يتبادر في مخيلتك عند ذكر الأمير سلطان - رحمه الله - صورة ذهنية ترتسم فيها ملامح سموه بأدق تفاصيلها، ابتسامته التي لا تغيب حتى في أحلك اللحظات.. يظل فيها سلطان مبتسماً بشوشاً رغم مسؤولياته الجسام، وأعماله العِظام.. ابتسامة الأمير سلطان - رحمه الله - كانت جواز عبور استعمر به قلوب محبيه.. اتخذ منها الطريق الأقصر للوصول إلى الآخرين، حتى والألم يجتاح جسده، والمرض قد نهك منه ما نهك، إلاّ أن ابتسامة الأمير سلطان تبعث الأمل لقلوب الناس، حتى تملكهم بابتسامة، يشرح بها صدور ملتقيه. لكل شخصية سمات تتميز بها وتشكل جاذبية خاصة تملك سلطة غير طبيعية على الآخرين، إلاّ ان (كاريزما) الأمير سلطان أخضعت وتملكت الكل بابتسامة كانت تخترق طريقها في قلوب محبيه، أسرع من أي شيء آخر، عفوية الابتسامة الدائمة جعلت مُحيّا سموه مبتسماً رغم كل الألم، وفي كل الظروف، كانت ابتسامته البلسم الشافي، والحب الوافي، تمد محبيه بالتفاؤل والأمل، بالأمان، بالعطف والحنان. لقد كانت ابتسامة رجل معطاء، بذل بسخاء، فنال المحبة، والأجر والثواب بإذن الله، طوال وقته صدقة في سبيل الله، إما بأعماله الخيرية ومواقفه المبهرة، أو بابتسامته في وجه أخيه المسلم. ستظل ابتسامته الأخّاذة حاضرة دوماً، ابتسامة أمير وفّي، قدم الخير لوطنه، بحث عن المحتاجين والمرضى، وأنشأ المراكز الطبية والخدمية، بعد أن أرسى القواعد والنظم، وجهز الدرع الحامي للوطن، بعد أن أمضى عمره يركض ويلهث إخلاصاً لوطنه، وتمسكاً بدينه، حتى المرض لم يذبل ابتسامته، وغادر دنيانا الفانية بقلب راض، وفؤاد قانع، وستبقى بسمته محفورة في الأذهان. لقد ترّبع سمو الأمير سلطان - رحمه الله - في قلوب محبيه بحسن خُلقه، ونور وجهه، وقدّم ب»ابتسامته» دروساً وعبر لكل الأجيال، في كيفية التعامل مع الناس، واحتواء الأشخاص، وكسب القلوب، وغيرها من الأمور التي تقدم لها الدورات وتؤلف من اجلها المجلدات، كل ذلك قدمه من دون أن ينطق حرفاً، من دون أن يهمس صوتاً، فقط بابتسامه. اليوم بعد أن ودعنّا الأمير سلطان «الجسد»، ستظل ابتسامته عالقة في الأذهان، سيردد الصدى نبرات صوته الموجهة بالخير، ستظل نبراته، وهمسات ضحكاته، باقية إلى الأبد، أما أنت يا سلطان، إلى جنات الفردوس بإذن الله، بدعوات من فرج كرباته، بدعاء المكلومين، برجاء المعوقين. إلى جنة الخلد أبا خالد، كما كنت ضاحكاً مستبشراً في دنياك الفانية، ستكون بدعاء محبيك، ومواطنيك، ومن كنت له عوناً ونصيراً، في الجنة، حيث الوجوه يومئذ مسفرة، ضاحكة مستبشرة. ابتسامته - رحمه الله - ستبقى في قلوبنا وعقولنا وعداً سلطان.. سنبقى يداً بيد