مع قرب انتهاء فترة التسجيل الأولى ( الصيفية ) تشتد حمّى التنافس بين الأندية السعودية لإكمال عقد اللاعبين الأجانب، ويبدأ السماسرة يلعبون على هذا الوتر عبر كل الوسائل الظاهرة والباطنة، وهذا الموسم العديد من الأندية الكبيرة لا تزال حائرة، ففترة الانتقالات قاربت على الانتهاء ولم يُكملوا تعاقداتهم مع الأجانب حتى الآن ..!! فجميع أنديتنا تقيم الآن معسكرات خارجية للاستعداد للموسم القادم، وتحقيق الأهداف المرجوة من المعسكر، ومن أهمها خلق الانسجام بين أفراد الفريق، وبالذات من انضم حديثاً للفريق، ومع هذا تجد بأن عددا من الأندية الكبيرة لم تحل هذه المعضلة بل منهم من لم يحدِّد أو يتعاقد مع أي لاعب حتى الآن..!! هذا الأمر خلق فرصة جيدة للسماسرة لفرض أساليبهم في سير المفاوضات مع اللاعبين وطريقة البحث عنهم، والأدهى أنهم خلقوا ميدانا تنافسيّا محموماً بين الأندية وهذا رفع أسعار اللاعبين لتزيد حصتهم ،وممّا سيثقل كاهل الأندية، والضغط الجماهيري يزداد كلّما اقتربت المهلة من النهاية... فالاتحاد والأهلي يتنافسان على لاعب برازيلي ( صانع لعب )، وصل الصراع بينهما بأن أعلنت الإدارتين بأنها قريبة من اللاعب، وقد وصل سعره إلى مبلغ يزيد على ( خمسة ملايين يورو ) ،ما كان سيصل إلى هذا المبلغ لو لم يكن هذا التنافس الذي أثقل كاهل الاتحاد وملأ جيب السماسرة... العالم يعجّ باللاعبين الموهوبين، وبعض الأندية السعودية تتصارع على لاعبين ثلاثة، فبهذا الفكر تصبح الأندية السعودية مرتعا للسماسرة لرفع أسعار لاعبيهم، وتثقل كاهلها بأعباء مالية أكثر مما تحتمل، فاللاعب تعاقد معه ناديه بمائتي ألف يورو ،ويباع عقده للنادي السعودي بخمسة ملايين يورو، ولا ينجح، ومن ثمّ يتم إلغاء عقده ويتحمّل النادي الغرامات وجني الشوك ،ويكون السمسار قد شبع من الثمر... ولنا في حالة كماتشو اكبر دليل، حضر للهلال من دوري الشركات وبعقد زهيد، اثبت نجاحه مع الهلال وتنقّل بين الهلال والشباب والأهلي مرورا بنادي قطر، إلى أن وصل أخيرا إلى الشباب للمرة الثانية بعقد قيمته 4 ملايين دولار للسنة.. علما بأن الشباب رفض التجديد له الموسم قبل الماضي بمليونين..!! وهذه الأيام يخوض مهاجم الأهلي البرازيلي فيكتور لعبة توحي بأن في الأمور ما يحاك في الخفاء، إضافة لبعض التسريبات الصحفية التي تشير إلى أن اللاعب متجها إلى نادٍ من أندية المقدمة وبمبلغ خيالي، وان النادي على استعداد لدفع الشرط الجزائي ( 3 ملايين دولار )..!! كيف تدفع هذه المبالغ الخيالية وإدارة الأندية تشتكي في كل مناسبة من الأعباء المالية وقلة الموارد المالية وتطالب أعضاء الشرف بدعمها، واغلب الأندية لديها رواتب متأخرة اللاعبين والإداريين..؟! من أين يأتي هذا التناقض كيف تصرح بأن النادي يعاني من أزمة مالية ولا يستطيع سداد التزاماته المالية ويتم دفع مبالغ خيالية لجلب لاعب أجنبي أو محلي..؟! كيف ستقنع لاعبيك بأن يصبروا على تأخر مستحقاتهم لعدة أشهر وهم يشاهدون النادي يدفع كل هذه الملايين لللاعب الجديد..؟! وعلى سبيلا المثال نادي الاتحاد مهدد بإيقاف تسجيل لاعبيه الجدد لوجود عدد من الشكاوى على النادي لعدم سداد ألالتزامات السابقة للاعبيه السابقين وأنديتهم التي قدموا منها، هاهو يدخل في منافسة بعشرات الملايين لظفر بلاعب برازيلي، ألم يكن من الأولى سداد ما على النادي من التزامات، بدلاً من إضافة أعباء إضافية على النادي..؟! الأغرب تصريح الفايز بأن المبلغ سيسدد على مدى ثلاث سنوات أي حِملٌ جديد يواجه أيّ إدارة جديدة قادمة..!! من أهم مسببات هذه الأزمات المتواصلة للأندية عدم اعتمادها على ذوي الاختصاص، فعدم وجود المدير المالي المختص في الأندية السعودية يعد من أهم أسباب هذه التخبطات المالية، فهو المؤهل لإخراج الأندية من هذه الدوامة، وهو المسئول عن التخطيط للأمور المالية وتكفيه تصريفها وتعليق جرس الخطر قبل وقوعه، ونحن على أعتاب الخصخصة فهي فرصة لتصحيح ذلك بتشريع قرار يلزم الأندية بتعين مدير مالي مختص بالنادي كما هو حال مسئول الاحتراف.. اختم هامساً في أُذن مسئولي الأندية إلى متى نسمح لهؤلاء للعبث بأنديتنا..؟ ألا يكفي ما تعانون من عبثهم..؟ وما حملوا أنديتكم من ديون وأعباء مالية..؟ اللهم أحفظ وطننا وأمتنا وقادتنا ورد كيد الكايدين...