اعتادت أنديتنا الأدبية عبر مسيرتها التنويرية الفكرية الفاعلة التي تهتم ببناء فكر جيل مثقف وواعٍ على تعطيل مناشطها وكافة برامجها أوقات الإجازات والعطل الصيفية وسد أبوابها في أوجه العديد من طلائع الشباب ممن لا يجدون سواها متنفسا ومعه يقضون جل أوقاتهم التي تعود عليهم بالنفع الجزيل، علما بأن أوقات الإجازات والعطل الصيفية هي الأنسب لممارسة كافة مشارب الأنشطة وأطياف التفقه فكرا ودون محاباة. فهناك شريحة كبيرة من أفراد المجتمع تتواجد وبكثرة في البلد وليس السفر حجة لمن يدعي فشل البرامج وجودة أدائها وربما صارت الجمعيات الخيرية ومجالس الأسر ومؤسسات الثقافة الأهلية هي الأنجع والأقرب في صياغة منظومة الفكر والثقافة والأدب وفنون الأداء منها إلى الأندية الأدبية وتؤدي مهامها على أكمل صورة دون تناقض وطبيعة دور تلك الأندية وفي ظل غياب الإدراك بحقيقة ذلك الدور الفاعل والناهض لطليعة شباب اليوم المتعطش فكرا. هناك من ينادي باستنهاض الدور المغيب لرسالة الصيف الثقافية وأدب الإجازات وفنون العصر التي تتطلب الوقت وعدم الارتباط بالمسؤوليات الأخرى ومازلت أتذكر جيدا كيف كنا نخصص أوقات الصيف وبالذات أيام الإجازات وتعطيل الدراسة لممارسة أنشطة الفكر من قراءة وكتابة وتفريغ شحنات الرغبة الجامحة المتوهجة في ذواتنا للتغير للأفضل وكنا نبحث وقتها عن مكان يجمعنا وأرباب الفكر ومع ذوي العقول النيرة كي نتناقش معا حول قضايا الأدب ومناحي الثقافة ومشارب الفنون فما الضير في أن نحقق ذلك اليوم في ظل توفير الدولة تلك الأندية الأدبية وتخصيص مبالغ طائلة لحصد أهدافها وأسباب نشأتها وتفعيل أدوارها المشتركة بمؤسسات الفرد والجماعة ومجالس الأسر ومراكز التعليم الصيفية التابعة لوزارة التربية والتعليم؟ وما الضير في تخصيص جدول فعاليات يؤتي أكله كل حين على حساب التفقه في وشائج العقل وتنشئة جيل الفكر المستنير وتفعيل أدب الصيف بالإشارة إلى تنوع الحدث الفردي والجماعي؟ وعلى الفرد الفطن يقظ الفكر استغلال عامل الوقت في صياغة نفسه ثقافيا وصناعتها أدبيا وألاّ يتغافل عن أهمية ذلك وهذا ما أدركه بعض الأندية الأدبية لدينا في المملكة مؤخراً وصارت تفتح أبوابها للبرامج الصيفية بعد أن كانت موصدة ردهة من الزمن في أوجه العديد ممن يرغب في تهيئة ذاته ثقافيا من خلال حضور أمسية أدبية ومناقشة كتاب وورش تنمية مهارات الفكر وهويات النفس وتعبئة الوقت بسَببِ النفع المفذلك حاضرا ليوم الغد ويبقى الأمل بالفرد قبل الجماعات في جدولة اللحظة الراهنة دون انتظار الجَمْع.