في كل لحظة .. تتناقل الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) بما تضمه من برامج التواصل الاجتماعي وأجهزة الهواتف الحديثة العديد من الصور ومقاطع الفيديو العائلية الخاصة، والتي ربما تسربت ممن فقدوا أخلاقهم وضمائرهم .. وتجردوا من المبادئ والقيم الإنسانية، وكان ذلك نتيجة طبيعية لتساهل أصحاب تلك الصور والمشاهد الخاصة وسوء استخدامهم لأجهزة التقنية الحديثة سواء الجوالات أو دهاليز وأنفاق الإنترنت، فضلا عن عدم استخدام الوسائل والطرق الصحيحة في حفظ المعلومات والصور الشخصية والخاصة، الأمر الذي جعل هؤلاء الضحايا في مواجهة مباشرة مع التشهير والابتزاز والفضيحة، وقد ترتب على هذا أيضا انتشار المشاكل النفسية والاجتماعية في أوساط المهملين في استخدام التقنية الحديثة، .. التحقيق التالي يتناول هذه القضية بتفاصيلها من أرض الواقع .. تساهل في البداية يقول نايف العتيبي : «أصبحت عملية تسريب الصور والمعلومات الشخصية ظاهرة مقلقة للكثير من الناس بسبب انتشارها وتداولها الواسع، وذلك يعود إلى أن العديد من الناس مع الأسف تتساهل في حفظ معلوماتها الشخصية سواء الصور أو مقاطع الفيديو أو غيرها من المعلومات، خاصة بعض النساء اللاتي يرسلن صورهن الخاصة لصديقاتهن أو يحفظن ذلك في هواتفهن المحمولة أو الكمبيوتر الخاص بهن، مما يجعل هذه المعلومات والصور معرضة للسرقة في أي وقت، من خلال ضياعها أو سرقتها أو نسخها من العاملين في الصيانة، وهنا أنصح المستخدمين بحفظ المعلومات والصور الخاصة في المنزل لضمان عدم تسربها ونشرها في الإنترنت أو برامج التواصل مثل الواتس آب وغيرها من البرامج التي أصبحت تتناقل يومياً العديد من الصور والمقاطع العائلية الخاصة». عمر : كثير من الناس يجهل الاستخدام الصحيح لهذه الأجهزة، ولا يعرف كيف يحافظ على معلوماته وبياناته الشخصية من الضياع، كما أن أحد أصدقائي تعرض لسرقة احدى صوره العائلية من جواله الخاص، وذلك من أحد الأشخاص المقربين لديهسوء استخدام وفي سياق الحديث يتحدث عبد الرحمن العتيبي عن أحد أصدقائه، وأنه تعرض هاتفه المحمول للسرقة فيما كان يحوي العديد من الصور العائلية والمعلومات المهمة، مما جعل هذه الصور عرضة للتسرب ونشرها في الإنترنت، ويرجع العتيبي ذلك إلى عدم الاستخدام الصحيح لهذه الأجهزة وعدم المعرفة بأنها معرضة في أي وقت للسرقة أو الضياع، أو وصولها في أيدي أناس يخونون ضمائرهم فيستخدمون هذه الصور والأسرار في ابتزاز أصحابها ونشر صورهم وأسرارهم على الإنترنت في أي وقت، وطالب العتيبي الجهات المسئولة أن تضع حلولا مناسبة للقضاء على هذه المشكلة المهددة لأمن وسلامة المجتمع على حد قوله . توعية وتحذير ومن جهته يطالب عمر الخالدي وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أو الجهات المسئولة بإطلاق حملات توعية للناس لتعريفهم بالاستخدام الصحيح للتقنية وتحذيرهم من الاستخدام الخاطئ لها، وفي سياق ذلك قال عمر : «كثير من الناس يجهل الاستخدام الصحيح لهذه الأجهزة، ولا يعرف كيف يحافظ على معلوماته وبياناته الشخصية من الضياع، كما أن أحد أصدقائي تعرض لسرقة احدى صوره العائلية من جواله الخاص، وذلك من أحد الأشخاص المقربين لديه لاسيما ثقته الكبيرة في هذا الشخص وعدم معرفته بأن معلوماته وصوره الموجودة في جهازه قد تتسرب وتسرق في أي وقت»، ... ويضيف عمر : «لقد بذلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهوداً كبيرة، وساعدت الكثير من المتضررين سواء من الفتيات أو الشباب من أشخاص قاموا بابتزازهم بسبب تسرب صورهم ومعلوماتهم الخاصة». سرقات ويبين عبدالرقيب محسن يعمل بائعاً في أحد محلات بيع الجوالات والهواتف بالرياض أن سرقة الهواتف النقالة أصبحت منتشرة بشكل كبير، كما أن العديد من الزبائن خاصة من فئة المراهقين يأتون للبحث عن البرامج التي تعيد المعلومات والصور للذاكرة التي تم حذف البيانات عليها من الجوال، .. ويحذر عبدالرقيب مستخدمي الهواتف المحمولة من بيعها مع الذاكرة الموجودة في الجهاز، لأنها على حد قوله قابلة لاسترجاع المعلومات في أي وقت، كما يفترض أن يتم وضع رقم سري للذاكرة والحذر من وضع الصور والمعلومات في الهواتف المحمولة، لأنها معرضة للسرقة في أي وقت كما يجب الحذر من حفظ معلومات البنوك وأرقام الحسابات المصرفية على الجوال حتى لا يتم استخدامها وسرقتها. جوالات يعمل محمد فرحات مهندس صيانة حاسب آلي في صيانة وبيع أجهزة الحاسب الآلي في مدينة الرياض، وقد تحدث محمد فقال : «الكثير من الزبائن الذين يأتون لصيانة أجهزتهم يتساهلون في الحفاظ على أسرارهم الشخصية سواء المعلومات أو الصور، وخاصة النساء اللائي يحضرن الجهاز والذي يوجد فيه العديد من الصور العائلية والشخصية ويضعن ثقتهن المطلقة في العاملين في الصيانة دون سابق معرفة أو خبرة، وهذا خطأ كبير إلا أن عددا من العاملين في مجال الصيانة لا يحافظون على هذه الثقة، ويقومون بنسخ هذه الصور وتسريبها ونشرها بين أصدقائهم، أو ابتزاز صاحبة الجهاز إذا كانت امرأة وتهديدها بكشف ونشر صورها مقابل تنفيذ ما يريدون، ومن هنا يجب على أي مستخدم للحاسب الآلي أن يحفظ معلوماته الشخصية في الفلاش أو سي دي خارجي، ولا يحفظها في الجهاز، حتى لا يتم اختراق جهازه وسرقة معلوماته». أجهزة الحاسوب ومن جانب الحاسب الآلي يقول فرحات : «.. وكذلك في حال أراد إصلاح وصيانة الجهاز، فيجب على المستخدم أن يضع كلمة مرور لبريده الشخصي تكون طويلة ومكونة من العديد من الحروف والأرقام والرموز، وألا يقوم بفتح أي رسالة تصله على بريده الإلكتروني من مصدر أو جهة لا يعرفها، كما يجب أن يستشير أي متخصص في مجال الحاسب الآلي في حال واجهته أي مشكلة حتى يستطيع أن يحلها، ويتفادى الوقوع في طرق وأساليب مخترقي الأجهزة (الهاكرز )، إضافة إلى أنه يجب أن يغطي الكاميرا الموجودة في الكمبيوتر المحمول، لأنه يتم استخدامها من قبل الهاكرز في التصوير، وفي حال رغب صاحب الكمبيوتر بيع الجهاز فإنه يجب أن يعمل له (فورمات) لمسح كافة البيانات الموجودة على الجهاز حتى لا يتم إعادتها واسترجاعها». د.الغثبر : يجب التعامل بحذر مع أجهزة التقنية الحديثة من جانبه تحدث مدير مركز التميز بأمن المعلومات بجامعة الملك سعود الدكتور خالد الغثبر فقال : «يجب الحذر في التعامل من أجهزة التقنية الحديثة نظراً لخطورة استخدامها الخاطئ، كما يجب على مستخدمي الكمبيوتر التقيد بالعديد من النصائح والإرشادات للحفاظ على أمن أجهزتهم ومعلوماتهم، وذلك من خلال التحديث المستمر لجميع البرامج الخاصة بالجهاز، والحصول على مضاد الفيروسات وتشغيله بالطرق السليمة مع التحديث المستمر، والحرص على عدم زيارة المواقع المشبوهة أو استلام رسائل من أشخاص لا يعرفهم، وتحميل البرامج من المواقع الموثوقة والبعد عن البرامج المنسوخة، وحماية الشبكات اللاسلكية المنزلية بكلمات مرور حتى لا يتم اختراقها، والتأكد من عدم الإفصاح عن بيانات الحسابات المصرفية بسبب وجود مواقع مزيفة للبنوك وعدم الإفصاح عن البيانات الشخصية سواء البريد الالكتروني أو الهاتف لأي اتصالات مجهولة، نظراً لصعوبة تحديد طالب البيانات حيث يجب مراجعة البنك مباشرة».