تعتبر البرامج الصباحية التي تبثها القنوات الفضائية كل يوم مفتاح البرامج اليومية, حيث تركِّز المحطات على جوانب عدة في البرنامج الصباحي كالأمور الأسرية التي تهم ربة المنزل، الموضة والجمال، والجديد في عالم الطهي، وتعيش هذه البرامج منافسة على أشدها مع مثيلاتها سعياً في كسب عدد كبير من المتابعين والمهتمين بها، إلا أن غالبية المشاهدين لا يحبذ هذا النوع من البرامج, لأنها لا تتناول الأشياء التي تدخل في دائرة اهتمامه، ولتسليط الضوء أكثر على هذه البرامج، من تخاطب، ومن هم متابعوها ،كان لنا هذا التحقيق مع عدد من المذيعين والمذيعات في القنوات السعودية والخليجية والعربية. طبخ وصف مذيع قناة الإخبارية السعودية عبد الرحمن الحسين البرامج الصباحية، أنها (وجبة الإفطار) للقنوات التلفزيونية والإذاعية، وكما هي وجبة إفطار للإنسان لابد أن تحتوي على قيم غذائية عالية لأهميتها, وكذلك بالنسبة للبرامج الإذاعية والتلفزيونية، لابد أن تتوافر فيها جميع عناصر قبول المتلقي، وأضاف الحسين قائلا: سبق لي أن قمت بإجراء استفتاء حول البرامج الصباحية ، ووجدتها تحظى بمستويات متابعة عالية، ولكن الناس متضجرة من تقليدية تلك البرامج ورتابتها، وكأنها نسخ من بعضها البعض في كل القنوات، سئمت الناس من التركيز على وجبات الطبخ وكأننا في مدن الجوع ، وللأسف هذه البرامج أغفلت تقديم فقرات (للمسنين) تناقش وضعهم النفسي والعضوي والترفيهي الذين هم شريحة هامة تتابع هذه البرامج، وكذلك نسيت البرامج الصباحية الاهتمام (بالمتقاعدين)، وهمّشت تلك البرامج تقديم طرح يليق بذوي الاحتياجات الخاصة، باختصار أقول: إن برامجنا الصباحية ما زالت تتثاءب. الناس متضجِّرة من تقليدية تلك البرامج ورتابتها، وكأنها نسخ من بعضها البعض في كل القنوات . مواضيع سطحية أكدت الإعلامية والأكاديمية برديس خليفة أن البرامج الصباحية لا تخاطب جميع الشرائح, وتركز على شريحة معينة, ومواضيعها سطحية ليست تثقيفية ولا توعوية وأحياناً تروِّج لأحداث أخرى ليس لها علاقة بالترشيد والاستهلاك والثقافة، وإنما هي تخدم مصالح محطتها التلفزيونية فقط, وأضافت برديس : إن هذا النوع من البرامج يجب أن يكون كوكتيلاً خفيفاً ،ويعطي الأطفال النصيب الأكبر, خصوصا الفقرات التي تخصهم وكيفية رعايتهم من خلال طرح قضايا جادة، وكذلك تسليط الضوء على ظواهر المجتمع وحياة الرجل والمرأة والطفل سواء سلبية أو إيجابية مع فتح المجال للجمهور للمشاركة في هذه الأحداث، واستغربت برديس خليفة اعتقاد معدي البرامج الصباحية أن سيدة البيت تهتم بالنباتات الغريبة العجيبة,والتي تقدَّم من طرف اختصاصيين، سيدة البيت لا تعرف غير البصل، الثوم، البقدونس، وكل الخضروات اللازمة للطبخ، أما غير ذلك فهو مجرد كلام. الهم على القلب المذيع المصري طارق علام، قال عن البرامج الصباحية: إلى يومنا هذا لم يُحقِّق برنامج صباحي نجاحاً لافتاً بالرغم من أنها أكثر من الهم على القلب، لأن الشعوب العربية تملُّ بسرعة، إلا إذا كانت الأفكار مميزة ودقيقة فإنها حتماً ستنجح ،وقال علام: أظن أن سيدات البيوت بحاجة إلى فقرات تتحدث عن التوفير بدل الطبخ، وبدل الرياضة تحتاج سيدة البيت إلى حلٍّ سحري لترتاح من أعباء المنزل، إنها تحتاج إلى أكثر من ساعة نوم الصباح، حيث حرمت منها منذ أنجبت أطفالها، أمّا الرياضة فهي مشروع مؤجلٌ للمرأة العادية، وهذا النوع من الرياضة متروك لنساء الطبقة المخملية، وشدّد علّام أنه بدل الترويج لعمليات التجميل والتنحيف يلزم هذه البرامج أن تستعرض نماذج من اللواتي شوّهتهن هذه العمليات، وذلك كافٍ لأن لا يدخلن في تجارب فاشلة ومكلفة وعذابها لا يوصف بالكلمات. برامج ناجحة امتدحت المذيعة إيمان الرجب البرامج الصباحية وقالت: بصفتي مذيعة وقدّمت أكثر من برنامج صباحي على شاشة القناة الأولى في التلفزيون السعودي, وجدتُ أن هذه البرامج استطاعت أن تستحوذ على اهتمام الناس بشكل كبير فهي تقدِّم مواضيع هامة وحساسة وهي في الأصل موجهة لكافة شرائح المجتمع وخاصة الأسرة التي تنال النصيب الأكبر من فقرات البرنامج الذي يقدِّم العديد من الفقرات المتعلقة بالصحة، الرياضة، الجمال، عروض الأزياء، إضافة إلى مادة الطهي الغنية التي تقدم بشكل مباشر لربة المنزل، كما أن المتابع لهذه البرامج يلمس مدى إقبال الناس عليها من خلال الاتصالات المباشرة والفاكسات التي لا يسعفنا الوقت أحياناً في قراءتها وتناول محتواها ،وكذلك الحال بالنسبة للبريد الإلكتروني الخاص بالبرنامج.