تعكف شركة ابن خلدون التعليمية، على إرساء نظام جديد في مدارسها ومجمعاتها التعليمية، بعنوان: «المعلم المربي»، على أمل أن تتقدم في تنفيذه باحتراف ومهنية، تجعله قابلاً لأن تستفيد من تجربته مدارس حكومية وأهلية سعودية أخرى. ونظمت «ابن خلدون» حلقة نقاش موسعة بين قيادييها ومديري مدارسها، لمناقشة «مسودة المشروع» التي تنفرد «الحياة» بنشرها، قبل أن يتم إقراره النهائي من جانب الخبراء التربويين، الذين ما زالوا يحيطونه بمزيد من التنقيح والتعديل، فيما يتوقع أن يتم اعتماد العمل به جزئياً في بداية العام الدراسي المقبل. واستلهم القائمون على «ابن خلدون» من أمثال الدكتور عبدالعزيز الثنيان والدكتور خالد العواد والدكتور عبدالله المعيلي، فكرة البرنامج من تجارب تربوية ودولية إلى جانب النبع الثقافي الإسلامي والعربي، الذي لخّصوه في كون «العلماء هم ورثة الأنبياء، والمعلمون هم بناة الأمة وصناع المستقبل. وبناء الأجيال يبدأ بالمدارس ونهضة الأمة مرهونة بنهضة مدارسها، لكن كيف تتم النهضة وأين الطريق وكيف؟ إن دور المعلم المربي الذي تنشده مدارس ابن خلدون هو ذلك المعلم القدوة الذي يمضي الساعات الطوال مع هذا الطالب، يقلب معه صفحات عقله، يتعرف على ميوله، وهمومه، ورغباته، ومشكلاته، ويستطيع أن يرسم مسارات الطالب وفق طاقاته واستعداداته، ويسير معه إلى أن يصل إلى مآله الخاص به. فينقل دوره من ملقنٍ للمعارف إلى مربٍّ للملكات، موجهٍ للقدرات، معالج للمشكلات مراعٍ للطاقات والاهتمامات، فيكون هو المعلم، والمربي، والمرشد، والممثل بحق لمعنى المعلم المربي». ومن هذا المنطلق يقول الخبراء: «وبعد تأمل لدور المدرسة في حياة الطالب، رأت المدارس أن تعود بالمعلم إلى دوره الحقيقي، وتحمله هم التربية منها محكّاً رئيسياً في النظر إلى هذا المعلم أو ذاك، أملاً في الوصول إلى الأمة العظيمة، وتم اختيار اسم المعلم المربي، لأنه لا أفضل ولا أحسن ولا أصدق وصفاً من هذا الوصف، وهو دعوة للمعلمين، وتذكير دائم لهم بالإخلاص الذي هو أساس النجاح». فلسفة المشروع وتقوم فلسفة المشروع على تحديد الإطار العددي من الطلاب اللازم الاهتمام به، وتقسيمهم على المعلمين، بحيث يكون لدى: كل معلم طلاب لا يزيد عددهم على 15 طالباً، يرعاهم، ويوجههم، ويربيهم ويحل مشكلاتهم من بداية العام إلى نهايته ويصحبهم صحبة الأب والصديق وربما يستمر معهم في أعوام مقبلة. والهدف العام وراء ذلك هو «تحقيق أهداف المدرسة التربوية لبناء جيل الغد والوصول إلى مستوى أفضل في رعاية الطلاب وتوجيههم وتربيتهم داخل المدرسة وخارجها»، إلى جانب أهداف خاصة مثل «تمتين علاقة المعلم بالطالب داخل المدرسة وخارجها. وإيجاد علاقة تبادلية إيجابية بين المدرسة والبيت. وتفعيل أدوار المعلم التربوية داخل المدرسة. استهداف جميع الطلاب بالرعاية والاهتمام. إضافة إلى تحسين مستوى الطالب علمياً، وسلوكياً، وصحياً، ومهارياً. وتقليل المشكلات التربوية داخل المدرسة». وإذ يستهدف المشروع جميع الطلاب والطالبات، يشارك كذلك في تنفيذه المعلمون والوكلاء والمرشدون ورواد النشاط. «القدوة» هي العمود الفقري الصائغون لفلسفة البرنامج، بنوا قواعده، على سبعة أصول، أوضحوا معها آلية دقيقة لتنفيذ كل أصل. في ما يأتي نص تلك العناصر كما وضعوها. أولاً: لن ينجح المشروع ولن يتأثر الطلاب إلا بشرط مهم وهو القدوة فشعار المدارس: «القدوة – القدوة – القدوة». آلية التنفيذ: أن يستشعر المعلم أن هذا العمل مسؤولية ورسالة لبناء جيل الغد. - أن يستشعر المعلم أن هذا العمل هو طريق الانبياء والمصلحين. - أن يلتزم المعلم أن يكون قدوة لطلابه في مظهره الداخلي والخارجي في ملبسه وحديثه وأخلاقه وكل تصرفاته. - أن يكون المعلم قدوة في التزامه بالوقت واحترام الدقيقة الواحدة وأن يكون أول الحاضرين وآخر من يخرج من المدرسة. - أن يظهر المعلم للطلاب أنه حريص على أخلاقهم وعلى تحصيلهم العلمي وأنه كالأب لهم يقتدون به في كل شيء. - أن تكون تعليمات المعلم السلوكية غير مباشرة وإنما بالقدوة فهو أول المسارعين للصلاة وأول المساهمين في نظافة الفصل والمدرسة. وأول المتفاعلين في العمل التطوعي. - أن يحرص على احترام الطلاب وذلك بإشعارهم بكفاءته العلمية والثقافية وبحسن التعامل معهم. ثانياً: تمثيل دور ولي أمر الطالب داخل المدرسة آلية التنفيذ: التعرف على إمكانات الطالب وهمومه ومشكلاته ومستواه، بالاتصال به فردياً، وجماعياً، والجلوس معه. - ابْنِ علاقة محبة وعطف وحنان وثقة معه. - تحلّ بسعة الصدر، والتحمل لأخطائه ومشكلاته، واسعَ في حلها بالاتصال مع الأطراف ذات العلاقة. - ساعده في تحقيق رغباته المشروعة، ووجهه نحو الأحسن. - استمع إلى رأيه في بعض الأمور، وقدر وجهة نظره. - كن دائم السؤال عنه، وأشعره بمستواه أولاً بأول. - كوّن نشاطاً لأسبوعين، والتق فيه بالطالب مع مجموعته خارج المدرسة، أو داخلها. - اعمل له نشاطات موجهة خاصة به، من قراءة، ومسابقات، ورحلات داخل مجموعته وخارجها. ثالثاً: متابعة الطالب تعليمياً، ومدى مشاركته في الفعاليات داخل الصف ومعرفه جوانب الضعف والقوة لديه في كل مادة على حدة. آلية التنفيذ: استفسر من المعلمين عن مستوى الطالب. - اسأل الطالب نفسه عن مستواه. - اطلع على سجل متابعة المعلمين له ونتائج اختباراته. - اطلع بين الحين والآخر على سجلاته وكتبه. - رَغّبْه في المشاركة في التقوية أو البرامج المصاحبة التي تقيمها المدارس بحسب الحاجة. - اقتراح برامج بالتعاون مع المعلمين والمرشد الطلابي لمعاجلة الضعف لديه. - زره في فصله لمشاهدة فعالياته داخل الصف. رابعاًً: رعاية الطالب المتأخر والمتفوق، والموهوب، وتحفيزه للمزيد. آلية التنفيذ: اتصل به فردياً وأظهر الاهتمام به. - أشِدْ به باستمرار، من خلال البرنامج الصباحي، وصحف المدرسة والمتاح من الوسائل والأساليب الأخرى. - نسق مع المرشد الطلابي، ووكيل المدرسة، ومديرها لإبراز تفوقه وموهبته أمام الآخرين. - أشعر ولي الأمر بوضع ابنه للاشتراك معه في الرعاية. - وضع البرنامج المناسب للرقي بالطالب المتأخر والموهوب أو المتفوق، بالتنسيق مع مجموعات أخرى. - اكتب للإدارة العامة للمدارس بتوفير الجوائز والحوافز اللازمة. خامساً: ادفع الطالب نحو الاستفادة من برامج المدرسة، ونشاطاتها والتفاعل معها. آلية التنفيذ: أظهر الصورة الحسنة للمدرسة في نفسه، وغذِّ الحماسة لديه للانتماء للمدرسة وبرامجها. - أوجد قناعة لديه ولدى ولي أمره بأهمية هذه البرامج وفائدتها له. - نسق مع رائد النشاط ليشترك في النشاطات المختلفة. - بادر بتسجيله في برامج المدرسة ونشاطاتها، وبخاصة البرامج البنائية والإثرائية وارصد أثرها فيه. - ضع حوافز لاشتراكه في البرامج والنشاطات، وكرمه أمام زملائه ومعلميه. - كلف البارزين من الطلاب إلقاء الدرس، وقيادة برامج النشاط، ليقتدي بهم غيرهم. - اتصل بولي أمره، وأشعره بمدى فاعلية ابنه في المدرسة، وأشركه في تعزيز جوانب القوة ومعالجة جوانب الضعف. سادساً: التنسيق مع إدارة المدرسة في ما يتعلق بحقوق الطالب وواجباته. آلية التنفيذ: تعريف الطلب بحقوقه العامة، وفي المدرسة خاصة. - تعريف الطالب بواجباته تجاه مدرسته، ومعلميه. - تعريف الطالب بما يترتب على مخالفة أداء الواجبات والتقصير فيها. سابعاً: التعرف على سلوك الطالب وحالته النفسية، والاجتماعية، والصحية، والمساهمة في تقديم الحلول المناسبة لمشكلاته. آلية التنفيذ: تعرف على حالة الطالب عامة بالاطلاع على ملفه وما دُوِّن فيه من ملحوظات. - راقب سلوكه، صنفه، ليسهل التعامل معه. - اجلس مع ولي أمره، وخذ المزيد من المعلومات عن حالته الصحية والنفسية والاجتماعية، وكيف تتعامل معها. - انقل ما يحتاج إلى معالجة تخصصية إلى المرشد الطلابي، وتعاون معه في تقديم الحلول المناسبة لحالته. - استفد من برامج المدرسة ونشاطاتها في علاج مشكلات الطلاب النفسية والاجتماعية. - نسق مع المعلمين ذوي التأثير الجيد للإسهام في تقديم الحلول المناسبة. ثامناً: ضبط علاقة الطالب بصورة إيجابية بالهيئة الإدارية بالمدرسة، والمعلمين، وزملائه الطلاب. آلية التنفيذ: أظهر الصورة الحسنة للعاملين في المدرسة أمامه. - انقل همومه ورغباته لمدير المدرسة. - رتِّب لقاء فردياً أو جماعياً بمدير المدرسة ووكيلها. - ناقش مشكلاته مع المعلمين الآخرين، وأوجد الحلول المناسبة لها. - وجهه لاختيار القرناء الصالحين، والبعد عن قرناء السوء، وبين أثر كل منهما فيه.