبط وإدارة العناصر على الأرض؟ - بالطبع أعترف بأنها عملية صعبة ومعقدة للغاية، ولكن دون تفاصيل، نحن نوحّد جهودنا للربط العسكري لتحقيق «ساعة الصفر»، ونركّز على دمشق وريفها، لأن النظام يتركّز بالعاصمة التي إذا سقطت فسيسقط النظام، المعركة الحاسمة في دمشق وريفها، ونعدّ العدة لها قريبًا، والخبير العسكري يدرك أن المعركة تقوم على ثلاثة محاور: الأول يتركّز على التخطيط العسكري، والثاني التنيطم والثالث يهتم بالتسليح. فيما يتعلق بالتخطيط، لدينا ما يكفي من قادة وإستراتيجيين لإعداد خطة عسكرية على أعلى المستويات، وفي التنظيم قطعنا شوطًا طويلًا وكان لدينا اجتماع أمس من أجل توحيد الجهود ونجحنا، ما يعيقنا هو المحور الأخير، التسليح، لأننا نحصل بصعوبة على السلاح والعتاد بثلاث طرق، إما بالشراء على نفقة أفراد ورجال أعمال، وكنا نأمل أن يكون هناك من يتبنى تسليحنا، ولكن حتى الآن التبرعات من أشخاص خيّرين، وقد يكون شراءً من النظام الذي يمتلك عملاء وفاسدين يبيعون الوطن من أجل المال، وأخيرًا عن طريق الغنائم التي نحصل عليها بعد مهاجمة معاقل النظام أو جنوده. طاولة واحدة ..ما المشاكل اللوجستية التي تواجهكم؟ - (يضحك) ويكمل: كثير.. ولكننا نتغلب عليها، ما لمسناه بالفعل أنه عندما نجلس مع فصيل معيّن على طاولة واحدة فإننا قد نختلف او نتفق، ولكن على الأرض نكون في أقصى درجات التوافق، ونحن كعسكريين يسعدنا كثيرًا ان يكون هناك اتفاق وتعاون بيننا على الأرض. لأن العامل الأهم هو القضاء على العصابات الأسدية ووقف جرائم النظام البشعة. حماية أنفسهم تشير معلوماتي إلى أن غالبية الجيش الحر من السنّة وبعض المسيحيين.. أليس في صفوفكم أحد من العلويين؟ هذا صحيح، كنا نأمل من الطائفة العلوية ان يكونوا بجانبنا، ويدركوا حقيقة أن النظام يستخدمهم كدروع بشرية، وبحسب معلوماتي للأسف لا أحد منهم معنا، بالفعل يشاركنا مسيحيون، وعدد من الدروز، والأكراد موجودون أيضًا ولديهم سرايا وصفوف مقاتلة بأكملها. فرق كاملة .. كيف ترى الصورة النهائية في دمشق؟ وهل تأخر انضمامها للثورة؟ - الحقائق تؤكد ان الثورة انطلقت من درعا جنوبًا وانتقلت للأطراف ثم انطلقت للمناطق الوسطى، وللإنصاف، لا نقول ان دمشق تأخرت، هى كمدينة تأخرت ولكن ريف دمشق لم يتأخر، فمثلًا مدينة دوما بدأت الثورة بمنطقة درعا التي شهدت أولى مظاهرات خرجت فيها بعد ستة أيام فقط من انطلاق الثورة السورية، ومدينة داريا انطلقت المظاهرات بها أواخر شهر مارس. ملخص القول إن دمشق تأخرت لأسباب كثيرة أهمها ثقل النظام بها، فمثلا تواجد الفرقة الرابعة والحرس الجمهورى داخلها، فالأخير بكل الالوية موجود بالكامل في جبل قاسيون، وكل ألوية الفرقة الرابعة في دمشق والأفرع الأمنية أيضًا بدمشق، وانا لا أقدِّم مبررًا ولكن توصيف الواقع يثبت ويبرهن على ذلك. مسمّى سياسي ما تقييمك لخطة المبعوث الدولى والمعارضة السورية؟ نحن في الداخل نقاتل على الأرض وهناك من يتاجر بالشعارات في الخارج، كل مَن هو في الخارج وأكرر لا أستثني أحدًا، انا أنقل وجهة نظري الشخصية التي قد تكون 95% من نظرة الشعب السوري، أن كل من بالخارج فليبقَ بالخارج، والشعب لا يعوّل على إعادته إلى الداخل تحت أي مسمّى سياسي أو عسكري، حتى بالنسبة لزملائنا الضباط لأنه بالطبع ليس أفضل من أي ضابط او أصغر طفل يشارك بمظاهرة ويحمل روحه على كفه ويخرج، وأحسن من حمزة الخطيب وهاجر الحمصية وريان العمياوى، قل لي من أفضل؟ يقاتلون مع الناس عفوًا.. أنت تتحدث من الداخل، ولكن قيادة الجيش الحر بالخارج.. كيف؟ كي أكون واضحًا وصريحًا أمام الله، إن الجيش الحر هو الجيش الذي يعمل في الداخل، وحتى زملاءنا الضباط الموجودين في الخارج إن لم يأتوا ويقاتلوا مع الناس فليبقوا في الخارج، أيًا كانوا – كل الاحترام للعقيد رياض الأسعد والرائد ماهر النعيمي والمقدم خالد حمود وكل الضباط الموجودين، ولكن العمل العسكري في الداخل وليس في تركيا، أو غيرها، أنت ضابط خرجت كي تؤمن عائلتك، هذا مفهوم، ولكن عليك أن تعود للميدان. أصابع اليد أليست هذه بوادر انشقاقات مرتقبة؟ - أسأل بشكل واضح وصريح، العقيد رياض الأسعد أو بدون أسماء، مَن يحرك الجيش على الأرض، انا أول مرة أسمع أن هناك قائدًا لمعركة وهو بعيد عن ساحتها 500 كيلو متر، هل القوات تتحرك بتخطيط العقيد رياض أو غيره؟ أقول لا.. إنها تتغيّر وتتحرك ببوادر الضباط الشرفاء في الداخل، أين هو الجيش الذي بالخارج، هي فقط قيادات، ونحن إعلاميًا نحتاج لممثلين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، لسنا بحاجة إلى مئات الضباط بالخارج. عمليات ناجحة ما أهم العمليات العسكرية التي تمت مؤخرًا؟ في الآونة الآخيرة، شهدت دمشق العديد من العمليات الناجحة، فمثلًا عملية ضرب مطار مرج السلطان الموجود بالغوطة الشرقية، قامت ثلاث كتائب من كتائبنا بضرب المطار منذ 15 يومًا تقريبًا، ومن العمليات المهمة كتيبة لواء الإسلام في مدينة دوما التي كبّدت العصابات الأسدية خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح وهى موثقة بالصور والفيديوهات، وبالمنطقة الشمالية انا أقصد وادي بردى والزبداني وغيرهما، هوجمت كتيبة للحرس الجمهوري وكانت ضربة صاعقة وقاسية للنظام، ذلك أن الجيش الحر استطاع ان يصل إلى عمق الحرس الجمهورى، أنا شخصيًا كنت على رأس عمليتين لإبادة حاجزين عسكريين.. وحصلنا على أسلحتهم بعدما هربوا جبناء. الفرق كبير ما أهم المشاكل التي تواجهكم؟ مشكلتنا الكبرى في التسليح.. ثق تمامًا اننا لو نملك السلاح النوعي، لا اقصد الرشاش والبندقية، لأن معركتي أصبحت مع دبابات وطيارات، ولو توافر لدي هذا السلاح ثق ان النظام لن يصمد أكثر من شهر، لأن الفرق كبير بين مقاتلي الجيش الحر والنظام المجرم، فمقاتلونا يحاربون من أجل الشهادة، أما مجرموهم فيحاربون من أجل فرد ونظام. مبعوث أمريكي ما حقيقة الاتهامات بوجود القاعدة والإرهاب في سوريا؟ - سأكشف لك، أني قابلت شخصية أمريكية رفيعة، وجه إليّ نفس السؤال، ومثلما كانت إجابتي معه سأعيدها عليك، إلى الآن لا أرضية خصبة لنمو وإنتاج ما يُسمى بتنظيم القاعدة في المجتمع السوري، إلا أنه كلما تأخر المجتمع الدولي بصفة عامة والعربي بصفة خاصة في الإسراع بنجدتنا فسيكون الشعب السوري مستعد للتحالف مع الشيطان. هل هذه رسالة تهديد؟ فليعتبروها كما يشاءون.. أقول للمجتمع الدولى إذا لم تنقذونا فنحن على استعداد للتعاون مع الشيطان. حتى لو كان القاعدة، لدينا مثل شعبي يقول «الحيّة لما بتضايق بتعض بطنها».. ونحن لا نريد أن نصل إلى هذه المرحلة، وقلت هذا للشخص الأمريكي، مثلما لدى الولاياتالمتحدة قوائم سوداء وبيضاء فالشعب السوري سيملك ذلك والشعب مهما طال الأمد بإذن الله سينتصر، ونحن كجيش حر نملك قوائم سوداء وبيضاء.. فاختاروا في أيها تريدون!. أطماع إيرانية وماذا عن وجود عناصر إيرانية وحزب الله ومقتدى الصدر.. كيف تتعاملون معها؟ - بالفعل هذه حقيقة لا ينكرها أحد، ولكن أصارحك: لا نحفتظ بأى أسير من هؤلاء، ذلك أننا عندما نمسك بهم، يكون الغليان قد وصل أشده، لما رأيناه من جرائمهم، فنتخلص منهم مباشرة، لا تفكير لدينا في أسرهم أو التفاوض عليهم. رصدناهم بأكثر من مكان خاصة بمنطقة السيدة زينب والمزارع المحيطة هناك، حيث يتواجدون بحجة زيارة مقدّساتهم، ولكننا نعلم الهدف الرئيسي، ومن خلال تصويرنا لهم، وجدنا النظام يقوم بعمل جولات ليلية لهم للتعرف على الطرقات والمناطق التي ممكن يحتاجون إليها بعمل إجرامي أو إرهابي بهذه المنطقة، وانا أؤكد هذا الكلام، وعندي تصوير لهذه السيارات، وعلى استعداد لأرسله لك. في تصوّرك ما النهاية الأقرب لبشار الأسد؟ أنا من داخل النظام واعرف تركيبته الأمنية وتحركاته السرية، وأتمنى القبض عليه وأن يُقدم لمحاكمات علنية امام الجميع، ولكن النظام اجبن من ذلك بكثير، فهو عندما يشعر بأن الخناق بدأ يقترب بشكل أقرب فسيستخدم تحصيناته والهروب للخارج من خلال الأنفاق التي توجد تحت الأرض.
ما يبكينا حياتكم مختلفة..يمكن أن تشرح طبيعة حياتك اليومية؟ (يتنهد قبل أن يجيب).. ما نراه على الأرض أصعب كثيرًا من الفيديوهات ومشاهد القتل التي ترونها، ما يوجع قلوبنا بصدق ليس في أن ترى شهيدًا يسقط، صدقني نفرح له، أيًا كان رجلًا أو طفلًا او امرأة، لأنه شهيد في الجنة، ولكن ما يدمي قلوبنا هو انتهاك الأعراض والاغتصابات وهى التي تثير مشاعر الانتقام، فلماذا يُنتهك عِرض طفلة عندها 10 أعوام؟ سأسرد لك على سبيل المثال وليس الحصر، منذ ثلاثة أيام، وقعت 40 حالة اغتصاب بريف دمشق، هل تتخيل ان رجلين قاما بقتل زوجاتهما وبناتهما حتى لا يُغتصبن على أيدى عصابات الأسد المجرمة؟ لقد بكينا جميعًا. استشهاد زميلي ما أصعب موقف مررت به؟ -بحزن شديد.. أصعب موقف عندما حملت زميلي شهيدًا، إثر إصابته برصاصة بالعنق، حتى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، كان يسألني: «فلان شو صار فيه..وكان يموت ويسألني عن زملائنا كيف حالهم.. هل أصيب أحد؟» دهس المواطنين! وما أفظع موقف شاهدته؟ - كان بإحدى القرى في الريف الدمشقي عندما قامت قوات الأسد بجمع جثث القتلى والسير عليها بالدبابات ودهسهم دون شفقة أو رحمة وكأن قتلهم لا يكفيهم.! الهروب كالجبناء متى شعرت بالسخرية؟ عندما شاهدت فيديو على اليوتيوب، كيف كانت ناقلة جند تابعة للقوات الأسدية تمّ قذفها بآر بي جيه، ففرّ جنودها هاربين وتركوا كل الاسلحة والغنائم، ومن المفترض ان يقاتلوا وليس بهذا المنظر الذي يوضح جبنهم. رسائل قصيرة في برقيات سريعة.. ماذا تقول للشعب السوري؟ - ليس بعد الليل إلا فجر مجدٍ يتسامى.. ..للشهداء؟ يكفي أنكم طيور في الجنة. ..وللمعارضة السورية في الخارج؟ - حسّوا بأهلكم وناسكم جوّه. .. لشبيحة الأسد وبلطجيته؟ - لكم يوم.. .. وأخيرًا ماذا تقول للرئيس بشار الأسد؟ أنا أعترض على كلمة رئيس.. ولكن اقول «نحن قادمون إليك.. لا ترحل كنا نقول ارحل..الآن لا ترحل».
جانب من الأسلحة التي حصل عليها الثوار خلال تحرير سجن الميادين المركزي بدير الزور
بعض عناصر الجيش الحر خلال إحدى عملياتهم ضد رتل عسكري تابع للأسد