[Decrease font] [Enlarge font] لا يزال نبأ رحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزارء زير الداخلية -رحمه الله- يشكّل فاجعة كبيرة, لفقد رجل سهر على راحة الوطن أكثر من ثلاثة عقود, وهو يذود عن الوطن وهمه الأول المواطن, حرص وعمل من أجل الأمن والأمان, وكان رجل الأمن والسياسة المحنك, رجل خدم العلم والدين فجوائزه لحفظ القرآن والأحاديث والسنة النبوية وله عدد من الكراسي العلمية في جامعات المملكة. أعربت رئيسة صندوق الموارد البشرية بالمنطقة الشرقية وجدان السعيد عن حزنها لوفاة الأمير نايف رحمه الله, وتقدمت بتعازيها لمقام خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- والأسرة المالكة وعموم الشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية كافة بوفاة ركن من أركان العالم. وأضافت السعيد «مصابنا في وفاته مصاب جلل وكبير ويعجز اللسان في التعبير عن ما يمر به المواطن السعودي في هذا المصاب خاصة بعدما استبشرنا خيرا في النتائج الطبية وكانت مطمئنة والشعب اليوم مصدوم بهذا الخبر إنا لله وإنا اليه راجعون, والله يعظم اجر الشعب السعودي بمصابه». وقالت ليلى باهمام مديرة إدارة العلاقات العامة والإعلام في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية (بناء) «لا يمكن لأي عاقل حصيف أن ينكر جهود الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- في التصدي للفكر الضال فقد كان له بصمات واضحة وأدت مخططات الإرهاب بضربات استباقية، وقد كان جُل اهتمامه وتركيزه على الوصول لأوكارهم وحقق في ذلك نجاحات هائلة برجال أكفاء لا يشق لهم غبار حتى جفف منابعهم في الداخل وفروا إلى خارج المملكة خائفين وكانت له مواقف واضحة في مساندة دول الخليج حين أطلق العنان لصقوره البواسل باسم الأخوة والجوار واللحمة الخليجية الواحدة. وأضافت باهمام «لطالما حرص –رحمه الله- على قضايا الشباب ومعالجة مشكلاتهم، وكان شديد الحرص على دعوة المختصين للتقدم بمشروعاتهم الهادفة للشباب، وإجراء البحوث في مجال تطوير مهاراتهم وتشغيل طاقاتهم ودعمهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى الوطن وإمكاناته, كما دعا إلى استخدام الوسائل التقنية المتطورة للوصول إلى كافة شرائح الشباب لاستطلاع آرائهم حول مختلف القضايا التي تهم فئاتهم العمرية». ومضت تقول «كان لحنكته السياسية في التعامل مع مختلف القضايا المحلية والخارجية التي نبعت من مواقف دينيةٍ حكيمة ما جعله يتبوأ مكانة عالية وثقة سامية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله-، وكذلك الشعوب على المستويين المحلي والخارجي، فقد حظِيَ بالإعجابِ البيّن من قبل قادة الشعوب لما له من مواقف حاسمة في تطبيق الشريعة الإسلامية وردع المنكر تطبيقاً لما قاله عز وجل «كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر»، وفي الحديث والقراءة عن سيرته الطيبة ما تأنس له النفس ويخف بها المصاب, وأتقدم بخالص التعزية وصادق المواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي الوفي، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويجزيه خير الجزاء عما قدم لدينه ولوطنه وشعبه وللأمتين العربية والإسلامية. وبأبيات الشعر عبرت الشاعرة فاطمة الدهام (موجة الشمال) عن حزنها فتقول هذه الأبيات: نايف توفى والمحبين تنعيه وأنا دموعي فوق خدي ذرايف لكن عزاي أن الوطن فيه ما فيه من الأسود اللي تعزوى بنايف وقالت الدهام «في دقائق تعامد أشعة شمس نهار يوم السبت تناثرت على مسامعنا ويلات الحروف وصرخات حناجر الشجاعة، تنعى أسدا توقف قلبه فتوقف معه نبض الشارع السعودي بأكمله، خبر هز أركان الوطنية، وهز الارض تحت اقدام الشهامة، خبر وفاة رمز القوة والإخلاص، وفاة ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته، انه يوم حزين كان فاجعة حزينة, تشكل لنا حزناً شديداً للأبد لأننا نحبه, عندما أسمع خبر وفاة أحد لا اعرفه احزن وأصاب بقشعريرة, فكيف بإنسان تعرفه كوفاة الرجل الأول لأمن الدولة, صاحب الحنكة والحكمة والقيادة وحسن التصرف معها وهو رجل المآثر, صاحب الخصال التي جمعت لفعل الخير كعلاج المرضى على نفقته الخاصة, وتقبل الأمور برحابة صدر, انني أنعى الأمة العربية على وفاة الأمير نايف رحمه الله وانني اقرأ الحزن والأسى في عيون الشعب وفي شوارع المملكة وأبنيتها وسمائها وصحرائها, الجنة مثواك يا صاحب الحوار الفكري رحمك الله».