حذر الوسيط الدولي كوفي عنان امس من ان الصراع في سوريا قد يشعل الشرق الاوسط ويفجر ازمة دولية اذا لم تتفق القوى العالمية لكن الولاياتالمتحدة قالت ان اجتماع وزراء الخارجية في جنيف ربما يفشل في هذه المهمة.وبدأت المحادثات الدولية في ظل استمرار الخلاف بين القوى الكبرى بشأن ما اذا كان ينبغي ان يكون للرئيس بشار الاسد اي دور في عملية الانتقال السياسي. ويأمل كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة في حدوث توافق للرأي على خطته لتشكيل حكومة وحدة تستبعد شخصيات قيادية تعتبر مثيرة للانقسام وهو ما يعني فعليا تنحي الاسد.أزمة تلوح وقال عنان في كلمة افتتاحية: تلوح في الافق ازمة دولية بالغة الخطورة. نحن هنا للاتفاق على خطوط رئيسية ومبادئ لتحوّل سياسي في سوريا يلبّي الطموحات المشروعة للشعب السوري.ولا ينبغي لأحد ان يساوره شك فيما يتعلق بالمخاطر الشديدة التي يشكلها الصراع - للسوريين.. والمنطقة .. والعالم.غير ان موسكو - وهي حليف قديم للاسد وتعارض من حيث المبدأ ما تراه تدخّلا اجنبيا في السيادة الداخلية - تعبّر عن اعتراضها لأي حل يفرض على سوريا من الخارج. ولا ترى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الاوروبيون والعرب سبيلًا للمضي قدمًا في ظل بقاء الاسد في السلطة.ووبّخ عنان القوى العالمية لتقاعسها عن المسارعة في وقف اراقة الدماء في سوريا قائلًا ان الازمة كان يجب ألا تصل الى هذا الحد.واضاف قائلًا: اما ان تتحدوا لتأمين مصالحكم المشتركة او تنقسموا وتفشلوا بالتأكيد بتصرفكم بصورة فردية. بدون وحدتكم وعزمكم المشترك وتحرككم الآن.. فلا احد يستطيع الفوز والجميع سيخسر بشكل او بآخر.وعزز مناخ التشاؤم ما اعلنه مسؤول امريكي كبير من ان المحادثات ربما لا تفضي الى اتفاق.وقال المسؤول للصحفيين: المباحثات لا تزال تمثل تحديًا. نواصل العمل في هذا الشأن لكننا نحتاج الى خطة قوية يعتد بها. ولذلك فاننا قد نتوصل الى ذلك وقد لا نتوصل. لافروف - كلينتون والتقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بنظيرته الامريكية هيلاي كلينتون في سان بطرسبرج الليلة الماضية لكنهما فشلا في حل الخلافات القائمة.وقال جينادي جاتيلوف نائب لافروف في روسيا قبيل اجتماع جنيف: شركاؤنا الغربيون يريدون ان يقرروا بأنفسهم نتيجة العملية السياسية في سوريا برغم انها مهمة السوريين.وشارك وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن - روسيا والصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا - في المحادثات، اضافة الى تركيا والكويت وقطر والامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.كما يشارك في المحادثات الجنرال روبرت مود الذي رأس مهمة مراقبة فاشلة لوقف اطلاق النار في سوريا وكان شاهدًا على العنف والمعاناة على الارض. مسودة وثيقة وجاء في مسودة وثيقة من عنان اطلعت عليها رويترز ان المبعوث الدولي يتصوّر تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية يمكن ان توجد بيئة محايدة للتغير السياسي.وتضيف الوثيقة القول: يمكن ان تشمل اعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة وجماعات اخرى لكن ستستثني من الحكومة من سيقوّض استمرار وجودهم ومشاركتهم مصداقية التحول ويعرض الاستقرار والمصالحة للخطر.ويمثل هذا الاقتراح حجر عثرة اذ انه يعني بالفعل استبعاد الاسد وهو ما تراه موسكو فرضًا للحل. وتطالب المعارضة السورية أيضا بألا يكون له اي دور. أشتون من جهتها، ابدت كاثرين اشتون مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي في تصريحات للصحفيين في نهاية جلسة المحادثات الاولى التي استمرت ساعتين امس تفاؤلها بشأن توصّل المحادثات الخاصة بسوريا لحل ملائم. وحين سئل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي يحضر الاجتماع ايضًا عمّا اذا كان يحدوه التفاؤل اجاب بنعم. وتوقع وزير بريطاني ألا يحمل جديدًا، في ضوء معارضة روسية صينية لأي عملية انتقالية تتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد.