كشف خبراء هندسيون بأن نصف مباني جدة تفتقر لمعايير العمارة الخضراء داعين الى ضرورة تطبيق مبادئ الهندسة المستدامة وإلزام المعماريين بالتقيد بمبادئ العمارة الخضراء عبر تشيد المباني مبينين بأن هذا النمط من العمارة سيقلل من الاحتياج لوقود الطاقة بمقدار 70 بالمائة في المباني السكنية و60 بالمائة في المباني التجارية. ودعا عضو الجمعية السعودية للهندسة المدنية زميل معهد المحكمين ببريطانيا المهندس الدكتور نبيل عباس، الجهات المعنية بالمملكة إلى ضرورة إلزام المعماريين بالتقيد بمبادئ ومعايير العمارة الخضراء عبر تشييد المباني التي تراعي البيئة وتحافظ على الطاقة ، وذلك من خلال تصميمها بأسلوب يتم فيها تقليل الاحتياج للوقود الحفري والاعتماد بصورة أكبر على الطاقات الطبيعية ، مشيراً في دراسته التي أجراها مؤخراً إلى أن نصف مباني مدينة جدة تفتقر لمعايير العمارة الخضراء ، وان أغلبها عبارة عن مباني صندوقية محاطة بالزجاج والفولاذ تتطلب تدفئة هائلة وأنظمة تبريد مكلفة جداً لموارد الدولة . وبينت الدراسة التي جاءت بعنوان «العمارة الخضراء ومفهوم التشييد المستدام» أن العمارة المستدامة أو العمارة الخضراء هي مصطلحات عامة تصف تقنيات التصميم الواعي بيئياً في مجال الهندسة المعمارية والتي تتمثل في تصميم المباني والمنازل بأسلوب يحترم البيئة ويأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والمواد والموارد مع تقليل تأثيرات الإنشاء والاستعمال على البيئة لتنسجم مع الطبيعة ، فيما دعت الدراسة إلى ضرورة وجود تنسيق بين المعماريين والجهات المختصة بالإسكان لإعداد عقود تشييد تعتمد معايير العمارة الخضراء إلى جانب وضع خطة وطنية لإدراج جميع الأبنية الراهنة ضمن هذا الاعتماد ، أو تطبيقها على الأقل في الأبنية الحديثة التي لا تزال قيد الإنشاء عبر وضع منهجية تنسجم معاييرها مع الأبنية الحديثة ولو بالحد الأدنى . كما أكد المهندس عباس في دراسته ، إن نجاح التنمية المستدامة بيئياً يتطلب تحسين الإدارة البيئية للمشاريع الإنمائية بحيث يدمج محور الحفاظ على البيئة في هذه جميع مشاريع التشييد، بالإضافة إلى إجراء تقييم بيئي مستمر للمشاريع التنموية ، وإيجاد تشريعات و قوانين بيئية رادعة و العمل على إنشاء مؤسسات معنية بشؤون البيئة و نشر الوعي البيئي والتربية والتدريب إدماج مفهوم تثقيف البيئتين ضمن المناهج الدراسية ، ولفت عباس إلى إن تحقيق هذه التنمية المستدامة و استخدام التصميمات التي تراعي البيئة مع استخدام التكنولوجيا المتاحة قد يخفض استخدام الطاقة بمقدار 70 بالمائة في المباني السكنية و60 بالمائة في المباني التجارية وذلك طبقا لتقرير المعمل القومي للطاقة المتجددة في كولورادو.