تسارعت أعمال مجلس الشورى في الشهرين الماضيين بشكل ملحوظ استعدادا لبدء الإجازة السنوية والتي عادة ما تشهد تعليق جلساته أثناء فترة الصيف ،إلا ان ما ميز هذه الفترة هو مدى أهمية القضايا التي نظرها المجلس العتيد وملامستها للواقع الإجتماعي والإقتصادي اليومي للمواطنين. إن التطلعات الشعبية لتطوير أداء ودور مجلس الشورى لم تتوقف يوما ، بل انها تتزايد مع المتغيرات الحياتية وتسارع وتيرتها ، ولن أكون مجحفا بحق هذا المجلس إن قلت إن الطموحات تجاوزت الدور «الاستشاري» المناط به حتى الآن ، إلى لعب دور تشريعي حيوي وداعم لمتخذ القرار خاصة وهو يجمع تحت قبته نخبة «منتقاة» من أبناء الوطن بمختلف مكوناته. لن أخفي مدى حرصي ورغبتي في أن يتجاوز مجلس الشورى دوره الحالي المتمثل ب «المطالبة والانتقاد» ليكون منصة «مساءلة ومحاسبة» بمنحه مزيدا من الصلاحيات والأدوار التي تسهم في رفد التنمية والإرتقاء بمنظومة الإنتاج والعطاء إلى أقصى درجة ، لتمكن المجلس من القيام بالأدوار الرقابية والتشريعية المنتظرة في ظل حراك التطوير الذي نشهده وإن لم يكن بوتيرة متسارعة لتمكن المجلس من القيام بالأدوار الرقابية والتشريعية المنتظرة في ظل حراك التطوير الذي نشهده وإن لم يكن بوتيرة متسارعة. وخلال الأسبوعين الماضيين رصدت من خلال وسائل الإعلام عددا من الأحداث والنقاشات التي دارت بين عدد من المسئولين والوزراء في وزارات ومؤسسات خدمية وبين أعضاء المجلس فكانت أبرز عناوين الصحف على النحو التالي: * أعضاء الشورى (يطالبون) بتحسين كادر الجمارك الوظيفي و(يحذرون) من تنامي السلع المغشوشة. * الشورى (ينتقد) استئجار مصلحة الزكاة لمبنى ب 24 مليون ريال سنويا . *الشورى (يطالب) بفرض جباية الزكاة على الاستثمارات الصغيرة للأجانب. * الشورى (يطالب) بإيجاد سلم وظيفي جاذب للعمل في هيئات «الغذاء» و»الاستثمار» و»الجبيل وينبع» و»الصندوق الصناعي.» *(عاصفة من الانتقادات) تعرض لها صندوق تنمية الموارد البشرية في جلسة مجلس الشورى السعودي . كل هذه العناوين وبالأخص ما بين (الهلالين) أبرزت بشكل جلي الإمكانات الحالية والمساحة المحدودة للتحرك ضمن حدود ضيقة في مساءل الرقابة والمحاسبة، وحيث من شأن ذلك أن يضعف من «هيبة» القبة الشورية أمام الوزراء والمسئولين التنفيذيين،إذ بات امر قراءة التقارير والمثول أمام المجلس أمرا «روتينيا» بل وممرا لإضفاء المصداقية للأعمال والتقارير السنوية لتلك الجهات. لاشك أن منح هذا المجلس العتيد مزيدا من الصلاحيات كفيل ببلورة منهج جديد في مسيرة العمل الوطني، ليكون ذراع الدولة الطولى في إنجاز التحديات النهضوية الماثلة. تويتر: @Alyamik