[Decrease font] [Enlarge font] تواجه شركة نوكيا الفنلندية للهواتف المحمولة ضغوطا تشغيلية ومالية كبيرة تهدد بقاءها في حلبة الانتاج وسقوطها بقوة أمام منافسيها، فقد أعلنت الشركة مؤخرا عزمها شطب 10 آلاف وظيفة بنهاية عام 2013. وقال المدير التنفيذي ستيفن إيلوب إن عمليات خفض العمالة تلك هي نتيجة صعبة للأعمال المزمعة من الضروري اتخاذها لضمان القوة التنافسية لنوكيا على المدى الطويل. وتحاول نوكيا استعادة دورها المهيمن السابق في قطاع الشريحة العليا من الهواتف المحمولة، ووقعت قبل عام اتفاقا مع شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات لاستخدام نظامها التشغيلي ويندوز. وقالت نوكيا إنها تعتزم اتخاذ إجراءات أخرى لخفض النفقات بقيمة 1.6 مليار يورو أي ملياري دولار بنهاية العام المقبل. وأضافت أنه بدءا من الربع الأول من هذا العام، خفضت التكاليف بواقع 700 مليون يورو. وفي إطار تلك الإجراءات، سيتم إغلاق مشروعات البحث والتطوير في مصانع في أولم بألمانيا وبورنابي بكندا ومصنع الإنتاج في سالو بفنلندا حيث ستؤثر الخطوة على 850 موظفا في سالو. وتعتزم الشركة بيع قطاعها للهواتف الفاخرة «فيرتو» لشركة «إي كيو تي في آي» الأوروبية الاستثمارية. وأنهت نوكيا عمل 125 ألف عامل بمن فيهم عمال المشروع المشترك نوكيا سيمنس بنهاية مارس الماضي. ويخشى محللون أن تنال تكاليف إعادة الهيكلة بدرجة أكبر من وضع السيولة لدى الشركة، دون أن تحقق شيئا يذكر على صعيد معالجة ما يرى كثيرون أنها أكبر مشاكلها؛ أي بطء مبيعات أجهزتها الجديدة التي تعمل بنظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز. وقال جون ستراند مؤسس ‹›ستراند كونسلت›› - شركة الاستشارات الدنماركية ‹›الوب يخفض التكاليف ويأمل في معجزة، لكن يبدو أن نوكيا ستظل على لائحة المحكوم عليهم بالإعدام››. وبعد أن كانت ذات يوم مزود الهاتف المحمول المهيمن عالميا، تكافح ‹›نوكيا›› الآن لمنافسة ‹›أبل›› و››سامسونج›› و››جوجل›› في مجال الهواتف الذكية، بينما تتراجع حصتها أيضا في أسواق الهواتف الرخيصة العادية. وبموجب استراتيجية الوب الحالية التي تضع كل الرهان على هواتف ذكية تعمل ببرنامج من تطوير ‹›مايكروسوفت›› رب العمل السابق لالوب، ليس أمام الشركة عدا مخرج واحد هو أن تطرح منتجا لا مثيل له يعيد إلى اسم نوكيا أناقته. وحظيت التشكيلة الحالية من هواتف لوميا ببعض المراجعات النقدية الجيدة، لكن لم تنجح نجاحا كبيرا بين المستهلكين. وقال بيتر والش المدير في ‹›ميلوارد براون›› التي تضمنت دراستها عن العلامات التجارية الشهر الماضي خروج ‹›نوكيا›› من قائمة ل 100 علامة تجارية عالمية هي الأعلى قيمة ‹›يريد الناس أن تنجح نوكيا.. إنهم يحبون الاسم لكن يحتاجون إلى مبرر للقيام بذلك، والمبرر هو ذلك المنتج››. لكن بعض المحللين يقولون إن الحجم الكبير لموظفي الشركة ليس ميزة بالضرورة وإن التركيز على هواتف ويندوز قد يساعد في حقيقة الأمر. فحتى مع قسم ضخم للأبحاث والتطوير ومجموعة قوية من براءات الاختراع تواجه ‹›نوكيا›› صعوبات في إنتاج المنتج المطلوب، وآخر طراز ناجح لها - الطراز إن 95 - طرح قبل أن يدخل جهاز آيفون السوق. غير أنه يعزى إلى الوب الفضل في تسريع عملية طرح المنتجات، وما زال بعض المحللين يتوقعون أن يقيل الشركة من عثرتها. ويشير المتفائلون إلى أن ‹›نوكيا›› نجت مرارا من تجارب موت محقق على مدى تاريخها الذي يرجع إلى 147 عاما. وكتب فولفجانج دراك، المحلل لدى ‹›موديز››، في مذكرة ‹›خطة إعادة الهيكلة واسعة النطاق ل ‹›نوكيا››... تظهر أن حجم ضغوط الأرباح واستهلاك السيولة أضخم مما كنا نفترض مسبقا››.