[للأسف هذا واقعنا!] في ضواحي إحدى العواصم العربية قابلت زميل دراسة من احدى دول الخليج الشقيقة بالصدفة ودار حديث بيننا عن الأوضاع الاقتصادية في المنطقة وعن تطورات البطالة في منطقة الخليج وعن الواقع الذي نتعايشه في المنطقة واستغرق الحديث ما يقارب الثلاث ساعات. كان الجزء الاكبر من الحديث عن واقعنا، فاتفقنا ان يقوم كل شخص بسرد واقع من مجتمعنا ويرد الطرف الآخر بواقع آخر. ومن الوقائع الشيقة التي ذكرت : - واقعنا اننا نناقض بعضنا وقراراتنا، فمن يتحدث عن البطالة في مجتمعنا ويدعي محاربتها هم اشخاص تدار شركاتهم وأملاكهم بواسطة أجانب ! - واقعنا انه لا يوجد من يقيم اداء من يقوم بتقييم الوزارات واداء وزرائها ! واقعنا نفتي ونتحدث في كل الوسائل المتاحة ونقيم سلبيا جميع الخدمات المقدمة حتى ولو لم نجربها - واقعنا ان من يمتلك شركة بغض النظر عن حجمها هو شخص يمتلك العلاقات القوية «الواسطة» وأحيانا نتهمه بالفساد لانه استطاع ان يصل الى ما لم يصل اليه غيره!. - واقعنا نوفر التأمين الصحي لجميع الأجانب العاملين وعائلاتهم ومواطنينا يلجؤون الى صفحات التواصل الاجتماعي في الانترنت للبحث عن موافقة علاج!. - واقعنا نعتبر المواطن تكلفة عند توظيفه بينما نوفر للأجنبي راتبا وتذاكر سنوية له ولعائلته وتأمينا طبيا ورسوم استقدام وإقامة واحيانا توفير السكن له ولعائلته و و و ! - واقعنا لا نرضى بمن يطلق علينا مسمى «نفسيات» والتي كسبناها من كرهنا لمراجعة دوائرنا الحكومية لإنهاء معاملة خاصة بنا! - واقعنا نكرر كلمة «طال عمرك» اكثر من مرة في دوائرنا الحكومية بالرغم من حرص حكوماتنا على تسهيل امور المواطنين! - واقعنا ان الكثير بدأ بالانتباه لأي تصريح رسمي له وعدم ذكر اي رقم او نسبة لأننا اصبحنا نمتلك القدرة على تحليل الارقام ومناقشتها في صفحات التواصل الاجتماعي ! - واقعنا اننا لا نعلم اين تذهب أموالنا في اسواق الاسهم ومع ذلك نجازف ونضارب ونخسر ولا نزكي عن أموالنا! - واقعنا من الكرم نرضى بحلول لوظائف لغيرنا ولا نرضاها لنا او لاحد اقربائنا ! - واقعنا ان من يتحدث عن التنمية البشرية لا يعرف عنها الا انها تبدأ وتنتهي بمرحلة التوظيف!. - واقعنا نتفاخر بأعداد خريجي جامعاتنا وكلياتنا وجودة تعليمهم بالرغم من ان اكثرهم يفتقر حتى لمهارات كتابة سيرة ذاتية له ! - واقعنا نفتي ونتحدث في كل الوسائل المتاحة ونقيم سلبيا جميع الخدمات المقدمة حتى ولو لم نجربها ! - واقعنا انه سمحنا للاجانب بتعليمنا قوانين وأنظمة بلادنا ! - واقعنا انا سمحنا للاجنبي ان يتباهى بأنه الاحق في وظيفته في بلادنا بالرغم انه لن يحلم بنصف اجرها في بلاده ! للاسف هذا واقع نتعايشه منذ مدة واصبح كالعرف في مجتمعاتنا الخليجية ونتمنى ان يأتي اليوم ويشهد واقعنا خلاف ذلك. Twitter: @Khaled_Bn_Moh