تأتي التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بمصطلحات لتعبر عن مكنون هذا التحول. وكما ظهر في عهد الهجوم الانجلو - امريكي على العراق عام 2003 مصطلح «العلوج» الذي واجهنا به وزير الاعلام العراقي الفكاهي الصحاف ليعبر عن دناءة المهاجمين وعظمة المدافعين. وهكذا طغى مع الاحداث المصرية الاخيرة المصطلح الشعبي (بلطجي، بلاطجة، بلطجة) . وقد ظن بادئ الامر ان النظام يستخدم سلاحا سريا بوليسيا وتبين بعد إعادة توظيف المجرمين في الشرطة المصرية لما يمتلكون من خبرة معتبرة وجرأة في إرهاب الابرياء العزل. وقد كفتنا الاستاذة اعتدال الذكر الله البحث عن معنى بلطجة حيث شرحت جذرها في مقالها في «اليوم» عدد الخميس 7 ربيع الاول. البلطجة كما يبدو تخصص جديد وحقل من حقول المعرفة الواعدة في عالمنا المتحول. وكما يبدو ان الانظمة السياسية الشمولية قادرة ومن قال خلاف ذلك على فتح آفاق وظيفية جديدة ، فالبلطجة في الشارع أثبتت فعاليتها وللبلطجة في اروقة السياسة ودهاليزها اعظم الاثر. فكم من البلاطجة الانيقين الذين يتكلمون مع الاعلام بنعومة استغلوا السلطة ليبنوا ببلطجتهم الثروة الشخصية الضخمة ببناء امبراطوريات واسعة من العقار والاملاك والنفوذ. هذا على حجم الصغار من البلاطجة فما بالك بالدول البلطجية التي تذل الشعوب المستضعفة وتمطرها بالقتل والحرمان كإسرائيل. الحقيقة لابد ان نشكر اللهجة المصرية على هذا التعبير فهو بحق إشارة معبرة للنفوذ المسلح بالسطوة والقسوة والإذلال. وبما ان للبلطجة حضورا يبدأ من الشارع ويمتد الى مستوى رجالات مندسة في النظام السياسي وحتى الى مستوى دول كأسرائيل، البلاطجة الانيقون الذين يتكلمون مع الاعلام بنعومة استغلوا السلطة ليبنوا ببلطجتهم الثروة الشخصية الضخمة ببناء امبراطوريات واسعة من العقار والاملاك والنفوذ. هذا على حجم الصغار من البلاطجة فما بالك بالدول البلطجية التي تذل الشعوب المستضعفةاضحى من الضروري التفكير الجاد في البحث عن سلاح مضاد للبلطجة بتدريب كفاءات مضادة للبلاطجة، فلكل ضد لابد من مستضد. فالشركات الكبرى تحمي شبكتها الالكترونية باختبار برامج الحماية بتوظيف المحترفين لاستخدام ما في جعبتهم من الحيل والمكر في اختراق الشبكة وذلك لتحصينها من الثغرات. وهكذا الحال فالسلاح المضاد للبلطجة له اهميته كتخصص تحتاج الجامعات ان تتبناه وتدريسه فهو ضروري كاستجابة لما اراده الشاعر: تعلمت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر يقع فيه وهكذا تعم المنفعة من حراك الشعب المصري بظهور هذا التخصص المهم، فهو بشرى سارة نزفها لمن يرغب للتخصص في هذا الحقل الواعد بمخصصات وظيفية واعدة وثواب جزيل .