التقت الميدان بالخبير التحكيمي جمال الغندور ورئيس لجنة الحكام في بطولة كأس العرب والتي وصلت لمرحلة نصف النهائي والذي سيقام اليوم ، وقد تحدث الغندور للميدان حول العديد من الامور التي تخص التحكيم في البطولة والمنطقة العربية وكشف العديد من الخفايا التحكيمية اضافة للتحدث حول بعض الامور تجدونها في المساحة التالية .. * كابتن جمال في البداية حدثنا عن البطولة ؟ - هي أول بطولة لكأس العرب بهذا الشكل وبهذا العدد بعد مدة طويلة غابت فيها أصلاً المسابقات العربية نحن نعتبر بداية جيدة للبطولات العربية الحقيقية كل اللي اقوله مشاركة المنتخبات في البطولة مشاركة متوسطة هناك أكثر من ثلاثة منتخبات تشارك بالفريق الاول وباقي المنتخبات بالفريق الاولمبي مدعمة بلاعبين او ثلاثة, وفي البداية هذا شيء معقول ولكن في البطولات القادمة اتمنى ان تكون المشاركة بالفريق الاول حتى تصبح تنافسية قوية. * تقييمك للعمل والاستعدادات قبل انطلاق البطولة؟ - أنا تابعت الامور قبل انطلاق البطولة وكان هناك تشكك كبير في اقامة البطولة وهذا كان بسبب الشركة الراعية الذي كان من ضمن متطلباتها مشاركة المنتخبات بالفرق الاولى وهذا الشيء من وجهة نظري من حقهم لانهم دفعوا وبالتأكيد يبحثون عن الربح وفي الاخير تم الاتفاق مع اللجنة المنظمة ممثلة في الاتحاد العربي لكرة القدم بعد ان كانت مهددة بالإلغاء وبذلت اللجنة المنظمة جهودا كبيرة من اجل اقامتها, وبصراحة هناك نواقص ويجب ان نعترف منها ما يخص التحكيم فاعلان اسماء الحكام كان متأخراً جداً بسبب التردد في اقامة البطولة من عدمها. * هناك اجتماعات يومية للجنة المنظمة للبطولة هل هي مفيدة؟ - بالنسبة للجنة المنظمة هي مفيدة وبالنسبة لشؤون التحكيم بعضويها سواء كنت أنا او الزميل الاخ عمر المهنا وهناك مناقشات لما يجري في البطولة والاستماع للملاحظات والسلبيات من اجل معالجتها وهذا الشيء معمول به في كل البطولات , ولكن من وجهة نظري ان يصبح اجتماع يومي فهذا كثير وكان يجب وضع آلية توضع قبل بداية البطولة بحيث يكون اجتماع قبل البطولة وتكون اجتماعات اللجنة المنظمة عند الحاجة للاجتماع وأنا أرى ان بالامكان الاختصار في الاجتماعات. * لننتقل لمحور آخر وهو التحكيم ما تقييمك له؟ - حتى الآن اقيمت 15 مباراة ضمن الدور الاول وتوجد هناك اخطاء ولكن حتى هذه اللحظة التحكيم يسير بخطى ثابتة ولم يؤثر في نتائج المباريات, وبالتأكيد ان هناك أخطاء ونحن نعترف بها ولكن الاخطاء تقع في نطاق الاخطاء التقديرية, كما يجب ان نعترف ان هناك اخطاء وخاصة في عمليات الطرد حيث تم طرد لاعبين بالتقدير الخطأ كما كان المفترض ان يطرد كذا لاعب لاستخدامهم الخشونة الزائدة مثلماً حصل مع لاعب المنتخب المصري في المواجهات التي جمعتهم بالمنتخب السوداني حيث تعرض لاعب مصر لكسر وغادر على أثره البطولة ولم ينفذ أي قرارات وأداء الحكام بشكل عام جيد, الفرق التي وصلت لنصف النهائي تستحق والفرق التي خرجت له أسبابها . * اخفاق 5 حكام قبل البطولة لم يؤثر عليكم في لجنة التحكيم؟ - نحن عملنا حسابنا قبل عملية الاستدعاء والفكرة في البطولات هي تقليل عدد الحكام المشاركين في البطولات حتى يتحصل الحكم على عدد أعلى لقيادة المباريات وعدد الحكام في البطولة كان كبيرا وللنظر لمباريات كأس العالم في الاتحاد الدولي لديه عدد 64 مباراة يعتمد على 22 طاقما لإدارة المباريات, ولدينا تجربة في البطولة العربية التي اقيمت في قطر حيث كان عدد الحكام لدينا كبيرا واضطررنا الا يشارك كذا حكم في ادارة المباريات وكان من ضمن التوقعات ان يكون هناك رسوب ومن هذا المنطق تم استدعاء عدد كبير لنتجنب النقص الذي سيحدث لو لا سمح الله اذ رسب اكثر من المتوقع, ونحن في الاتحاد العربي للمرة الاولى نطبق فيها اختبارات الاتحاد الدولي والآسيوي والإفريقي باعتماد 24 محاولة في الاختبار بدلاً من 20 محاولة فالبطولات العربية ليست أقل من مسابقات الاتحاد الدولي والآسيوي والإفريقي. * هناك حكام غير راضين عن طريقة استدعائهم حيث ان بعض الحكام تم ابلاغهم قبلها ب 4 ايام والحكم البحريني تم استدعاؤه قبل البطولة بيوم ؟ - اتفق معك ان هناك قصورا وأخطاء في عملية الاستدعاء وهذا له مبرراته بطبيعة الحال ولكن الحكم الدولي يتوجب عليه ان يكون جاهزا في 12 شهرا طوال السنة بمعنى أن الحكم الدولي لا تتوقف مشاركاته سواء داخلية او خارجية ومن المفترض أن يكون جاهزا في أي وقت ومن المحتمل ان يأتيه تكليف من الاتحاد الدولي او الآسيوي او الافريقي أنا مع ابلاغه من أجل الاستعداد فقط والتهيئة النفسية وغير ذلك فلا. * كيف تقيم اخطاء الحكام في البطولة بشكل عام؟ - الاخطاء كما ذكرت سابقاً موجودة وهي جزء من اللعبة وأخطاء الحكام تتمثل في التفريق بين اخطاء بإهمال او تهور او استخدام قوة مفرطة لكن اللياقة البدنية لجميع الحكام كانت رائعة بحيث لم نر أحدا من الحكام يشتكي بعد المباراة أو أثناء المباراة بشد او جهد او ما شابه ذلك والحكام المتواجدون في هذه البطولة هم نخبة الحكام العرب أو معظم نخبة الحكام العرب ولو لم تكن هناك اعتذارات لوجدنا كل حكام النخبة العرب متواجدين في هذه البطولة والاخطاء عادية وطبيعية الا في حالات نادرة. هناك قصور في عملية استدعاء الحكام، الحكم يجب ان يكون جاهزا 12 شهرا في السنة * هناك رضا من قبل المنتخبات حتى هذه اللحظة عن التحكيم ماذا يعني لكم هذا الامر كمشرفين على حكام البطولة؟ - يعني لنا أننا يجب ان نكثف من جهودنا في الادوار القادمة كما انه لم يتبق على البطولة سوى أربع مباريات هي زبدة البطولة بكل تأكيد ومن الممكن ان يضيع الرضا الذي تحصلنا عليه الآن باخطاء في الادوار النهائية للبطولة ونعمل ان نخرج من هذه البطولة بتحكيم يصل الى جيد جداً وفي النهاية نحن ننتظر النجاح ولا ننتظر الاخفاق لا سمح الله. * من وجهة نظرك كخبير تحكيمي هل نجحت البطولة تحكيمياً؟ - نجحت حتى انتهاء الادوار التمهيدية وعن نفسي لا اعترف بهذا النجاح أي النجاح يكون بنهاية البطولة وبتحكيم مميز بإذن الله. * حدثنا عن آلية تكليف الحكام ؟ - الآلية بسيطة وسهلة لدينا ثلاث مجموعات وعملنا أيضا من الحكام ثلاث مجموعات بحيث لا يدير الحكم أي مباراة في المجموعة التي يلعب لها منتخبه ومن البداية نحن اخترنا 5 حكام محايدين حتى يكون هناك راحة في التكليف و4 حكام فقط ممن لديهم منتخبات مشاركة والحكام الذين لديهم منتخبات مشاركة هم السعودية ومصر والسودان والمغرب وبقية الحكام هم من قطر والامارات وتونس والجزائر والاردن ومنتخباتهم غير مشاركة فكل حكم حتى الآن تحصل على تكليف مباراتين وهناك بعض الحكام مع الادوار النهائية سيكون العدد متساويا من حيث عدد المباريات وحكم واحد هو من سيدير ثلاث مباريات فقط وهذا يعتمد على مستواه فنحن لدينا 19 مباراة و 9 حكام. * ماذا عن المنظمين من خلال الاجتماعات كيف ينظرون للتحكيم؟ - الرضا موجود من الجميع هم يستطلعون رأي المنتخبات المشاركة فإذا كانت المنتخبات المشاركة راضية عن الاداء فبالتأكيد اللجنة راضية. * كيف ترى عمل رئيس لجنة الحكام عمر المهنا من خلال اشرافه بجانبك على حكام البطولة؟ - الاخ عمر المهنا هو واحد من حكام جيلي وهو من الحكام الكبار في آسيا وفي المملكة العربية السعودية وشارك في بطولات كثيرة وزاملني في التصفيات الاولمبية "بأطلنطا" عنده خبرات كبيرة فهو شخص هادئ متزن يعمل بصمت لا يتكلم كثيراً استطاع بخبرته ان يجمع الحكام الدوليين المعتزلين "المقيمين" حوله ليتعاون معهم وهذا اهم شيء ليسلم من الزملاء المتواجدين خارج اللجنة ليعمل بنجاح وان لم يستطع كسبهم فويل له "قالها ضاحكاً" فهو يعمل بشكل رائع ومميز والدليل ها هو متواجد في رئاسة اللجنة بالاتحاد العربي السعودي لكرة القدم وهي من ثقة المسؤولين فيه. * لننتقل لمحور التحكيم السعودي بحكم خبرتك سواء كحكم او كمحلل؟ ما رأيك في التحكيم السعودي؟ - التحيكم السعودي كان يضرب به المثل منذ أكثر من 5 سنوات منذ كان التحكيم السعودي يقتصر على الحكام السعوديين فقط اتحدث عن نفسي عندما يفتحون لي مناقشة الاستعانة بالحكم الاجنبي في الدوري المصري كانت اضرب لهم مثلا في الدوري السعودي في وقته لا يوجد استقطاب حكام اجانب والدوري السعودي من أقوى الدوريات ولذلك يصر المسؤولون في الاتحاد السعودي على عدم الاستعانة بالحكم الاجنبي رغم قوة الدوري في ذلك الوقت وهناك علاقة كبيرة في انخفاض مستوى الحكم السعودي نتيجة الاستعانة بالحكم الاجنبي ورغم كل هذه الظروف الا ان الحكم السعودي متواجد بحكمه الحالي الدولي خليل جلال الذي سيتواجد في المونديال القادم بالبرازيل وهذا لا يكفي السعودية واتمنى ان اشاهد اكثر من حكم مثل خليل. * ماذا ينقص الحكم السعودي ليرجع لسابق عهده؟ - الحكم السعودي لا ينقصه شيء الاهم ان يؤمن بإمكانياته وان تعود له الثقة في نفسه وان يثبت للجميع انه احق بقيادة مباريات الدوري السعودي وان يعمل على تلافي الاخطاء الكبيرة التي تتحجج بها الاندية للاستعانة بالحكم الاجنبي, ومازال الحكم السعودي يقع في مثل هذه الاخطاء التي يكون تأثرها السلبي التحكيم السعودي. * بنعم او لا هل انت مع تواجد الحكم الاجنبي في الدوري السعودي؟ - لا. * تحدثت ان الاعلام السعودي دائماً ما يكون سلبيا على الرياضة السعودية حدثنا عن صحة هذا الكلام؟ - لم اقل دائما بل قلت انه دائما ما يكون قاسيا فالقسوة المبالغ فيها يكون تأثيرها سلبيا في بعض الاحيان قرأت كثيراً ان اتهامات الحكام بشكل لا يليق وبالتحديد من قبل الصحافة وهذا الشيء بطبيعة الحال مرفوض وهذا من أكثر السلبيات التي من الممكن ان تؤثر على الكرة السعودية. * هل بالفعل هناك تعصب من قبل الجماهير والاعلام هو من يقف وراء التعصب؟ - هناك جماهير متعصبة للأندية وهناك اعلام أندية كما في مصر وانا لا أتفق مع اعلام الاندية ويجب على اعلاميي الاندية الا يخرجوا من همتهم والتي هي نقل الاخبار وإجراء اللقاءات سواء اخبار اللاعبين والمدربين انا ضد تنصيب اعلام الاندية كمحللين او مقيمين لكل الامور في كرة القدم فاعتقد لن يكون محايداً فاعتقد انه ما دام لم يكن محايداً سيجد منه الكثير من التجاوزات. * كلمة أخيره؟ - اتمنى ان تعود الكرة السعودية لمكانها الطبيعي الذي كانت تستحقه وبالأخص على مستوى المنتخبات فالمنتخبات السعودية لديها تاريخ ومشاركات عدة ووصولها بشكل متتال لكأس العالم خير دليل على عكس هذه المرحلة التي حتى في الادوار الثانية لا تتواجد وهذا لا يليق بمكانة المملكة العربية السعودية .