لم تخرج المجموعة الثالثة عن حدود المتوقع فوصلت اسبانيا ورافقتها إيطاليا لدور الثمانية في بطولة اوروبا لكرة القدم 2012 لكن بعد أن واجه الفريقان أوقاتا عصيبة. وانتظرت اسبانيا حاملة اللقب القاري وبطلة العالم حتى الدقائق الأخيرة لتخترق دفاع كرواتيا القوي وتحقق الفوز 1-صفر بعدما وضع خيسوس نافاس الكرة في الشباك بلمسة بسيطة في الدقيقة 88. لكن لاعبي كرواتيا طالبوا بعدم احتساب الهدف بداعي تسلل نافاس قبل أن تصله تمريرة اندريس انيستا وهما في وضع انفراد بالحارس. وخرجت كرواتيا التي كافحت بقوة من البطولة بعد أن انتزعت ايطاليا المركز الثاني في المجموعة بفوز صعب على ايرلندا بهدفين مقابل لا شيء سجلهما انطونيو كاسانو وماريو بالوتيلي بواقع هدف في كل شوط. وتصدرت اسبانيا المجموعة الثالثة برصيد سبع نقاط وستلعب في دور الثمانية مع صاحب المركز الثاني في المجموعة الرابعة يوم السبت بينما احتلت ايطاليا المركز الثاني بخمس نقاط وستلعب يوم الأحد مع متصدر المجموعة الرابعة التي تضم فرنسا وانجلترا واوكرانيا بالاضافة الى السويد التي تأكد خروجها من المسابقة. المجموعة الثالثة لم تخرج عن حدود المتوقع فوصلت اسبانيا ورافقتها إيطاليا لدور الثمانية وجاء هدف اسبانيا في وقت صعب بالنسبة لكرواتيا التي ربما كانت صاحبة أفضل فرصة للتسجيل في اللقاء قبل أن يحرز الاسبان هدفهم وذلك عندما تصدى الحارس ايكر كاسياس لكرة من ضربة رأس لايفان راكيتيتش في الدقيقة 59. لكن بعد أن اصبح اللعب مفتوحا في المراحل التالية مرر البديل سيسك فابريجاس الكرة الى اندريس انيستا الذي ارسلها الى نافاس ليضعها في المرمى الخالي ليطالب الكروات بعدم احتساب الهدف بسبب التسلل. وقال فيسنتي ديل بوسكي مدرب اسبانيا «كانت مباراة بالغة التوتر.. مباراة صعبة جدا. أغلقوا الطريق إلى مرماهم بطريقة جيدة ولم يتركوا لنا أي مساحات». وأضاف «أشركنا سيسك (فابربجاس) لأننا كنا نحتاج ليس فقط للاستحواذ على الكرة بل أيضا للاعب يملك القدرة على تسجيل الأهداف». وبدا أن كرواتيا التي دفعت بالمتألق ماريو مانزوكيتش بمفرده في خط الهجوم قادرة على تشكيل خطورة عن طريق الهجمات المرتدة لكن محاولتها الاولى على المرمى جاءت في الدقيقة 25. وكافحت اسبانيا التي شارك مهاجمها فرناندو توربيس من البداية للمباراة الثانية على التوالي لصنع فرصة للتسجيل وكانت أفضل محاولاتها في الشوط الأول عبر تسديدتين من مدى بعيد لقلبي الدفاع سيرجيو راموس وجيرار بيكي. ودفع ديل بوسكي مدرب اسبانيا بالتشكيلة التي تغلبت على ايرلندا 4-صفر الاسبوع الماضي بقيادة فرناندو توريس في خط الهجوم وانيستا وديفيد سيلفا في الجناحين. وحل فابريجاس محل توريس -الذي كان ساكنا خلال المباراة- وتمكن من صنع هدف الفوز الاسباني بعدما سجل هدفا في المباراة التي تعادل فيها فريقه 1-1 مع ايطاليا في الجولة الاولى. وفي المقابل لجأ سلافن بيليتش مدرب كرواتيا الذي سيتولى تدريب لوكوموتيف موسكو بعد البطولة الى تشكيلة دفاعية أكثر في ظل وجود مانزوكيتش أمام ثلاثي خط وسط مهاجم بقيادة صانع الالعاب لوكا مودريتش. وقال بيليتش «جئنا إلى هنا لنصل لأبعد مدى في البطولة وفشلنا لأننا افتقدنا لأقل قدر من الحظ الذي يمكن أن يصنع الفارق. أعتقد أنني وطاقمي التدريبي سنترك جيلا يملك فرصا كبيرة للتحسن». وفي بوزنان حول كاسانو الذي غاب لنصف الموسم عن مباريات فريقه ميلانو بعد خضوعه لجراحة بسيطة في القلب كرة برأسه بعد ركلة ركنية نفذها اندريا بيرلو إلى داخل الشباك في الدقيقة 35 وعبرت الكرة خط المرمى بشكل واضح قبل أن يبعدها داف. واطلق البديل بالوتيلي تسديدة جميلة من ثمانية أمتار لتسكن الكرة الشباك ويؤكد فوز بلاده. روبي كين: من المخزي أن فريقنا لم يظفر بشيء وكنا نطمح في نتائج جيدة واستحقت إيطاليا التي لعبت وعينها على المباراة الأخرى في المجموعة بين كرواتيا واسبانيا الفوز رغم أنها صمدت في وجه ضغط ايرلندا التي يدربها الإيطالي جيوفاني تراباتوني (73 عاما) قبل أن يسجل البديل بالوتيلي هدفه. وقال شيزاري برانديلي مدرب إيطاليا «كانت مباراة صعبة جدا.. واجهنا فريقا سبب لنا معاناة. عرفنا اليوم أن الروح العالية مهمة أكثر من الكفاءة». واضاف «صنعنا الكثير من الفرص وأتمنى أن نفعل الشيء نفسه في المباراة المقبلة». وحظيت ايرلندا بتشجيع جمهور كبير وبدا أن الفريق الذي تأكد خروجه بعد الهزيمة في المباراتين السابقتين هدد لفترات قصيرة منافسه الذي اجرى أربعة تغييرات على تشكيلته الأساسية. واحتاجت إيطاليا لبعض الوقت للوصول لمستواها واستحوذ بيرلو على الكرة كثيرا لكنه عانى للعثور على المهاجمين كاسانو وزميله انطونيو دي ناتالي الذي خرج وحل محله بالوتيلي. وأتيحت لدي ناتالي أول فرصة خطيرة في المباراة بعد انطلاقة من فيدريكو بالزاريتي في الجانب الأيسر وطالب الإيطاليون بركلة جزاء بسبب وجود لمسة يد من مدافع ايرلندي. وبعدها اختبر كاسانو الحارس الايرلندي شاي جيفن قبل أن تتقدم إيطاليا بعد الركلة الركنية. ونفذ بيرلو الركلة الركنية بطريقة جميلة لتصل إلى كاسانو عند القائم القريب ورغم أن جيفن وصل للكرة بيده الا انها عبرت خط المرمى قبل أن ينجح داف الذي خاض مباراته الدولية رقم 100 في إبعادها. وواصلت إيطاليا الضغط في بداية الشوط الثاني وأهدر كاسانو فرصة جيدة بتسديدة بباطن القدم قبل أن يسدد دانييلي دي روسي كرة أخرى فوق العارضة. وبعد تبادل جيد للكرة بين تياجو موتا وكاسانو وصلت إلى دي ناتالي الذي سددها من زاوية صعبة لكن جيفن أنقذ الموقف. وذكر كيث اندروز الإيطاليين بأن المباراة لم تنته بعد فأطلق كرة قوية من مدى قريب أبعدها جيانلويجي بوفون في أول اختبار له بعد ساعة من اللعب. وبدأ التوتر يظهر على إيطاليا وفي لحظة نادرة فقد بيرلو الكرة في وسط الملعب لكن دي روسي عاد ليتصدى للهجمة الايرلندية. وأنقذ بوفون تسديدة أخرى قوية من اندروز مع تراجع إيطاليا للدفاع ثم طرد لاعب الوسط الايرلندي اندروز لحصوله على الإنذار الثاني قبل لحظات من هدف بالوتيلي الذي جاء من تسديدة قوية ورائعة لكن بالوتيلي أثار الدهشة حين وقف دون أن يحتفل بهدفه المبهر. وقال روبي كين مهاجم ايرلندا «الجمهور كان رائعا لكن من المخزي ان فريقنا لم يلعب بالمستوى الذي نعرف انه قادر ان يقدمه ويحقق نتيجة تسعد المشجعين». واضاف «نشعر بخيبة امل لاننا لم نحصل على شيء من المجموعة. لقد خسرنا أمام منتخبات افضل».