في آخر العام الدراسي وفي بعض المدارس ومن بعض الطلاب أو والديهم يتسابق الطلبة بإحضار هدية للمعلم عينية ربما تكون طعامًا فاخرًا أو درعًا ثمينًا أو مصحفًا أو كتابًا .. إلخ، وربما تفاخر الطلبة بهداياهم، أو تكلف والديهم، وتعرضوا لضغوط من أولادهم وفي وقت متأخر من الليل أو أن يخرج الأب من الدوام ليأتي بالهدية وقت الدوام وقبل الفسحة !! وقد يتعرض الطالب من بعض المعلمين للعتاب لأنه لم يأتِ بهدية كما أتى بها العام الماضي أو كما أتى بها زميله فلان وفلان، أو أن المعلم الفلاني أبلغ تأثره للطالب أنه لم يذق الكيك أو أنه كان غائبًا فيأتي الطالب بهدية أخرى وقد يزداد الضغط على الطالب إذا علم أن والده ميسور أو ممن يبيع شيئًا من الهدايا المعروفة من مطعوم أو مشروب أو مطلوب ! والأعجب من ذلك أن بعض البيوت هم الذين يلحون بإرسال الهدية، ويطلبون من السائق أو الطالب إن لم يكن الأب أن يسلم هذه الهدية شخصيًا وبيد المدير أو الوكيل أو المعلم الفلاني تحديدًا (وربما يكون من مدرسي المواد الصعبة أو من المتميزين والأعجب من ذلك أن بعض البيوت هم الذين يلحون بإرسال الهدية، ويطلبون من السائق أو الطالب إن لم يكن الأب أن يسلم هذه الهدية شخصيًا وبيد المدير أو الوكيل أو المعلم الفلاني تحديدًا (وربما يكون من مدرسي المواد الصعبة أو من المتميزين)، ويزداد العجب أن ترى بعض المعلمين يتسابق لأخذ نصيبه من الهدية بل ويحزن إذا فاتته الغنيمة كل هذه المناظر التي لا يسمح بها في البلاد المتقدمة لأمور لا تخفى على ذكاء القارئ العزيز قد غابت عن أذهان بعض المربين حيث بينها الشارع بنصوص كثيرة، منها ما بينها الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم عندما عاد أحد عماله على الصدقة فقال هذا مالكم، وهذا هدية أهديت إلي فقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقًا، والله لا يأخذ أحد منكم شيئًا بغير حقه إلا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة ... الحديث) ،، متفق عليه وقد يقول قائل هذا برضى الطرفين ومن باب تقارب القلوب وتحابها، ولكن تراضي الطرفين ليس مبررًا لجواز الفعل وإلا لأصبح الربا والزنا والخمور والمخدرات والبيوع المحرمة كلها حلال ,,كما أن الغاية لا تبرر الوسيلة فالوسيلة يجب أن تكون مشروعة حتى يصبح العمل صحيحًا. وإني في هذا السياق لا أقصد الحفلة التي يقيمها الطلاب فيما بينهم أو لأحد زملائهم الذي خرج من المستشفى مثلا, على أن لا يحاسب الطلاب الذين لم يحضروا شيئًا ولا يجبر أحد على أي شيء فيه كلفة ولو كانت صغيرة ولا يعاتب ولا يمدح المتكلف ولا يخص أحد من المعلمين أو الإداريين بشيء. وقفات: 1- عندما يقدر الطالب الذي يحضر هدية ويكرم ويعتنى به ويحتفى بوالده يتعلم الطلبة أن الهدية سبيل الوصول لما يريد بل وربما للتميز على الغير بدرجة أو بمراعاة فينشأ محبًا لهذا السلوك وقد تعلمه من والديه ومن مربيه !! 2- قد يتأثر الطالب الفقير أو اليتيم أو غير المقتدر أو من يتمسك والداه بالقيم الفاضله بعيدًا عن هذا التصرف فينشأ ناقمًا على والديه وعلى المجتمع ! 3- حبذا لو قام المديرون بالتعميم على المعلمين أولاً بعدم قبول أي هدية أو طلب خدمة من ولي الأمر . 4- الدعاء للمعلمين والإداريين والمسؤلين بشكل عام يعلم الطالب حفظ الود والمعروف ويبعده عن الحرام والشبهه ويشعر بأنه أدى شيئًا من الواجب تجاه من علمه . 5- مما ذكر لا نستغرب إذا قلنا أن الفساد ينتشر بين الناس بطريقة احترافيه وبوسائل غريبة وعجيبة بهدية ورشوة وخدمة ومصالح متبادلة.