لم يسعد المواطن عبدالله الراجح، بمولوده الجديد، يقفز فوق ظهره وهو يضحك في سعادة غامرة، ولم يفرح أفراد أسرته برؤية الصغير، يكبر أمام أعينهم يوماً بعد آخر، ناشراً الابتسامات البريئة في أرجاء المنزل، إذ توفي «علي» في غمضة عين، بسبب شكوك، توقع الأب أنها السبب وراء الوفاة، التي حدثت في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، وفي الوقت الذي كاد يسلم الأب أن وفاة ابنه قضاء وقدر، حملت له شهادة الوفاة، الصادرة من المستشفى ذاته، «مفاجأة»، أكدت له أن شكوكه كانت صحيحة، وأن «يد الإهمال في المستشفى، خطفت ابني، وخلّفت لي ولأمه الجرح العميق، الذي لم يندمل أبداً» بحسب الأب. صورة للطفل وهو داخل العناية بالمستشفى (اليوم) يقول الأب :»ولدت زوجتي في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، واتضح أن الطفل لديه ماء في رأسه، وتشوه في عموده الفقري»، مضيفاً :»بعد مراجعات مستمرة في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام، تحسنت حالته كثيراً، حيث أجريت له عملية في ظهره لعلاج المشكلات بمنطقة العمود الفقري، فيما بقي الماء الذي في رأسه كما هو، ورأى الأطباء، ضرورة لإدخال أنبوب في رأسه، لشفط هذا الماء، وطلبوا مني مراجعة المستشفى مرات عدة، لاستخراج الماء تدريجياً»، مشيراً إلى أن «ابني كان يحتاج إلى الأوكسجين كثيراً، لأن طبيعة الأنبوب الذي في رأسه، تحتم على الأطباء أن يزودوه بالاوكسجين بشكل مستمر».ويتابع الأب حديثه «كان ابني يعاني من بعض التشنجات، حتى أن نفسَه يكاد ينقطع، وكنت أذهب به إلى المستشفى حتى يسعفوه»، مضيفاً: «وفي ذات ليلة، مرض ابني، وذهبت به على وجه السرعة إلى المستشفى، وكانت هناك طبيبة مناوبة، أعتقد أنها لا تتمتع بخبرات كافية، إذ أنها لم تشخص حالة الطفل جيداً، ولم تحضر ملفه، المتضمن شهادات صحية تؤكد حالة الطفل»، موضحاً «ومن هنا، وقع الإهمال منها في عملها، حيث سجلت له وصفة طبية، بها مهدئات فقط، ولم تأمر بتنويمه، فعدنا بالطفل إلى المنزل، وفي صباح اليوم التالي، وبالتحديد الساعة السابعة صباحاً، مرض ابني ثانية، فذهبنا به إلى قسم الطوارئ، واتضح أن قلبه قد توقف، وتجمع حوله الأطباء، وحاولوا إنعاش قلبه الصغير، وأمروا بتنويمه في ذلك اليوم، وقاموا بتغيير الدم مرتين، ولكن جميع محاولاتهم، باءت بالفشل، إذ توفي الصغير».ويحكي الأب تفاصيل تلقيه خبر وفاة ابنه «تلقيت من المستشفى اتصالاً، يفيد وفاة ابني علي، لم أكد أصدق ما صوت المتحدث على الطرف الآخر، حيث ذهبت إلى المستشفى، ورأيته بعيني وقد فارق الحياة »، مضيفاً: «طلبت من المستشفى، إعطائي اسم الطبيبة المتابعة لحالة ابني، حيث أرى أنها السبب في وفاة الطفل، بسبب إهمالها وعدم مبالاتها بحالة الصغير، فرفضوا أن يعطوني اسمها، ورفعت شكوى لمدير المستشفى، طالباً منه التحقيق في الأمر، ومعرفة اسم الطبيبة، وانتظرت قرابة أسبوع، ورغم ذلك، لم يصلني الرد على الشكوى،شعرت أن لديهم الرغبة في تأجيل معاملتي، حتى أنسى الموضوع، ولكنهم تناسوا أن الضحية هو ابني، الذي لم أفرح به، وأحزن فراقه، جميع أفراد الأسرة».وأضاف الراجح :»اتصل بي المسؤولون في المستشفى، وطلبوا مني المجيء لاستلام جثة ابني، ودفنها، واستلمت الجثة وأنهيت إجراءات الدفن، واحتسبت الأمر عند الله»، موضحاً «في الأسبوع التالي لوفاة ابني، تلقيت اتصالاً من أحد المسؤولين في المستشفى، يطلب مني الحضور، لاستلام شهادة وفاة الصغير، فذهبت حسب الموعد المحدد، واستلمت الشهادة، وقرأت أسباب الوفاة المكتوبة فيها، وجاءت كما توقعتها، نقص حاد في الأوكسجين، وتسمم في الدم» ويختتم الراجح قوله: «كنت أتمنى أن أجد من ينصفني في قضيتي، ويعاقب المتسبب في وفاة ابني.
«الصحة»: القضية قيد المتابعة «النظامية» وعلى عكس ضخامة المأساة، وعظم الحزن الذي يشعر به أفراد أسرة الطفل علي، جاء رد مستشفى الولادة والأطفال في الدمام «هادئاً»، إذ أكد مديرها أن الإدارة بصدد متابعة القضية، مؤكدة أنها ستتخذ بشأنها الإجراءات النظامية. وذكر مدير العلاقات العامة والإعلام في صحة الشرقية سامي السليمان في اتصال مع «اليوم» أن مدير المستشفى أكد الواقعة، وقال: «هناك شكوى مقدمة من المواطن عبدالله فيصل الراجح، ويتهم فيها طبيبة بالإهمال في عملها، مما أدى إلى وفاة ابنه، البالغ من العمر تسعة أشهر»، مشيراً إلى أن «الشكوى محل المتابعة والاهتمام من إدارة المستشفى، وسوف تتخذ فيها الإجراءات النظامية والمتّبعة في مثل هذه القضايا».