تعد رياح " البوارح " التي تستمر 40 في مواسم عديدة العدو اللدود للصيادين، نتيجة منعها المراكب من دخول البحر وسواء كانت صغيرة " الطرادات " أو كبيرة " لنشات" وتكدسها بفرضاتها تنتظر معاودة الصيد مرة أخرى. ويقول كبير الصيادين بفرضة الدمام محمد علي المرخان إن رياح هذا العام تهب بشدة أكثر من العام الماضي ، مبينا أن الرياح نسميها رياح " البوارح " التي تستمر 40 يوما وتصاحبها تحركات أتربة وغبار، وبدأت أمس مربعانية القيظ من طلوع الشمس وتزداد في الظهيرة حتى تبدأ تهدأ عند مغيبها وبحسب تعبيره "تروق" وتنزل ولكن تبقى الأمواج في داخل البحر عاتية ومرتفعة ، مشيرا أنه لو نزلت نقاط من المطر لهدأت الأمواج وأصبح البحر بعدها كبساط يمكن سير المراكب فيه . وأكد المرخان أنه من الصعب الصيد في مثل هذه الأجواء وتمنع القوارب الصغيرة من الإبحار ويمتنع الصياد صاحب اللنش الكبير من دخول البحر حيث لا يستطيع مد شباكه أو التعامل مع الأمواج . وذكر صياد الدمام محمد المرخان أن قبل 35 عاما كانوا ينزلون البحر في هذه المواسم ولكن كان الإبحار قريبا وبعد قدوم العمالة قبل حوالي 30 عاما وتقنين الصيد تمتنع هذه العمالة من دخول البحر كما أن حرس الحدود أصبح يمنع دخول البحر إن اشتدت الرياح لسلامة الصيادين . ولفت المرخان الى أن الصيادين أصبحوا يخسرون الكثير والكثير هذه الأيام فإن صيادي القراقير يخسرون مبالغ طائلة، حيث المراكب الكبيرة اللنش تضع بين 500 إلى 1000 قرقور وكثير من هذه القراقير تبارح مكانها وتضيع من الصياد في وسط البحر أي معدل الخسارة أن فقد قراقيره تبلغ 200 ألف ريال ، أما المراكب الصغيرة "الطرادات" فإن الصياد يضع بين 200 إلى 400 قرقور في البحر مما يعني خسارته تقدر بحوالي 80 ألف ريال إن فقد قراقير صيده . وقال المرخان أحيانا بين 5 أيام في هذه الموسم يكون "مباوق " بحسب ما لفظها وهي دخول البحر سريعا والخروج خلال 12 ساعة بعد هدوء الرياح لافتا الى أنهم يقومون بذلك سابقا حيث المباحر قريبة أما اليوم وبعد منع كثير من الأماكن والاقتراب منها وتقنين عمل الصيد فأصبح الصياد في خسائر كبيرة فكثير لا يحصل على قوت يومه بسبب توقف الصيد لأيام عديدة.