غزة، لندن - «الحياة»، ا ف ب - استهجنت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية قرار عدد من الخطوط الجوية الأوروبية إلغاء حجوزات سفر أعداد من المتضامنين المشاركين في حملة «مرحباً بكم في فلسطين» التي ستنطلق اليوم، واعتبرته «استجابة لضغوط الاحتلال الاسرائيلي». وكانت شركتا سفر بريطانية وألمانية ألغتا حجوزات عدد المسافرين بطلب من اسرائيل. وعبرت الشبكة عن إشادتها وتقديرها الكبيرين لهؤلاء المتضامنين «الابطال الذين يصرون، رغم حملة التحريض والتهديد التي اطلقتها سلطات الاحتلال، على الوصول الى فلسطينالمحتلة لكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الاسرائيلي الذي يمارس أسوأ أنواع العدوان والظلم والتمييز العنصري في حق أبناء شعبنا». ولفتت الى أن هؤلاء المتضامنين الذين سينطلقون من عدد من المطارات من اوروبا وكندا والولايات المتحدة وغيرها ينظمون «حملة سلمية مدنية تضامنية ستبدأ غداً (الاحد) وتستمر اسبوعاً في اطار النضال السلمي الشعبي العالمي من اجل نصرة شعبنا ودعم قضيته العادلة هدفها الوصول الى الارض الفلسطينيةالمحتله للتضامن مع أهلها الذين يتعرضون يومياً الى انتهاكات منظمة من الاحتلال الاسرائيلي بعدما فشل المجتمع الدولي الرسمي في وضع حد لهذه الانتهاكات والاعتداءات». وطالبت الشبكة المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والانسانية ب «التدخل الفوري من أجل توفير الحماية ودعم المتضامنين، خصوصاً في ظل ما أعلنه الاحتلال من استعدادات وخطط امنية لمواجهتهم، والاستمرار في فرض الحصار والعزلة على شعبنا». وكانت شركة «غيت 2 دوت كوم» الجوية البريطانية أعلنت امس انه بسبب معارضة السلطات الاسرائيلية، ألغت تذاكر سفر العديد من الركاب المتوجهين الى تجمع في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. ولم توضح عدد الركاب المعنيين، لكن صحيفة «غارديان» البريطانية أفادت ان ثلاث نساء تلقيْن رسالة إلكترونية من الشركة الجوية تبلغهن ان تذكرة الاقلاع من مانشستر (شمال غرب انكلترا) في اتجاه تل ابيب أُلغيت ولن تعوّض. واوضحت الشركة ذات الاسعار المخفضة في بيان ان «القانون ينص على ضرورة ان توفر غيت 2 دوت كوم مسبقاً الى اجهزة الهجرة المعنية معلومات عن الركاب الذين يغادرون المملكة المتحدة». واضافت: «بعد تقديم تلك المعلومات، ابلغت السلطات الاسرائيلية غيت 2 دوت كوم انها لن تسمح لبعض الركاب المسجلين على الرحلة الرقم ال. اس 907 بدخول اسرائيل». وتابعت: «اذا سمحنا لهم بالسفر، فإننا سنكون مسؤولين عن عودتهم فوراً الى المملكة المتحدة، ونظرا الى موقف السلطات الاسرائيلية، لم نقبل ان يسافروا على تلك الرحلة» المقررة الاحد. كما اعلنت شركة «اير فرانس» امس الغاء تذاكر ناشطين مشاركين في الحملة، وقالت ناطقة باسم الشركة: «في اطار معاهدة شيكاغو، ترفض اير فرانس نقل اي راكب غير مرحب به في اسرائيل»، موضحة ان اسرائيل قدمت لها قائمة بأسماء الركاب. لكن الشركة رفضت كشف عدد الركاب المعنيين. وكانت شركة «لوفتهانزا» الجوية الالمانية ألغت ايضا تذاكر سفر عشرات الناشطين المتضامنين مع الفلسطينيين والمشاركين في فعاليات «مرحباً بكم في فلسطين». واعلن المنظمون في بيان ان «عشرات الركاب الذين اشتروا تذكرة سفر الى تل ابيب الاحد 15 نيسان (ابريل) تبلغوا الخميس من شركة «لوفتهانزا» الجوية ان حجزهم أُلغي بأمر من اسرائيل». وهذه المرة الثالثة التي يُدعى فيها متضامنون أوروبيون وأميركيون الى القدوم الى فلسطين عبر مطار بن غوريون في اطار حملة «مرحباً بكم في فلسطين»، والتي جاءت بعد تسيير رحلات بحرية الى غزة لكسر الحصار الاسرائيلي المحكم المفروض عليها. وتشمل فعاليات الحملة التي يشارك فيها 1500 ناشط، بينهم 500 الى 600 فرنسي، التوجه الى بيت لحم في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة لتدشين مدرسة دولية. وقالت المتضامنة الفرنسية سولا تريغوانا التي تعرضت الى تهديد اسرائيلي، إنها مصممة على الذهاب الى فلسطين، ودعت كل «ضمير حر» الى المشاركة في «رحلة الحرية» لنطالب ب «السلام للشعب الفلسطيني الذي يستحق العدالة والحرية من دون حواجز أو جدران أو احتلال». وقالت: «لن نسكت أو ننام بعد اليوم ما دامت اسرائيل تمارس العذاب والانتقام من اطفال ونساء وشيوخ ومسنين كل جريمتهم انهم يريدون حياة الحرية». ونشرت تريغوانا هذه الرسالة عبر صفحتها على «فايسبوك» و «تويتر»، ووزعتها عبر جهازها الخليوي والبريد الالكتروني، وقالت: «لن نتراجع عن خطوتنا وقرارنا، نحن لسنا اعداء لاسرائيل أو السامية، إنما أعداء للظلم والموت والحصار والكراهية التي يجسدها الاحتلال».