شاركت ورشة مسرح الطائف؛ في مهرجان الدمام للعروض القصيرة، بعرض: (شدت القافلة) للكاتب فهد ردة الحارثي والمخرج مساعد الزهراني. العرض الذي قدمه مجموعة من الشباب تضمن أجواء فلكلورية قائمة على توليد حكاية مسرحية مستنطقة من كلمات غنائية شعبية راقصة على إيقاع الخبيتي الشهير وهو: (شدت القافلة وشد خلي معاهم). وتقوم أحداث المسرحية المكثفة على «حدوتة» بسيطة تتحدث عن شاب يرفض الذهاب للشمال، حيث النجاة من الجفاف القحط؛ بسبب وجود حبيبته (صالحة) إلا أنه بعد عودته من رحلة قصيرة، يفاجأ بأنها رحلت مع القافلة التي شدت الرحال إلى الشمال. وإذا كان المخرج قدم نصه القائم على إنطاق النص الفلكلوري، فإن المخرج أدخل لوناً شعبياً آخر هو لون (المجرور) الطائفي، الصعب الأداء حسب المخرج الذي أشار في الندوة التطبيقية، إلى أن هذه التجربة «محاولة لمسرحة الفنون الشعبية»، عبر الاعتماد على الجيل الجديد في مسرح الطائف والذي قدم عرضاً يناسب إلى حد كبير طبيعة مهرجان مسرح الدمام المعتمد في مجمله على العروض الشبابية. من جهته أشار المسرحي علي الغوينم أن مسرحية «شدت القافلة» هي صراع بين الحياة والرحيل إلى الشمال أو البقاء والموت في الأرض الجدباء، مؤولاً دلالة الحبيبة إلى الحبيبة الأكبر وهي الأم، الأرض. وتمنى الغوينم على المخرج الزهراني لو أنه وضّح بشكل أكبر شخصية المجنون (عبدالعزيز الحارثي) والتي مرت بشكل كوميدي. مضيفاً: ربما كان هو المتنبئ في المسرحية. كما عرضت في ذات الليلة مسرحية المونودراما (النائمون) من إخراج وتأليف علي آل غزوي وبطولة معتز العبدالله. العرض الذي جاء استفزازياً على مستوى انتهاك «التابو»، يصور حالة رجل يعاني من الأرق، ولا يستطيع النوم على سريره الوثير. وقد اعتمد النص على السرد الطويل المتكئ على الفكرة دون وجود حبكة مسرحية محددة؛ ربما لأن هذا النوع من المسرح قائم على السرد «الحكائي» بشكل أكبر. غير أن مشكلة تعثر وصول الصوت أثرت بشكل كبير على فهم حوار الشخصية البطلة. ومع ذلك فإن النجم عبد المحسن النمر أبدى سعادته لوجوده مع الجمهور وهو يعقب على العرض في الندوة التطبيقية، متمنياً لو أنه كان محلقاً على خشبة المسرح محل معتز العبدالله. مشيراً إلى أن النص يبحث في مسألة مهمة وهي الانتماء للوطن. مشيداً بأداء الممثل معتز العبدالله لهذا الدور. ومن جهته اعترف المخرج علي آل غزوي أنه عندما كتب نص «النائمون» المسرحي كان يتخيل الفنان عبدالمحسن النمر هو من سيؤدي هذا الدور. وحول مسألة الاستفزاز أشار مخرج العرض إلى أنه «يجوز للمخرج ما لا يجوز لغيره» مؤكداً أن المسرح يتطلب التمرد. موضحاً أن ما يعنيه «النائمون» هم الجمهور؛ وهو الأمر الذي لم يصل للجمهور بما يكفي، حسب بعض مشاهدي العرض، ربما لأن النص احتاج إلى مخرج أكثر تمكناً وخبرة، للتعبير عن مضمون النص. عبدالمحسن النمر متحدثاً أثناء الندوة التطبيقية من مسرحية «شدت القافلة» من مسرحية «النائمون»