يعاني الطفل أحمد العمري (3 سنوات)، من نقص الأوكسجين ونقص التروية الدماغية وتلف جزء كبير من الدماغ مما أصابه بتصلب الأطراف حتى أصبح لا يقوى على تحريكها، ويعاني أيضا من عدم توفر جهاز شفط للبلغم لمساعدته على التنفس بشكل طبيعي، وعدم توفير أنبوب تغذية من أجل إعطائه الحليب عن طريق المعدة مباشرة. ووفقا لما أشار له والده في حديثه إلى "الوطن" فإن ابنه ولد سليما وحركته طبيعية، وبعد ولادته تم الكشف عليه واتضح أن لديه عيبا خلقيا في الحنجرة منعه من الرضاعة، فتم إجراء عملية في أحد المستشفيات لفك الالتصاق وتركيب أنبوب حنجري، ولكن حالته لم تتحسن وأجريت له عملية جراحية أخرى ولم يكتب لها النجاح، مشيرا إلى أن الأطباء بعد العمليتين السابقتين قرروا إجراء عملية أخرى، لعل وعسى أن يتم تخليص أحمد من معاناته وإزالة لحميات حول منطقة العملية السابقة. وأضاف الأب: من هنا بدأت رحلة عذاب أحمد مع المعاناة حيث بدأ الإهمال في عدم متابعة حالته من قبل الطبيب المختص بعد مغادرته المستشفى في إجازة طويلة تاركا أحمد يمر في ظروف صحية سيئة، مما زاد حالته سوءا. وقال إنه تقدم بشكوى إلى مدير المستشفى الذي أبلغه بأن عليه الصبر وانتظار الطبيب المختص حتى يعود من الإجازة دون أن يتكفل المستشفى بنقل حالة أحمد إلى استشاري آخر للإشراف على حالته، وبعد مرور عدة أسابيع عاد الطبيب الاستشاري ولكن لم يعط أحمد اهتماما أو يكشف عليه لمعرفة التطورات التي حدثت معه، وبعد مرور أسبوع من قدومه من الإجازة فوجئنا أن الطبيب ترك المستشفى للذهاب لبعثة تاركا الطفل في ألم ومعاناة مستمرة ليلا نهارا. وأضاف: خلال هذه الفترة طالبت مدير المستشفى بأهمية إحضار طبيب استشاري آخر للإشراف على حالة ابني ولكن الطبيب حضر للكشف فقط، مما عرض الطفل خلال فترة توفير الطبيب لإهمال من قبل المستشفى حيث أصيب بانسداد في أنبوب الحنجرة نتيجة تجمع اللعاب، فتسبب ذلك بحدوث مضاعفات خطيرة تمثلت بنقص الأوكسجين ونقص التروية الدماغية وتلف جزء كبير من الدماغ، مشيرا إلى أن قلب الطفل توقف عدة مرات وكانت تجرى له في كل مرة عملية إنعاش. وبعد معرفة المضاعفات الخطيرة التي أصيب بها طفلي رفعت شكوى للشؤون الصحية في جدة، التي بدورها قامت بإرسال مفتش صحي اكتشف أن ملف الطفل خال تماما من توقعات تثبت أن الطبيب الاستشاري الأول يتابع حالته. وبعد معرفة ذلك قام برفع شكوى إلى وزارة الصحة تلتها شكوى لحقوق الإنسان ثم للأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله الذي لبى النداء وتكفل بعلاج أحمد على نفقته الخاصة في ألمانيا، ولكن بعد وفاة الأمير سلطان أقفل الملف وطلب مني العودة إلى الرياض ولم يعد أحمد قادرا على مواصلة علاجه في ألمانيا، ولعدم وجود مراكز متخصصة لعلاج حالة أحمد في الرياض بدأت رحلة المعاناة من جديد والسبب خطأ طبي نتيجة الإهمال الذي تعرض له في المستشفى. وأجرت "الوطن" اتصالا هاتفيا بمدير المستشفى، وذلك من أجل معرفة أسباب عدم توفير جهاز الشفط الخاص للتخلص من البلغم، وعدم توفير جهاز تغذية لإيصال الحليب إلى المعدة، إلا أنه امتنع عن الرد على التساؤلات أو التعليق على الإهمال الذي تعرض له الطفل داخل المستشفى.