لم نجد من ينافسُنا، فبدأنا ننافس أنفسنا». عبارة ظن من فكر بهندستها، أنه أبدع بالاقرار بواقعيتها أمام عشرات الملايين بل وربما مئات الملايين متناسيًا عواقب هذا النوع من الفعل وتحديدًا عواقب تراكماته. نحاول تطبيق هذه العبارة على لعبة كرة القدم، « فتكون العواقب على المدى الطويل تدهورًا في المستوى لاختفاء المنافس الحقيقي وتضرر مصالح المؤسسة الأم بسبب تضارب مصلحة المدراء لازدواجية مسؤولياتهم. نفترض فلسفة لتطبيق تفاصيل هذه العبارة على الاحتكار فنجد تراكماتها بطئًا في التطور ومحدودية في خلق فرص العمل وتعطيلًا مؤكدًا لمفاهيم البحث العلمي من أجل التوسع المستقبلي. نعود محاولين جاهدين لتطبيق فعاليات هذه العبارة من أجل توسيع رقعة التوزيع فنكتشف أن العالم المتقدم مر مسبقًا بهذه التجربة فسنّ القوانين والأحكام واحترم التقاليد والاعراف من أجل تنافس شريف سوي يكون فيه للمجتهد والذكي، للمواظب والألمعي دور فعّال، فهو في نهاية الأمر لبنة بناء المجتمع ومصدر إلهام تطور البشرية من أجل عيش رغيد ومستقبل واعد آمن مستقر يمنح للأجيال المقبلة فرصة للتواصل والتطور لا التقوقع والتراجع والانكفاء على الذات كسياسية دفاعية لما يفرضه الخوف والفاقة واحتكار مصادر الرزق الكريم. «لم نجد من ينافسُنا فبدأنا ننافس أنفسنا»... يا لسذاجة هذا النوع من التنافس. الأب المثال، ملهم الشعوب ومحرك ضمائر الرجال قرر أن يصرف مالًا لا يملكه حتى يُقال عنه كريم. تسابق الأبناء على تفعيل هذه الفلسفة فضاعفوا ميزانية الصرف من مبدأ « التنافس فيما بيننا»!!!. الأحفاد؟ ماذا بوسع الأحفاذ فعله سوى اكتساب الخبرة وتحمّل الإرث الثقيل، فإما متفرجًا تتضاعف ديونه المالية والاجتماعية وتتراجع مستوياته الثقافية والفكرية والصحية، وإما يتعلم من قوى الملاحظة أن اعظم فكرة أن تصرف ما ليس لك وأن تصنع قانونًا يجعلك بريئًا من أي مسؤولية عندما ينضب الماء والزيت والفحم والفوسفات والنفط والغاز وينكشف غطاء المقولة المذكورة في بداية المقالة فتتحوّل الى عبارة، «لم نعد نملك شيئًا ننافس به أنفسنا فكيف ننافس الآخرين»؟. لماذا هذا المقال ونحن نصل لحفل الختام؟. أسباب عدة منها السبب العاجل، فأنا لن انافس من بوسعه الانتظار حتى نهاية لقاء إيطاليا والأسبان فمعادلة إغلاق الصفحات الرياضية مبكرًا من أجل عيون الطبع والتوزيع ما زالت تفرض نفسها منافسًا اوحد في عالم الصحافة المكتوبة العربية. أما السبب الآجل فهو من باب أضعف الإيمان، فعندما يرى المرء منكرًا فيبحث عن البراءة لأن العواقب وخيمة فعلًا ولن تُصيب الظالمين منا خاصة. اللهم إنا نسألك العفو والعافية.