هم الرجال الذين يؤثرون في كل ما حولهم، هم الرجال الذين يمتلكون عزائم الجبال، هم الرجال الذين تقف هاماتهم شامخة فلا تؤثر فيهم الرياح، هم الرجال الذين يرسلون طاقاتهم ليتأثر بها كل من حولهم، فتراهم في بناء وبناء وبناء لا يعرفون الكلل ولا الملل، وأنتم منهم يا معالي الشيخ عبد الرحمن أبا الخيل، حق لنا أن نفخر برجال مثلك وحق للمجتمع أن يحتفي برجاله المخلصين العاملين ليل نهار على بناء طود هذا الوطن الشامخ بكل أركانه. نقف هذا اليوم لنطل على كتاب ضم بين صفحاته سيرة رجل دولة من الطراز الأول، كتاب يمثل عتبة نقف فيها على من هندسوا لبناء هذا الوطن الغالي؛ ليكون أنموذجاً نفخر به أمام الجميع، ويكون قدوة للجيل الحالي يتعرف على رجاله الصادقين المخلصين . هو كتاب من تأليف الدكتور عبد الرحمن بن صالح الشبيلي، جاء في صفحات من القطع المتوسط، وبلغ عدد صفحاته مئة وستين صفحة، يقول مؤلف الكتاب في مقدمته : «تتحدث هذه الصفحات عن شخصية وطنية عامة، يجعلها العارف بسيرته ضمن شخصيات معاصرة لها تاريخ وليس عليها أضواء، وهو نسيج من خبرات تراكمت في مجال التعليم والإدارة والدبلوماسية والعمل الاجتماعي، ثم تلتها تجربة ثرية في مجلس الشورى». سرد الدكتور عبد العزيز الخويطر في مقدمة الكتاب ذكرياته عن المحتفى به مبيناً كيف كان ذا حزم وجدية أيام دراسته في مصر لدرجة أنه يختار شريكه في الغرفة ممن عرف بجديته في الدراسة، بعد ذلك عرج الكتاب عن أسرة وسيرة أبا الخيل متحدثاً عن ولادته ومكان معيشته، ومحاولة والده اجتذابه للإقامة معه في البصرة، حيث ألحقه بمدرسة النجاة الأهلية الشهيرة في الزبير، إلا أنه عاد لوالدته بعد ثلاث سنوات. ثم التحق بوزارة الخارجية فعمل في السفارة السعودية بالقاهرة ثم ببيروت ثم مديراً عاماً لوزارة المالية، ثم عضواً منتدباً لشركة الاسمنت العربية، ثم مديراً عاماً لوزارة المالية، ثم سفيراً للمملكة في مصر، ثم مديراً عاماً لمؤسسة المدينة الصحافية، ثم عضواً لمجلس الشورى، وكان دقيقاً في رعايته لكل أفراد الأسرة بشكل يدعو للعجب. ورجل كأبي أيمن يصنف مع هذه الخبرات المتراكمة على أنه من الرجال ذوي الفكر المتجدد والمستنير، تجده يتفاعل مع كل ما ينهض بالمجتمع. بعدها تحدث المؤلف عن المعلم الأول لأبي الخيل وهو الأستاذ صالح الصالح، الذي رافقه منذ أيام دراسته الأولى حتى عاد ليُدَرِّس معه في نفس المدرسة ليجتمع المعلم والتلميذ في نفس المكان. ثم يتحدث عن اللبنة الأساس التي بنت هذا الطود ألا وهي مدرسة النجاة بالزبير، بعدها يعقد مقارنة لعلاقة أبا الخيل مع مدينة جدة في الماضي والحاضر، كما يتطرق لعلاقة المحتفى به مع مصر الذي وصفه بالبعد الثاني، ثم يتحدث عن الدبلوماسية المبكرة، وعن عمله في الوزارات التي تعاقب عليها، وعن سبب نجاحه بعد الله، وعن عودته للدبلوماسية، وعن تجربته في مجلس الشورى، وعن تقسيمه للوقت، وعن خوضه لغمار الأعمال، وعن قراءاته ونقده وقرضه للشعر. واختتم الكتاب بست كلمات في حق الشيخ أبا الخيل لرجال على صلة به، كما ضمنه أربعين صورة شخصية ووثائق ذات صلة بالمسيرة الحافلة لمراحل حياة الشيخ أبا الخيل.