دعا أمين سر المجلس العسكري السوري النقيب المظلي عمار الواوي المجتمع الدولي إلى تزويد الجيش الحر بالعتاد والسلاح، مؤكدا أن هذا الدعم سيؤدي إلى سقوط نظام الأسد خلال شهر. وأوضح في حواره ل «عكاظ» أن الجيش الحر يحصل على السلاح من خلال شرائه من ميليشيات النظام والشبيحة، نافيا تلقيهم العتاد من تركيا كما يردد البعض، مبينا أن الأهالي يبيعون أملاكهم البسيطة من أجل دعم الجيش الحر. وأكد أنهم يسيطرون على نحو 50 في المائة، من الأراضي السورية وتشمل دير الزور وحماة وأدلب وحمص وريف دمشق ودرعا، ملمحا إلى وجود انشقاقات يومية في جيش النظام وانهيار كامل لقياداته الهرمية. وأفاد أن نظام الأسد يقف وراء تفجيرات حلب الأخيرة، متمنيا إرسال قوات عربية دولية إلى بلاده من أجل وضع حد للقمع والعنف الذي يمارس على المدنيين. وفيما يلي نص الحوار: • كيف تسير عمليات القتال بين الجيش السوري الحر وقوات نظام الأسد؟ • هناك اشتباكات تحصل دائما بين الجيش السوري الحر الذي يملك البندقية، وأسلحة خفيفة في مواجهة الدبابات والأسلحة الثقيلة، وكل ما يمكن وصفه الآن هو أن العين تقاوم المخرز. • ما ردكم على من يقول إنكم تتلقون الدعم العسكري من تركيا إضافة إلى تهريب السلاح من لبنان؟ • لو كنا نتلقى الدعم العسكري من تركيا لكنا حررنا البلاد منذ ستة أشهر، نحن كشعب سوري نلوم أنقرة على عدم تقديم الدعم العسكري للجيش السوري الحر، وهي لم تقدم لنا أي دعم سوى الإعانات الإنسانية للاجئين، ولم نجد منها المساعدات العسكرية لا من جهة الخبرات أو الاتصالات أو من خلال الدعم بالسلاح، فلو تلقينا الدعم التركي لتحررت سورية منذ فترة طويلة كما ذكرت آنفا. • من أين يحصل الجيش الحر على السلاح والمال؟ • نحن نشتري السلاح من ميليشيات الأسد، فهناك عدد من الضباط في الجيش النظامي والشبيحة يبيعون أهلهم ويبيعون وطنهم من أجل المال ونحن نشتري الأسلحة والذخيرة بشكل دائم منهم، وخصوصا من القرداحة واللاذقية أثناء تهريبها إلى الداخل، إضافة إلى أننا نحصل على ذخيرة وعتاد أثناء الاشتباك مع ميليشيات الأسد، أما المال فهو يأتي من الشعب، فالأهل يبيعون الأبقار والأغنام والبيوت من أجل الدفاع عن حياتهم. • لماذا انسحبتم من مدينة الزبداني بعد أن سيطرتم عليها فترة من الزمن؟ • انسحاب الجيش السوري الحر من المدينة جاء حرصا على سلامة الأهالي فيها، لأن النظام أحمق وقاتل وكان سيدمر الزبداني عن بكرة أبيها، لو استمر وجودنا فيها، لذا حرصا على أهلنا هناك قررنا الانسحاب. • أوضح العقيد رياض الأسعد أن الجيش الحر يسيطر على 50 في المائة من الأراضي السورية؟ ما هي تلك المناطق؟ • نحن نسيطر الآن على دير الزور وحماة وأدلب وحمص وريف دمشق ودرعا وهي أكبر مناطق سورية على الإطلاق، وهناك انشقاقات يومية في جيش النظام وانهيار كامل لقياداته الهرمية وهناك أيضا رتب عليا في الجيش النظامي تنتظر الفرصة المناسبة كي تنشق، فكلما دمرنا حاجزا يستبدل النظام جميع عناصره، حرصا على عدم تدمير الروح المعنوية لدى قوات النظام. • هل لديكم أشخاص يعملون لمصلحتكم داخل النظام؟ • هناك شبيحة في النظام عاشوا على حياة التهريب والتشبيح وقتل الناس، وهم من آل الأسد وعائلة مخلوف فهم لا يملكون أي مبادىء أخلاقية أو إنسانية، ومنذ أن جاء حافظ الأسد إلى الآن يعملون على تهريب الأموال والمخدرات وتهريب السلاح ونحن منذ بداية الثورة كان بيننا وبينهم اتفاق على شراء الذخيرة والسلاح. • كيف ترد على اتهام نظام الأسد للجيش الحر بالضلوع في تفجيرات حلب؟ • الانفجار مخطط له من قبل النظام كما خططوا مسبقا لقتل رفيق الحريري، إضافة إلى تركيبهم مسرحية انتحار غازي كنعان فألاعيب النظام أصبحت مكشوفة من تفجيرات دمشق وكفر سوسة إلى حلب، وهي أفعال لتغطية المجازر التي كانت ترتكب في حمص إضافة إلى إيجاد تبرير لدخول ميليشيا الأسد إلى حلب، كما أن التفجير لم يقتل فيه إلا مدنيون، فكيف يقتل المدنيون الساعة التاسعة صباحا، وأمام مجلس الأمن المركزي في الوقت الذي كان هناك اجتماع لأكثر من 2500 شبيح لميليشيا الأسد، واستنفار كامل من أجل تفريق وقتل المتظاهرين في حلب فهذه التفجيرات لو لم تكن مخططة من النظام لشاهد الجميع مقتل أكثر من 1500 شبيح من ميليشيا بشار الأسد. • هل تعتقد أن الجيش الحر قادر على المواجهة عسكريا حتى إسقاط بشار الأسد؟ • نحن نحتاج إلى الدعم العسكري وليس فقط السياسي والجيش الحر يبذل جهودا كبيرة ولكن الآلة الآسدية تفتك بالبشر ، وإذا استمر القتال فإن الأسد سينهي الشعب السوري بأكمله، لأنه سيستخدم لاحقا الطيران والأسلحة الكيميائية من أجل إبادة المدنيين، لكن الثورة ستستمر فالثورة والتظاهرات مستمرة والقتال بين الجيش الحر و ميليشيا الأسد مستمر، ونتمنى من المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب الشعب حتى إسقاط النظام المجرم. • كيف تقرأ موقف وزراء الخارجية العرب الأخير المتضمن إرسال قوات عربية ودولية إلى سورية؟ • نتمنى أن ترسل هذه القوات بأسرع وقت، وأن يكون هناك اتفاق فوري ومباشر بين قيادة الجيش الحر والقوات العربية، وأن تكون هناك غرفة مشتركة لتحديد مواقع ميليشيا الأسد، وبعد إسقاط هذا النظام يجب أن يكون الاتفاق على طريقة انسحاب هذه القوات من أجل بناء حياة ديمقراطية في سورية، ومن هنا نقول إنه كلما تأخر المجتمع الدولي والدول العربية في إصدار قرارات فورية بالدعم العسكري للجيش الحر، فسيرتكب النظام مجازر أخرى في الزبداني والقصير وحمص وسيكون هناك تدمير كامل للأبنية والبيوت وسيستخدم هذا النظام أقوى أنواع الأسلحة، فنحن نعلم النظام جيدا، فحافظ الأسد دمر حماة سابقا تدميرا كاملا، وقتل أكثر من 42 ألف شهيد، في غضون أيام، لذا نتمنى من الدول الإسراع الفوري في اتخاذ قرارات عسكرية فورية، ونحن ماضون في الثورة والقتال، وانتقلنا من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، فإما أن يسقط هذا النظام، أو أن يستشهد آخر جندي في الجيش الحر، ولن نتوقف وكل يوم ستكون هناك مفاجآت للنظام وكل ما نطلبه أن يقف المجتمع العربي والدولي إلى جانب هذا الشعب المذبوح الذي وقف إلى جانب فلسطين ولبنان وكافة الشعوب العربية. • ما صحة ما يتردد من أن عناصر من إيران وحزب الله يقاتلون إلى جانب النظام السوري؟ • نؤكد أن هناك ضباطا إيرانيين من الحرس الثوري وعناصر من فيلق بدر ومقتدى الصدر وحزب الله يشاركون في قتل الشعب السوري، ومنذ ثلاثة أيام أرسلت جثتان من الزبداني إلى لبنان ورفض حزب الله الكشف الجنائي عليهما، ونحن نعرف أماكن تواجد الضباط الإيرانيين في سورية، خصوصا أننا نعرفهم بعد أن تعاونا معهم خلال وجودنا في الجيش النظامي قبل اندلاع الثورة. • كيف تتوقع النتائج في حال أصدر وزراء الخارجية العرب قرارا بدعم الجيش الحر بالسلاح؟ • إذا اتخذ وزراء الخارجية العرب قرارا بدعم الجيش السوري الحر بالسلاح، فسنحتاج شهرا واحدا فقط، من أجل القضاء على النظام، وتنظيفه بشكل كامل، وإن لم يقتل الأسد كالقذافي، يكون قد هرب إلى قم في إيران أو إلى اسرائيل، فنحن كبدنا قواته خسائر فادحة على الرغم من ضعف إمكاناتنا، فهناك فرق بين من يقاتل من أجل قضية وهدف نبيل، وبين المرتزقة الذين يحمون الظالم من أجل قليل من الأموال.