ما بين طموح الاتفاقيين في تحقيق بطولة محلية بالموسم الرياضي الجاري ومواصلة منافستهم لتحقيق أحد المراكز الأربعة الأولى في سلم ترتيب دوري المحترفين السعودي من أجل المشاركة في بطولة كأس آسيا للاندية عمل كبير وارادة قوية واصرار على التنافس مع الآخرين لكسب الجولة وقلب الطاولة في وجوه أشد الخصوم وأكثرهم قوة وحضورا على المشهد الذهبي السعودي. والواقع الحالي الذي يعيشه فارس الدهناء وضعه على المحك الحقيقي (الميدان) يسلط الضوء على مشوار فارس الدهناء المقبل. استقرار إداري لعل ابرز ما ميز الفريق الاتفاقي في الموسم الرياضي الجاري ومهد طريقه لخوض موسم مقبول على اقل تقدير بالنسبة لجماهير فارس الدهناء هو الاستقرار الاداري الذي عاشه النادي منذ الفترات التي سبقت انطلاقة الموسم. فعلى صعيد ادارة النادي فان الهدوء الذي لازم عمل مجلس الادارة منذ البداية والارادة والتصميم الذي حمله المجلس برئاسة عبد العزيز الدوسري لاظهار فريق محترم للرأي العام جعل الفريق الاتفاقي مجموعة متناثرة من الورود الجميلة وهو ما جعل الفارس المغوار يظهر بصورة جدا مقبولة قياسا بالامكانيات المالية للنادي ما صنع فريقا رائعا يقوده مجموعة من النجوم المميزين . الإبقاء على مارين اختلفت آراء الاتفاقيين كثيرا على بقاء مدرب الفريق الروماني ايوان مارين من رحيله، حيث طالب الكثير من الجمهور الاتفاقي قبل بداية الموسم برحيل المدرب معتبرينه لا يجيد التعامل مع الفريق ولم يستطع في الموسم الماضي ترجمة جهود الكثير من النجوم ابرزهم صالح بشير الذي أصبح في تلك الفترة أسيرا لدكة البدلاء، فيما رأى الفريق الآخر من الجمهور الاتفاقي ان بقاء مارين على رأس الجهاز الفني فيه استقرار للفريق الاتفاقي الموسم الجاري، ويبدو ان المطالبين ببقاء مارين قد كسبوا الجولة حتى الآن على اقل تقدير قياسا بالنتائج الايجابية التي حققها الفريق في دوري المحترفين حتى الآن، وكذلك في مسابقة كأس ولي العهد ، وادارة النادي كان لها الدور الاكبر في اتخاذ القرار عندما اعلنت عن تحملها كل ما يحصل للفريق ايجابا او سلبا ولعلها نجحت حتى الآن في القرار الذي اتخذته بشأن المدرب وهو بلا شك ( حتى الآن ) يعتبرا قرارا ناجحا ما لم تتبدل الامور وتنعكس على الاتفاقيين في المراحل المقبلة من الدوري ومسابقة كأس ولي العهد خصوصا ان مشوار التحدي بين الفرق انطلق مع انطلاقة الجولة الثانية من الدوري. عناصر الخبرة سر الاستقرار ساهمت عناصر الخبرة في الفريق الاتفاقي في حدوث حالة كبيرة من الاستقرار الفني، حيث ان ما يقارب 80 بالمائة من صفوف لاعبي الفريق الاتفاقي يصنفون ضمن لاعبي الخبرة وفي مقدمتهم سياف البيشي وأحمد البحري وفهد المفرج وفايز السبيعي وجمعان الجمعان وصالح بشير ويوسف السالم، وكذلك العماني حسن مظفر واستطاع عنصر الخبرة ان يفرض وجوده على الخارطة الاتفاقية هذا الموسم بشكل منظم جدا وهو ايضا ما ساعد مدرب الفريق مارين على تنفيذ الكثير من الخطط في معظم المباريات. كما ان الامر الفارق مع الفريق الاتفاقي ان معظم لاعبي الفريق استشعروا حجم المسئولية وبات كل منهم يمثل قائدا على نفسه في المباريات التي خاضها الفريق ما ساهم في ظهور قدم الاتفاق بشكل جدا مميز حظي باشادة الكثير من المحللين والنقاد عبر شاشات القنوات الفضائية. واذا كان الكثير من الجماهير الرياضية يجهل دور عنصر الخبرة في كل فريق فان ما يحدث في الفريق الاتفاقي حاليا ما هو إلا ترجمة حقيقية للخبرة الرياضية، فحتى وإن كان لاعبي الفريق الاتفاقي بعيدين عن تشكيلة المنتخب السعودي وغائبين عن التمثيل الدولي والاحتكاك مع المنتخبات العربية والآسيوية فان مشوارهم الطويل مع الفريق سيكون مردوده على الفريق هذا الموسم على اقل تقدير . «أبرز ما ميز الفريق الاتفاقي في الموسم الرياضي الجاري ومهد طريقه لخوض موسم مقبول على اقل تقدير بالنسبة لجماهير فارس الدهناء هو الاستقرار الاداري الذي عاشه النادي منذ الفترات التي سبقت انطلاقة الموسم» الخطاب الإعلامي يقلل الاحتقان لعل ابرز واهم العوامل التي ساهمت في الهدوء الذي عاشه الفريق الاتفاقي في الموسم الجاري هو هدوء الخطاب الاعلامي لادارة النادي واتسامه بالرزانة ، والهدوء الاعلامي قلل كثيرا من الاحتقان الجماهيري في البيت الاتفاقي واحتقان المتعاطين معه في وسائل الاعلام المحلية ما ترتب على بناء علاقة جيدة جدا بين الادارة الاتفاقية ووسائل الاعلام. العزوف الجماهيري محيّر في ظل النتائج الايجابية التي يحققها الفريق الاتفاقي على صعيدي دوري المحترفين السعودي ومسابقة كأس ولي العهد لا يزال الجمهور الاتفاقي يسجل غيابا غير مقبول بتاتا عن المدرجات الاتفاقية وهو ما ترك الكثير من علامات الاستفهام على هذا الغياب الغريب، فاذا كانت النتائج ايجابية والفريق يواصل تقديم المستويات المميزة فما الذي يمنع من الحضور الجماهيري؟ وحتى في ظل اللوم والعتب الذي مارسه الرئيس الاتفاقي عبد العزيز الدوسري على جماهير ناديه بسبب العزوف الجماهيري فان الوضع لا يزال على ما هو عليه والامور لم تتحرك ولو خطوة للأمام وهذا مؤشر خطر جدا بالنسبة لمسيرة الفريق الاتفاقي في المنافسات المحلية. فالحضور الجماهيري عنصر مهم جدا في النتائج ورقم أكثر من صعب في الخارطة الاتفاقية وهو ما يجب ان تعيه الجماهير الاتفاقية جيدا إن ارادت ان يعود فريقها للبطولات واعتلاء منصات التتويج من جديد.