لم يكن اتحاد الكرة السعودي منصِفا وهو يصدر العقوبات تجاه رئيس الوحدة السابق جمال تونسي، كون هذه النماذج والتي وصفها بيان الاتحاد السعودي ( بالعنصريين ) تحتاج للشطب النهائي ،وليس إيقافا ل 5 سنوات وغرامة مالية ، فما تفوّه به التونسي لم يكن اعتراضا على نتيجة مباراة او احتجاجا على قرار غير منصف ، وإنما نخرا قبيحا في جسد اللحمة الوطنية التي صنعها مؤسس هذه البلاد المباركة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه . قد نختلف أونتفق حول قرار إداري مجحِف أو اخطاء تحكيمية معتادة او شطحات إعلامية طبيعية، وهذا بالتأكيد أمرٌ طبيعي يحدث في جميع المجتمعات الرياضية بالعالم ، ولكن الأمر الذي لا يمكن قبوله او تجاوزه، هو التعرّض للثوابت الدينية والوطنية والدخول في ذمم الآخرين والمّس في نواياهم والضرب في اللُحمة الوطنية والنخر فيها ،كما فعل التونسي وهو يلعب كعادته على وتر المناطقية البغيضة . ( اهل الشرقية تعاونوا علينا ! ) ، ( نحن اهل مكة ولا نرضى بالظلم ! ) ، ( اهل الشرقية ظلموا اهل مكة ! ) ، ( الظلم وقع على مكةالمكرمة واهلها ! ) وغيرها من العبارات العنصرية الأخرى، هي من اوقعت جمال تونسي في المحظور ، فليس من المعقول ولا من المنطق أن يتجاوز اتحاد الكرة والذي يتبع لجهاز حكومي مهم كالرئاسة العامة لرعاية الشباب عن تلك التجاوزات الواضحة الفاضحة والتي تنخر في جسد الوطن ، كما ليس من المقبول أن يتم الصمت عن حديث عنصري كهذا والذي يتم توجيهه لفئة الشباب كونهم يشكّلون النسبة الأكبر من تركيبة المجتمع الرياضي السعودي . إن كنا قد انتقدنا اتحاد الكرة ورعاية الشباب في الكثير من المواقف السابقة والقضايا المهمة فاليوم نرفع القبعة احتراما لكل مسئول ،ولكل من شارك في وضع حدٍ لهذا الانفلات الذي يمارسه بعض العاملين في الوسط الرياضي ، فالأمور زادت كثيرا عن حدِّها المنطقي إن كنا قد انتقدنا اتحاد الكرة ورعاية الشباب في الكثير من المواقف السابقة والقضايا المهمة فاليوم نرفع القبعة احتراما لكل مسئول ،ولكل من شارك في وضع حدٍ لهذا الانفلات الذي يمارسه بعض العاملين في الوسط الرياضي ، فالأمور زادت كثيرا عن حدِّها المنطقي ، وبعض الأشخاص أصرّوا على تجاوز الخطوط الحمراء والضرب في كل مكان دون التقيّد بالضوابط الأدبية والرسمية التي تغلِّف المجتمع السعودي، وقبل كلّ ذلك الأوامر العليا التي امر بها الوالد القائد .. عاهل البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- والتي حثت على اللُحمة الوطنية و نبذ التفرقة العنصرية والمناطقية مهما كان نوعها وصنفها . أعود لرئيس الوحدة السابق وأقول : نحمد ألله الذي خلص وسطنا الرياضي من أمثالكم، ونتمنى ان نتخلّص أيضا من نماذج مشابهة في كل منطقة ومدينة وقرية في هذه الأرض المباركة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وذلك حتى تصبح رياضتنا ( نظيفة فكريا ) من بعض المعتقدات النته التي أخّرتنا سنوات كثيرة للوراء .