طالب الشاعر الغنائي المعروف علي عسيري بالحفاظ على الموروث الفني السعودي موجِّهًا انتقاداتٍ واسعة لبعض الجهات بسبب تجاهلها نجوم الاغنية السعودية الراحلين، مطالبًا في الوقت ذاته من وزارة الثقافة والإعلام بالتدخل العاجل للحفاظ على المكتبة الموسيقية التي تركها الملحّن الراحل صالح الشهري، متهمًا ايضًا الاعلام السعودي بعدم احترامه للفن. وكشف علي عسيري في حواره مع (الميدان) عن انتمائه للنادي الاهلي وتعلقه بالاتفاق وعلاقته بالنجم صالح خليفة، اضافة الى صداقته مع شخصيات رياضية معروفة مثل معالي الشيخ فيصل الشهيل واحمد الزامل. الكثير من الاسرار الفنية والمحاور الفنية المتنوّعة في ثنايا الحوار الآتي: في البداية وبعيدًا عن علي عسيري الشاعر، فمَن هو علي الإنسان؟ اسمي علي ابراهيم عسيري عاشق تراب هذا الوطن، انسان مترامي الاطراف، وكل جزء من هذا البلد يسكن بي، فتهامة عسير اصلي، وصحراء نجد مولدي، وسواحل الشرق، حيث الدمام نشأتي وتربيتي وطفولتي، احب ابنائي السبعة، وهم شهد وشيماء وبسمة وبشرى ومهند ومعتز وعبدالعزيز، أعتز كثيرًا ببناتي وأولادي وزوجتي وأسرتي. كيف كانت طفولتك؟ وكيف عاش علي عسيري؟ طفولتي بالدمام مع والدي ووالدتي «رحمهما الله»، امي انسانة عظيمة ووالدي كذلك، كنا نشعر بالجوع الحقيقي وكان طعامنا عبارة عن ملح وفلفل اسود مطحون والخبز اليابس، الفقر ليس عيبًا، الفقر يصنع الرجال، واحمد الله انه رزقني لأعوض والديَّ الراضيَين الصابرَين «رحمهما الله» وكذلك اخوتي. ما قصة كتابتك الشعر؟ ومتى كان أول نص كتبته؟ انا خريج معهد صحي تابع لوزارة الصحة ولكني لم امارس أي مهنة في حياتي، كنت شغوفًا بالقراءة، واقرأ الكتب لأكثر من 8 ساعات يوميًا، وأول مَن قدّمني هو استاذي الملحن الراحل صالح الشهري «رحمه الله» فهو مَن قدَّمني للناس، وجعلني أعتلي المسرح لأول مرة في حياتي، وذلك بعد برنامج إذاعي كان يقدّمه محمد الرشيد على اذاعة الرياض، حيث كان في زيارة للدمام فطلب منه صالح الشهري منحي الفرصة، ومن هناك انطلق علي عسيري الشاعر بفضل من الله ثم بدعم من استاذي صالح الشهري «رحمه الله». لا تسألوني عن ناصر الصالح.. وهؤلاء بعثروا موروثنا ولم يقدِّروه !!، استمتعوا ب(الأماكن) و(بنت النور ) و(اعترفلك) ولا تسألوا عن كاتبها، الشهيل والزامل صديقا عمر.. وهذه نظرتي لواقع الأهلي بالمناسبة كيف رأيت الساحة بعد وفاة صالح الشهري؟ صالح الشهري تاريخه محفور لمَن يفهم في الموسيقى والفن، ولكن إعلامنا للاسف لا يحترم الفن ولا يقدّمه، ولذلك لم يحترم صالح الشهري بعد موته ولم يقدّر المكتبة الموسيقية الوطنية التي ورَّثها صالح للناس، فصالح خدم الوطن 40 عامًا في عمله بالقطاع العسكري بالظهران، وخدم الوطن كملحن عبقري، واحد الموسيقيين الافذاذ، وللاسف فان وزارة الثقافة والإعلام مقصِّرة في حق صالح الشهري وطلال مداح ومحمد علي سندي وعبدالله محمد وعمر كدرس وطارق عبدالحكيم وغيرهم من الفنانين والمبدعين، ولذلك اناشد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور الشاعر عبدالعزيز خوجه بالاهتمام بهؤلاء الراحلين، وكم كنت اتمنى اخراج برامج عن هؤلاء الرموز، فللأسف نحن لا نجيد تكريم المبدعين في وقت بادرت دوحة قطر في تكريم نجومنا المبدعين مثل سلامة العبدالله وحمد الطيار ونحن لا نزال نضعهم على (الرف). هل تقصد ان وزارة الثقافة والاعلام مقصرّة تجاه الفنانين والموسيقيين؟ الوزارة تحتاج للكثير، معالي الوزير خوجه رجَّال شفاف وواضح وراقٍ ومثقف وشاعر جميل، لكن هنالك اشخاصًا لم يجاروا المرحلة حتى الآن، فمسألة تكريم الرموز يجب ان تأتي من الوزارة نفسها، أنا لا أتحدث عن نفسي فتكريمي الحقيقي يأتي من الناس، ولكن اتكلم عن مبدعين كُثر لم يجدوا مَن يكرمهم ويحتويهم، ولذلك اكرر ان هنالك امورًا يجب ان تتغيّر لمجاراة المرحلة وهنالك اشخاص ايضًا يجب ان يتغيَّروا. بالمناسبة كنتم متواجدين في عزاء صالح الشهري بالدمام، وحضر كل الفنانين بالشرقية عدا ناصر الصالح على الرغم من كونه يسكن بالخبر.. فلماذا؟ لا تعليق ولا اعلم عن السبب وراء غياب ناصر، ولكن كل الذي استطيع قوله.. رحم الله صالح الشهري واسكنه فسيح جناته. المنطقة الشرقية خرَّجت اسماء فنية كثيرة لكنهم رحلوا عنها وتركوها.. لماذا؟ نعم الشرقية خرجت اسماء كثيرة، خرجت من الشعراء محمد المنصور «رحمه الله» وسامي الجمعان وربيع بلال وابراهيم الجنوني، وخرّجت صالح الشهري «رحمه الله» وراشد الماجد ورابح صقر وعادل الخميس وعبدالعزيز المنصور وناصر الصالح وصلاح الهملان واسماء كثيرة جدًا، ودائما ما تكون المناطق الساحلية مليئة بالفن الراقي والادب والابداع، ونحمد الله ان الشرقية خرّجت راشد الماجد الذي اعطى انطباعًا مميّزًا عن الساحل الشرقي وعن المملكة، وكان خير سفير للشرقية ودائمًا ما يكون خير مَن يمثلها في المحافل الفنية، وللامانة فان فناني الشرقية طيبون جدًا، وهكذا عهدتهم جميعًا. الشرقية بلا إذاعة ولا قناة تليفزيونية ولا حتى شركات انتاج.. فلماذا كل هذا الإهمال؟ نعم الشرقية بحاجة لقناة تليفزيونية منوّعة ومحتاجة ايضا لإذاعة خاصة بها لنشر فنونها وتراثها، والمسؤولية تقع على عاتق رجال الاعمال هنا، فهم المسؤولون عن هذا الاهمال وكان عليهم الاستثمار باسم منطقتهم في قطاع الاعمال كباقي مدن المملكة، اما بالنسبة للاستوديوهات فقد اصبحت مقننة وعديمة النجاح وذلك وفق دراسة اقتصادية بحتة.
ماذا عن تواصلك مع راشد الماجد خصوصًا، ويجمعكم تعاون سابق في اغنية (أي ارحل عن الدنيا وأنا ساكت)؟ - الشعراء يسبحون في فلك راشد وانا مقصّر للامانة في تواصلي مع هذا الانسان الرائع، فراشد الماجد له مواقف مشرّفة معي شخصيًا وهو من اذكى الفنانين، وفيه جميع صفات النجومية، ولنا تعاون قريب بإذن الله، فمنذ ان رثيت نفسي في اغنية (أبي أرحل عن الدنيا وأنا ساكت) لم نتعاون ولكن قريبًا قد يجمعنا عمل بعنوان (يا صديقي) حيث ارسلت النص لراشد، وحفظه من المرة الاولى بعد ان اتصل بي، اقول ربما يجمعنا هذا العمل، فالموضوع اصبح بيد راشد نفسه. يقال انك مَن كتب (بنت النور) و(الأماكن) و(اعترفلك) ولكنك قمت ببيع النص لشعراء آخرين.. فما صحة ذلك خصوصًا ان احساس علي عسيري كان حاضرًا في جميع هذه النصوص؟ هذه شائعات.. واقول لكل من اعجب بهذه الاعمال لفنان العرب محمد عبده استمتعوا بهذه الاغنيات ولا تسألوا عن كاتبها فهذا الامر لن يغيِّر فيها شيئًا، وللمعلومية فان الاستاذ محمد الوعيل رئيس تحرير جريدة «اليوم» من الشعراء البارعين. وماذا عن اغنية النورس؟ النورس لا يزال سجينًا، المفترض ان محمد عبده سيشدو بالعمل ولكن انتقل الى عبادي الجوهر واكد لي انه سيطرحها ومنذ سنوات كثيرة لا يزال النورس بطبيعته سجينًا، مع التأكيد بأن عبادي الجوهر من المؤسسين للاغنية والموسيقى السعودية الطربية. كتبت النص الوطني، ولكن لم تكتب للجنادرية.. فلماذا؟ لا اعتقد أنني سأكتب في الجنادرية.. فهكذا هي الظروف، ولكن عندما اكتب عن قامة عبدالله بن عبدالعزيز وهو الملك العادل، فهو جدير بذلك، بل ان قلمي يصبح قزمًا امام هذا الملك الكبير بإنسانيته وعطائه، والذي اشعر براحة عندما اشاهده، اما الجنادرية فهي مناسبة ادبية ولا يمكن ان اربطها بالوطنية. خضت تجربة في صوت الخليج وأخرى في إذاعة روتانا، فكيف وجدت التجربتين؟ أشكر القائمين على صوت الخليج وللاستاذ محمد المرزوقي على وجه الخصوص هو وفريق عمله بعد ان احتضنتني الاذاعة لشهرين في قطر، إضافة لمنحي الثقة في تقديم برنامج فني من دون أي تجربة سابقة وللامانة كانوا راقين معي لأبعد درجة، اما روتانا فان الفضل لله اولًا ثم لشخصين: الاخ تركي الشبانة والاخ سالم الهندي، والاخير كان له موقف مشرّف معي عندما اتصل على مدير إذاعة روتانا وقال لهم حرفيًا: (جهّزوا برنامجًا لعلي عسيري) وهذا موقف لن انساه، اما تركي شبانه فقد دعمني ومنحني الثقة الكاملة خصوصًا بعد الاتفاق مع المنتج عبدالله العامر بعد ان مثلت بصوتي في مسلسل هوامير الصحراء من خلال دور (طويل العمر) بواقع 35 مشهدًا، وهذا النوع من الوفاء اتمنى ان ينتقل لوسائل الاعلام لدينا. ما هي ميولك الرياضية وكيف كانت علاقتك بالرياضة؟ ميولي اهلاوية، فالاهلي بالنسبة لي عشق كبير، والامير المتواضع خالد بن عبدالله لا يشعرك بأنه ابن ملك من خلال تواضعه الجم منذ سنوات طويلة جدًا، وعلاقتي بالرياضة وطيدة جدًا خصوصًا هنا بالمنقطة الشرقية، فحبّي ايضًا للاتفاق كبير، وعلاقتي مع الاتفاقيين وطيدة ولكن لي وجهة نظر خاصة حول نادي الاتفاق، فلا يُعقل يا رجال اعمال الشرقية ان تشاهدوا الاتفاق على هذا الحال، عبدالعزيز الدوسري يقدّم كل شيء ويدفع ويبذل من جيبه ولكنه بحاجة لوقفتكم معه بالمال والمشورة.. وهذه رسالة اتمنى ان تصل، فلا يمكن ان يكون الاتفاق النادي الكبير والمشرّف بهذا الدعم القليل. وماذا عن صالح خليفة النجم الاتفاقي الشهير؟ صالح خليفة هذا الانسان الجميل واللاعب الوفي، شاركت في مباراة اعتزاله التي لا تنسى من خلال كتابة نص الاوبريت الخاص بوداعيته للملاعب، فعلًا ايام جميلة عشناها مع صالح خليفة. ترتبط بعلاقاتٍ مميّزة مع الرياضيين فمن هم الابرز؟ علاقاتي الرياضية كثيرة لكن ابرزهم معالي الشيخ فيصل الشهيل الرياضي الخبير والاديب المثقف وهو من الداعمين لي منذ اكثر من 30 عامًا، وكذلك الاستاذ احمد الزامل (ابو صقر) صاحب وقفاتٍ كثيرة معي وايضًا من رجلي الاعمال عبدالله الفوزان وسامي الحكير.