قدمت فرقة إبداع مسرحيتها «المهرج والشيطان» إخراج أحمد النمر وتأليف العراقي عمار نعمة، ورغم بساطة فكرة العرض التي تحدثت عن أمنيات البسطاء مثل المهرج الذي أحب «سليمة» لكن أمام سطوة الأب ووسوسة الشيطان وفقدان التفكير العميق لدى المهرج يقع في عدة مشاكل ومواقف حتى كاد في لحظة من اللحظات يستغني عن أغلى ما يملك «الروح» قبل ان يأخذ القرار الواقعي والمنطقي بالعودة الى لغة العقل، فقرر ان يستعيد حبيبته «سليمة» بطريقة سهلة بعيدا عن سلطة الأب وتخريف الشيطان والنفس الضعيفة. مخرج العمل لم يقع في فخ مؤلف النص فكانت له رؤيته الخاصة في النص، وحاول تكييف النص وافراد العمل كما يريد هو وليس كما يريد كاتب النص، وقد اعترف المخرج النمر بأن الكاتب العراقي يتميز بالعمق وان النص يتحمل أكثر من رؤية حسب اطلاعه على المسرح العراقي والعلاقة التي تربطه بالكاتب عمار نعمة. كان الأداء جيدا، لكن كان يمكن للممارسة أكثر وقراءة النص بتكرار ان يعطي صورة قوىة للمتلقي خاصة في استغلال الحركات الجسدية، وكذلك الاستفادة من مساحات المسرح في الكشف عن قدراتهم التي بالتأكيد هم يمتلكون منها الكثير . تميز العرض بوجود الموسيقى الحية وربما في بعض الأحيان لم تكن مناسبة مع الحوار الذي لم يكن مسموعا في بعض الأحيان حتى مع محاولة بعض الممثلين الصراخ ورفع الصوت، فيما كانت الاضاءة جيدة، لكن في بعض الأحيان تكون في مكان غير مناسب. الندوة التطبيقية بدأت الجلسة التطبيقية بإدارة الكاتب فاضل التركي وحضور المخرج المسرحي أحمد النمر والناقد الذي قدم الرؤية النقدية المسرحي الغوينم الذي قال : لم يكن هناك تسلسل درامي في النص. كانت الأحداث سريعة وكان من الأفضل حضور الخادم أو صاحب توصيل الطلبات من بداية العرض حتى تأتي المفاجأة في العرض، وتعتبر النهاية من النهايات المبتورة في العروض المسرحية، ولربما هو ما جعل المخرج يتمرد في الكثير من المشاهد، ويحسب للمخرج أنه استطاع الخروج من الفخ الذي وضعه كاتب النص، ورغم أن النص بحاجة لوقفات حتى يخرج بشكل أجمل خاصة اذا تجنب المخرج قضية التشتت في بعض المشاهد والإضاءة التي كانت تركز على شخصيات لا تقوم بأي دور في العرض. الحوارات أحيانا مليئة بالصراخ حتى أن بعضهم أصاب الجمهور بالإرباك خاصة في جانب الإسراف الحركي لدى الممثلين ما أضاع جماليات العمل في بعض المشاهد. المداخلات التي تلت الرؤية النقدية أكدت أن البطولة في العمل كانت للمجاميع، إذ تمكن المخرج من التصرف في حركتهم وحوارهم بشكل جيد ومتمكن، خاصة أن جهد الممثلين كان واضحا في العرض، فيما أكد مخرج العمل أحمد النمر أن الإضاءة إحدى القضايا المثارة في المهرجان وهي مسئولية القائمين على المهرجان. وفي رده على الناقد الغوينم قال النمر : إنه مقتنع تماما بالرؤية المسرحية وبالشباب الذين كانوا معه، وقد بذلوا جهدا كبيرا حتى وصلوا للعرض الاخير، وكنت أتمنى أن نتسلم المسرح قبل وقت أكبر حتى يكون الاستعداد للعرض أفضل وأجمل، وشكر الجميع خاصة المسئولين في الجمعية لمنحهم الفرصة للمشاركة.