في الطريق إلى قرية الرئيس السابق المخلوع حسني مبارك، كانت المشاعر متباينة، مثلما الأنباء متضاربة، حول حالة الرئيس المخلوع الصحية، بين الحياة والموت، مثلما كانت الرحلة من القرية الصغيرة إلى العاصمة، ومن القصر إلى السجن. عند مدخل القرية الصغيرة، كانت العيون ترصد الزائر الغريب، دون أن تخلو من الأسئلة التي أشاعتها أنباء وفاة مبارك مساء الثلاثاء الماضي، وطيلة يومي الأربعاء والخميس، حاولت (اليوم) أن ترصد المشاعر مثلما ترصد الأبنية والبيوت التي لم تختلف كثيراً عن بيوت القرية المصرية، المتواضعة في أغلبها، وال»بين بين» في القليل منها. هنا كفر مصيلحة إذاً.. بمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، حيث نشأ الصبي محمد حسني مبارك في أسرة بسيطة، درس في مدرستها الابتدائية، ثم التحق بمدرسة المساعي المشكورة الثانوية وانضم الى الكلية الحربية ومنها الى الكلية الجوية وتدرج في المناصب الى أن أصبح قائدا للقوات الجوية وبعدها نائبا للرئيس الراحل السادات وأخيرا رئيسا للجمهورية وحكم مصر طوال ثلاثة عقود، قبل أن يتنحى تحت وطأة انتفاضة شعبية عارمة أدت به في النهاية لسجن طرة محكوماً بالمؤبد. (اليوم) زارت القرية، والتقت بأقارب وابناء عمومة الرئيس السابق، ومواطنين، عقب أنباء وفاته وتدهور حالته الصحية، ورصدت هذه الانطباعات. من جهته، أشار الحاج محمد الصعيدي إلى أنه شارك في التحرير، وأوضح أن انتماءه لقرية كفر مصيلحة منع بلطجية الحزب الوطني من التعرض له، رافضاً التعليق على حكم القضاء، أما محمد صلاح (20 عاماً) فاعتبر أن «مبارك لم يُخلد فى الحكم، وبالتالى لن يُخلد فى الحياة، ولا نريد أن نسمع عن بطولاته التى كانت سبباً فى تردي حالة البلاد، بعد وفاته». واستنكر أن يكون سجن طرة سبباً فى تدهور صحته، قائلاً: «هناك الآلاف ماتوا دون أن يسمع عنهم أحد، سواء داخل أو خارج السجون، ومعاملته فى مستشفيات خارج السجن تمييز بين السجناء».رفض عائلي البداية عند أقارب الرئيس مبارك بالقرية، حيث رفض « خالد عاطف مبارك « الادلاء بأي تصريح، مستنكرا تضليل الإعلام للحقائق وتزييف ما أدلوا به من قبل. وصرح عديل الحاج محمد عبد الفتاح مبارك قائلا « إن هناك اعلاميين كبارا جاءوا لاجراء مقابلات مع الحاج عبد الفتاح مبارك، لكن العائلة بأسرها امتنعت عن تزويد الاعلام بأية معلومات، داعياً لأن يرحم الرأي العام «عزيز قوم ذل» وأنه يجب عدم تكرار ما تردد من معلومات عن مبارك أيام الثورة لأن الأحوال والظروف والدلائل قد تغيرت . وأكدت زوجة الحاج عز الرجال مبارك على رفض أي فرد في العائلة التحدث عن قضية مبارك. علاقة مقطوعة اللواء السابق محمد حسني مبارك، ابن العم غير الشقيق قال :إنه يحب مبارك جدا ولكنه يحب بلده أكثر منه ووصفه برجل يحب العدل حيث منع أهله من استغلال قرابته له بأي نفوذ أو امتيازات في بداية حكمه مشيرا الى علاقة مبارك بكفر مصيلحة بالمقطوعة ليست كعلاقة السادات بقرية ميت أبو الكوم مشيرا الى أنه فى حال وفاته سيُقيم له أكبر سرادق عزاء لمكانته فى العائلة، بغض النظر عن الظروف السياسية التى تمر بها البلاد. وأضاف: «مع اختلافى سياسياً معه، إلا أني أتمنى أن يلقى ربه بعد تسليم السلطة سلمياً، دون أن يذوق المر منذ قيام الثورة. وأشار الى أنه من حق العائلة أن تُقيم دعوى تعويض على مصلحة السجون، لعدم الاستجابة لطلبها بنقله لمستشفى المعادى، حيث كان متوقعاً أن تسوء صحته، إلا أن وزارة الداخلية أبدت تخوفها من ميدان التحرير ومليونياته. ليلة وجع قلب وقال سعيد مبارك، ابن عمه، إن ما تناقلته وسائل الإعلام عن التدهور الحاد فى صحة مبارك شىء متوقع، منذ نقله إلى مستشفى طرة، عقب إدانته والحكم بالسجن المؤبد.. وأضاف إن ليلة الثلاثاء الماضى كانت «ليلة وجع قلب»، وأهالى القرية أصابهم الحزن الشديد على مبارك بسبب تدهور صحته. من جهته، قال حمدي البسيوني مدير مدرسة المساعي المشكورة، التي سبق أن درس بها مبارك، إن الرئيس السابق زار المدرسة عام 2005 وأعلن ترشحه منها وزارها ثانية عام 2008 أثناء افتتاح استاد جامعة المنوفية وأثناء مروره على المدرسة دخلها وأخلى الحرس الجمهوري المدرسة من المدرسين والطلبة والناس بالشارع . وأضاف «إن جمال مبارك سبق أن زار المدرسة أيضاً في أواخر التسعينات ودخل الفصل الذي درس فيه والده، ورفض البسيوني تحديد الفصل، وقال: لقد اختاروا فصلاً بعينه وقالوا إن مبارك درس فيه. الأهالي ساخطون واستطرد البسيوني: كان أهل القرية ساخطين عليه وكانوا ينقدونه وكانوا يقارنونه بالسادات وعلاقته بأهل قريته، ووصف السنوات العشر الاخيرة من حكم مبارك، ب»أسوأ عشر سنين في تاريخ مصر» وتسببت في أزمات كثيرة كالبطالة والبلطجة واستئثار فئة صغيرة بالحكم وأشار الى أن محاكمة مبارك عادلة ولكن محاكمة مساعديه غير راض عنها ولكن لازم نحترم حكم القضاء وأضاف ان مبارك وعائلته لم يزوروا قريتهم بعد توليه رئاسة الجمهورية وكانت زياراته كلها رسمية لعاصمة المنوفية شبين الكوم مشيرا الى أن اخر مرة زار فيها مبارك كفر مصيلحة كان في وفاة عمه الدكتور الصيدلي سعيد مبارك صاحب صيدلية مبارك وكان في هذا الوقت مديرا للكلية الجوية، وطالب «البسيوني» الرأي العام بأن يدفن ويكرم مبارك كرئيس ولكن اذا لم تكن الظروف الحالية مناسبة يجب ان يدفن في مسقط رأسه بالمنوفية. دفاعاً عن مبارك وقال اكرامي محمد مصطفى (35 سنة) موظف بشركة غاز مصر فرع شبين الكوم، «الراجل ده حكمنا 30 سنة تولى الحكم1981 الى 2011 وانظر كيف طور و غير البلد في اطار عشرين سنة وأنشأ بنية تحتية بغض النظر عن العشر سنين الاخيرة» وانتقد الاعلام المصري في التعرض لقضية مبارك ووصفه بالطاغية وظالم وأكد أنه مظلوم ويكفي للتاريخ أن يحكم عليه ووصف حكم المحكمة بأنه غير راض عنه مطالبا المجلس العسكري بتكريم مبارك بجنازة عسكرية وأشار الى أنه أصيب بصدمة وحزن شديد عند سماع خبر وفاة مبارك وحاول التأكد من المعلومة ولكنه لم يستطع لان الاعلام مضلل. وأشار محمد سعيد السيد حسن (55 عاماً) موظف بالشباب والرياضة إلى أن الحكم قاسٍ جداً، مع أنه مؤيد الثورة ولكنه متعاطف مع حسني لانه «ابن بلدي» - على حد تعبيره - وأضاف أنه رغم أن مبارك وعائلته لم يأتوا لافتتاح نادي حسني مبارك والمدرسة الصينية من الروضة حتى الثانوية لدواعٍ أمنية وأن علاقته بأهله محدودة و شبه منعدمة ولكن اخوته (سامي وعصام وسامية وفوزي) على علاقة جيدة به. وأكد أنه يفخر بمبارك في المرتبة الثانية بعد عبد العزيز باشا فهمي فخر كفر مصيلحة و رئيس الحقانية سابقا. أما طارق عيد عفيفي (29 عاما ودبلوم زراعة) فقال : إنه خلال ثلاثين سنة لم تظهر أزمات مثل البنزين والجاز والغاز والبلطجة وتجارة السلاح والمخدرات مؤكدا على أن أيام مبارك كان المصريون ينامون والباب مفتوح أما الان كل بيت فيه سلاح لانعدام الأمن ويأمل في تكريم مبارك وإعادة المحاكمة. وطالب فاروق فوزي البلبل (41 عاما ويعمل سائقاً) بجنازة عسكرية لانه مثل ما ظلم البلد خدم البلد، وشاركه في رأيه، مصطفى عبد النبي (24 عاما) بالقول إنه يحب مبارك ويتمنى أن يلقى التكريم المناسب بجنازة عسكرية مثل عبد الناصر والسادات، مشيرا إلى قسوة الحكم إلا أنه يحترم القضاء. واعتبر سيد أحمد المحلاوي (25 عاماً وبكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية) الحكم غير مرض له وأن خبر وفاة مبارك كان صدمة له لأنه كان لا يتمنى لرجل في مكانته ومنصبه أن تكون هذه نهايته هجوم على «الرئيس» السابق وعلى الجانب الاخر طالب ابراهيم محمد (26 عاماً وبكالوريوس زراعة ويعمل سائق تاكسي) بأن يحاكم مبارك محاكمة ثورية، معتبراً الحكم غير كاف، وقال «حالته الصحية لا تجعلني أغير من رأيي». من جهته، أشار الحاج محمد الصعيدي إلى أنه شارك في التحرير، وأوضح أن انتماءه لقرية كفر مصيلحة منع بلطجية الحزب الوطني من التعرض له، رافضاً التعليق على حكم القضاء، أما محمد صلاح (20 عاماً) فاعتبر أن «مبارك لم يُخلد فى الحكم، وبالتالى لن يُخلد فى الحياة، ولا نريد أن نسمع عن بطولاته التى كانت سبباً فى تردى حالة البلاد، بعد وفاته». واستنكر أن يكون سجن طرة سبباً فى تدهور صحته، قائلاً: «هناك الآلاف ماتوا دون أن يسمع عنهم أحد، سواء داخل أو خارج السجون، ومعاملته فى مستشفيات خارج السجن تمييز بين السجناء». وأضاف عادل أبو زيد عريض ( 48 عاماً وفني كهرباء بشركة جنوب الدلتا) أن مبارك أخطأ في حق الشعب، ويجب اعترافه بالخطأ مشددا على ضرورة سحب كافة النياشين والأوسمة التي حصل عليها رافضاً أي تكريم له في حياته أوبعد مماته لأنه خائن للأمانة على حد قوله. وأخيرا أكد الشناوي محمود، رئيس مجلس إدارة نادي حسني مبارك الرياضي بقرية كفر مصيلحة أن مبارك لم يزر البلد بعد رئاسة الجمهورية وكان لايعترف بأنه منها وأن البلد تضررت منه مشيرا الى سعي مجلس ادارة النادي الى تغيير اسمه من « نادي مبارك الرياضي « الى نادي عبد العزيز باشا فهمي « فخر كفر مصيلحة.