اعتبر الخبير التحكيمي غازي كيال أن آلية اختيار الحكام الأجانب في إدارة المباريات الحاسمة للمسابقات الكروية السعودية من اتحاد كرة القدم تأتي في إطار «كيفما اتفق» كما وصفها، مشيراً إلى الحكام الذين يتم استقطابهم غير نظاميين بتجاوز أعمارهم لسن ال «45» عاماً، ووصفهم ايضاً ب «العاطلين»، وقال: «ترك الاتحاد السعودي لكرة القدم للأندية حرية الاختيار في طلب الحكام الأجانب، إضافة إلى إسناد المهمة للحكم الأجنبي في المباريات المهمة، والحكم الأجنبي لم يكن إضافة للحكم السعودي، إذ ان أخطاءه كثيرة وقراراته عكسية، وهذا يؤشر على أن ثمة غياباً للآلية التي يفترض أن تكون في اختيار الحكم الأجنبي، ولا أرى هناك آلية واضحة إلا بمعيار واحد فحسب، وهو أن الحكم يكون أجنبياً حتى يكون مقبولاً وأخطاؤه مقبولة أيضاً، وليس له انتماء، ولم يكن معيار الأفضلية فيصلاً، واختيار حكام من هنغاريا واليونان ورومانيا وسويسرا فقط يؤكد أن الأمر عشوائي». وأضاف: «أراهن على أن الحكم فهد المرداسي على رغم صغر سنه وقلة خبرته أفضل من الحكام الأجانب، والاختيار في مجمله غير دقيق، ولم نر من يهاجمه من رؤساء الأندية، وسبق ان نجح الحكام السعوديون في السابق عندما استعان الاتحاد السعودي لكرة القدم في نهاية السبعينات بسبعة حكام أجانب من تركيا ولبنان ومصر والسودان، ليسهموا في تطور الحكم السعودي، إلا انهم فشلوا ونجحت انا والموزان والدهام بشهادة المتابعين». وزاد قائلاً: «أتمنى ألا يغيب الحكم السعودي بسبب الآلية المتبعة حالياً في اختيار الحكام، إذ ان الحكم السعودي يصاب بالإحباط عندما يرى حكماً أجنبياً أقل منه في الأداء يحصد مبالغ مالية طائلة، ويحظى بالقبول عند مسيري الأندية والجماهير، وبهذه الطريقة لن يتطور التحكيم السعودي إطلاقاً، إلا إذ أحضر الأفضل من الحكام الأجانب». بينما يرى إداري نادي القادسية وليد الناجم، أن الاختيار العشوائي للحكم الأجنبي هو الخطأ بعينه، قائلاً: «في المباريات المهمة المقبلة سيكون التركيز من لجنة الحكام بجلب حكام مشهورين أو معروفين، لتقل الأخطاء بخلاف المواجهات الأقل يجلب الحكم الأقل عطاء، فعملية الاختيار العشوائي للحكم الأجنبي خطأ بعينه، ولنا مثال في قطر، إذ يتم إحضار الحكم الأجنبي المميز». أما أمين الصندوق في نادي الاتفاق عدنان المعيبد يشدد على الاستمرار في الاستعانة بالحكم الأجنبي لمباريات عدة، وقال: «قرأت أخيراً تصريحاً للأمين العام فيصل عبدالهادي بأن الاتحاد ليس له قدرة على اختيار الحكم الأجنبي، وإنما يتم من الاتحاد المعني، وأرى أن القضية تحتاج إلى اتفاق بين الاتحادين الأوروبي والسعودي لكرة القدم، ويتم من خلاله التعاون في تبادل الحكام ولا تكون العملية وقتية لمباراة واحدة فقط». ويؤكد المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد أن الاستعانة بالحكم الأجنبي «واقع» لا مفر منه، وقال: «الحكم الأجنبي الناجح ليس شرطاً أن يكون حكماً إنكليزياً أو إيطالياً، وشاهدنا دولاً ضعيفة لديها حكام مميزون والعكس كذلك، وحقيقة الحكم الأجنبي عموماً في الدوري السعودي أصبح واقعاً لا مناص منه، ومن الممكن أن نقبل خطأ الحكم الأجنبي ونصفق له ولا نشاهد تلك التصاريح القوية كما هي على الحكم السعودي، الذي نبحث عنه ونتمنى اصطياد أخطائه». بينما طالب إداري نادي الشباب السابق سلطان خميس بتقليل الاستعانة بالحكم الأجنبي، وقال: «أرى أن اختيار الحكم الأجنبي وضح في مناسبات عدة بأنه لا يختلف عن الحكم السعودي إلا بجنسيته ولغته، والآلية التي يتم بها الاختيار يجب علينا أن نحد منها قليلاً، ولا تكون إلا في أضيق الحدود، فالاستعانة بهم في غالبية مباريات الدوري لن يطور التحكيم السعودي، وأتمنى أن تقل الاستعانة بالحكم الأجنبي ونركز على الحكم المميز إضافة إلى التعاقد مع خمسة حكام أجانب طيلة الموسم بحيث تكون هناك عملية مزج مع الحكم السعودي وهذا بحد ذاته سيطور التحكيم السعودي». من جانبه، يؤكد قائد الشباب والمنتخب السعودي الدولي السابق فؤاد أنور بأن الحكم الأجنبي يرتكب أخطاء تحكيمية وصفها ب «الفادحة» وقال: «الحكام الأجانب الذين أداروا مواجهات في الدوري خلال الموسم الحالي لم يكونوا في المستوى المطلوب، والغريب في الأمر أنك تجد الحكم الأجنبي يرتكب أخطاء فادحة وترى الإعلام يتحدث عنها في اليوم التالي فقط، ويقفل الملف بخلاف الحكم المحلي، الذي يأخذ نقده منحى أكبر ويتغنى بتلك الأخطاء حتى وصل بالأعلام التحدث عن هذه الهفوات لأيام طويلة، ولا أخفي سعادتي بما ظهر به الحكم الأجنبي ليكشف لرؤساء الأندية والمجتمع الرياضي عموماً بأن الحكم السعودي لا يقل عطاء عن مستوى الحكم الأجنبي».