بلغ عدد زوار المملكة لأغراض سياحة الأعمال أو السياحة الدينية أو للعمل قرابة 13 مليون زائر في 2010، هذا العدد مرشح للارتفاع إلى 16 مليونا في 2014، وهو أمر مبشر ومفرح في نفس الوقت. هذه الزيادات المطردة والمتنامية ستخلق فرصا جديدة وتعزز من استثمارات قائمة في مجالات السياحة وغيرها، علما أن الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية تستهدف نموا كبيرا في عدد زوار المملكة لمختلف الأغراض ليصل إلى 88 مليون زائر بحلول العام 2020، وهو ما يجده البعض هدفا طموحا جدا يحتاج إلى تكاتف شرائح عديدة في القطاع الخدمي والاقتصادي والحكومي. الأمر المحزن في المقابل هو الطريقة التي نستقبل بها هؤلاء الزوار، وأخص هنا رجال الأعمال العرب والأجانب وكبار موظفي الشركات السعودية من غير المواطنين، الذين لا يكفون عن إبداء ذهولهم من الطريقة التي يتم فيها استقبالهم في منافذنا الجوية والبرية والبحرية، ولهم كل الحق في ذلك. فلنتوقف لحظة هنا لنقارن بين الطريقة التي تستقبل بها كل الدول الخليجية والعربية المواطن السعودي، ولنقارنها بالطريقة التي نستقبل فيها مواطني هذه الدول في جوازات مطاراتنا أو منافذنا الحدودية، هل أدركتم الخلل؟ ماذا نجرد زائر الأعمال، أو غيره، من آدميته عند استقبالنا له؟ أليس بشرا أتى لبلادنا للاستثمار أو العمل أو المساهمة في منظومة الأعمال والاقتصاد، أو للتعبد؟ لماذا يقف زائر الأعمال في صفوف لساعات؟ لماذا تخلو مكاتب الجوازات في المطارات من أعداد كافية من الموظفين؟ لماذا نجرد زائر الأعمال، أو غيره، من آدميته عند استقبالنا له؟ أليس بشرا أتى لبلادنا للاستثمار أو العمل أو المساهمة في منظومة الأعمال والاقتصاد، أو للتعبد؟ من الطبيعي أن أغلب هؤلاء سيكونون صورة ذهنية سلبية عن البلد التي يزورونها بسبب تجربتهم السلبية في منافذنا الحدودية، بدءا من انعدام التنظيم واحترام الوقت الذي شهدوه وشعروا به عند المنفذ، ومرورا بطريقة تعامل أفراد الجوازات والجمارك، وانتهاء بفوضى الخروج والحشر بين العشرات أو المئات من البشر. الجوازات والجمارك والمطارات والموانئ والمنافذ البرية هي النقطة الأولى التي يتفاعل بها زائر بلادنا مع أنظمتنا وبيئتنا، ويجب أن نعمل جميعا على تكوين صورة إيجابية لبلادنا واقتصادنا بدءا من هذه المنافذ. لا يوجد عذر لأحد هنا، فإن لم تكن الكوادر مؤهلة فلماذا لا يتم تطويرها؟ وإن لم تكن كافية فلماذا لا توظف هذه الجهات أفرادا مدنيين؟ أو تتعاقد مع شركات متخصصة تكون قادرة على عكس الصورة الحقيقية والمشرقة لهذا الوطن المعطاء؟ هل من مجيب يا ترى؟ www.alkelabi.com twitter | @alkelabi