أدى خطأ طبي بمستشفى الهدا بالطائف إلى حرمان طفل صغير من المشي وإصابته بإعاقة ذهنية؛ الأمر الذي حرمه من أن يعيش مع أقرانه الحياة السوية. وقال والد الطفل عبدالله بن أحمد الشهراني، الذي اتصل ب“شمس” إن بداية الحالة كانت قبل سبع سنوات، وروى: “شعرت زوجتي بآلام المخاض، فذهبنا إلى مستشفى الهدا بالطائف، ثم أدخلتها المستشفى، وكانت زوجتي تحتاج إلى ولادة قيصرية. فاعتذر المستشفى عن قبولها بحجة الزحام من قبل الحوامل على القسم، وقالوا: اذهب بها إلى مستشفى النساء والولادة بالطائف، لكن هذا المستشفى كان بعيدا وحالة زوجتي لا تحتمل ذلك، كما أنني أعمل عسكريا ومن حق زوجتي أن تعالج بهذا المستشفى. فقبلوها بعد ذلك وأدخلوها كشك الولادة ومكثت به يوما كاملا دون أن تتلقى أي علاج، وبعدما مضى 24 ساعة كشفوا على الجنين ببطن أمه فوجدوه في حالة صعبة، حيث إن نبضات قلبه ضعيفة، ويحتاج إلى أوكسجين، وعلى الفور أجروا العملية القيصرية، فخرج وهو مريض؛ الأمر الذي دعاهم لإدخاله قسم التنويم لمدة شهر، وللأسف الشديد فقد نتج من هذا الإهمال أن الطفل أصيب بضعف في خلايا المخ (بسبب نقص الأوكسجين)، وإعاقة ذهنية، وصعوبة في النطق، وضمور طفيف في المخ، مع حركة نشاط زائدة (كانت ملحوظة)، ولم يستطع المشي والكلام إلا بعد سنتين، ولم يتجاوز محصول لغته أربع كلمات، وكل ذلك ناجم عن إهمال المستشفى في التعامل مع الحالة وتركها لمدة يوم كامل دون رعاية”. ويضيف الشهراني: “من هنا بدأت رحلتي مع البحث عن مراكز علاج متخصصة قصمت ظهري بفواتيرها الباهظة دون فائدة، حتى ذهبت به أخيرا إلى مدينة الأمير سلطان الطبية بالرياض، وهناك وبعد رحلة المراجعات لم يظهر أي تغير على الحالة؛ ما دعا الطبيب المعالج لحثني على السفر به لمراكز علاج متخصصة في الخارج”. وتابع: “أنا أناشد المراكز الطبيبة المتخصصة القادرة على علاجه أن تبادر باستقبال ابني لعلاجه، والإسهام في تخفيف هذه المعاناة، أو تحويله للعلاج بالخارج، حتى لا يُحرم هذا الطفل البريء حياته، كما حرم من طفولته، كما أناشد الجهات المسؤولة بضرورة محاسبة المقصر والمتسبب في حالة ابني، الذي حرمه من طفولته، حتى دراسته لم يستطع أن يلتحق بها لأسباب مرضه”. وتحتفظ الجريدة بكافة التقارير الطبية والأوراق الثبوتية للطفل.