على هامش مهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة قدمت فرقة نادي المسرح التابعة لجامعة الملك سعود مسرحيته المعنونة « مجلس العدل «من تأليف الكاتب الكبير توفيق الحكيم ، إخراج عايض البقمي وتمثيل: شجاع نشاط، غياث الشوا، عبد العزيز المحيميد، عبد الرحمن الدوخي، بندر الزايد، فيصل الحلو، محمد الخلفية، زيد السهلي، مالك الخويطر، محمد المدني، صالح الدبيخي. تدور فكرة العرض حول انقلاب كرسي العدل للظلم واستغلال المنصب على حساب القيم والمبادئ وظلم عامة الناس وتحويل الباطل إلى حق كان.. العامل الرئيسي في العمل هو الحركة الجماعية للممثلين والتي من خلالها يبدو مدى التعاون بين المخرج عائض البقمي وبين مجموعة الممثلين في اتقان الأدوار الجماعية مما جعل التميز للجميع دون تمييز شخص على حساب شخص ولو أن هناك دور القاضي والفران بدت كأدوار رئيسية ولكن لم يمنع ذلك من أن كل عوامل المسرح كانت أبطال في العمل. اتسم العرض والذي كان مقبولا لدى الجمهور باللغة البسيطة ووجود بعض الحركات الكوميدية وكذلك الجمل التي أثارت الضحك لدى الجمهور،وربما يعود ذلك للغة البسيطة دون تعقيد أو فلسفة مقحمة وكان ذلك متناسقا ومناسبا مع الإضاءة والموسيقى وخاصة في الانتقال من مشهد إلى آخر وكانت النهاية متوقعة وهي انتصار الناس على الظلم ووضع كرسي العدل بالطريقة الصحيحة كطريق لأخذ حقوق البشر وليس العكس، وبذل المخرج جهدا في محاولة إبراز بعض القضايا في العرض تتناغم والوضع العربي الراهن. ، و الشيء الوحيد الذي كان واضحا هو المؤامرة من بداية العرض في الاتفاق ما بين الفران والقاضي ولو بدأ المخرج من مشهد دخول عامة الناس لرفع قضية على الفران ومن ثم في النهاية يفتضح أمرهم لكانت مفاجأة للجمهور،الديكور كان جيدا إلى حد والعمل في مجمله مقبول. الندوة التطبيقية: جاءت الجلسة التطبيقية بإدارة القاص فاضل عمران وبمشاركة المخرج المسرحي عايض البقمي والناقد المسرحي عبد الله السويد الذي تحدث قائلاً : لكم تمنيت من المخرج أن يبدأ العرض بمشهد المجموعة لتقديم شكوى على الفران قبل حدوث المفاجأة للجمهور بوجود اتفاق ومؤامرة ما بين القاضي والفران وهي رؤية خاصة ويبقى الاختيار للمخرج ..العرض أستطاع أن يربط العمل بالواقع المعاش في عالمنا العربي وخاصة في حالات الإسقاط لقضايا المجتمع بجميع الجوانب المادية والمعنوية والاقتصادية وحالة الظلم التي غطت على العدالة القانونية والإنسانية مما تسبب بكسور ميزان العدالة . ويضيف السويد: مجموعة الممثلين يحسب لها التناغم في العملية المسرحية وأداء الأدوار بتميز خاصة وإن كان البعض يحتاج إلى جهد وقدرة جسدية كما برز العمل الجماعي وهو أحد أدوات نجاح العرض، فلم يكن هناك أستئثار لممثل معين لأن الجميع كانوا بحالة جيدة وهو ما أعطى العرض بعدا جماليا وخاصة للعمل والحركة الجماعية على خشبة المسرح . وعن الإضاءة يرى السويد أن الاستخدام الكبير للون الأحمر لم يكن جيدا تماما حيث كان بالإمكان التصرف بشكل أفضل ومقنع في موضوع الإضاءة ، كان هناك متعة رائعة تجعلك تبكي وتضحك في نفس الوقت وكأن الجراح التي فينا تضحك وتبكي في عالم أصبح فيه كرسي العدالة مقلوبا رأس على عقب. بعد ذلك جاء دور مداخلات الجمهور فتحدث الفنان إبراهيم جبر مشيدا بالعرض وجامعة الملك سعود التي دأبت على التميز في تخريج مجموعة من المسرحيين والنجوم ، فيما أكد المخرج عايض البقمي أن التجريب يمكن أن يقدم عبر نصوص كلاسيكية من خلال نص مؤلف متمكن وبالإمكان أن يضع المخرج رؤيته وأفكاره، بالإضافة إلى أن الإضاءة في العرض كانت موفقة جدا أعطت العرض إضافة جمالية مميزة . و يرى يوسف شغري أن نجاح المسرحية يدل على حجم العمل المبذول فلم نجد خللا واضحا في العرض وخاصة للعمل الجماعي وهذا يؤكد على العلاقة ما بين المخرج والمجموعة. فيما اختلف المسرحي مسبح المسبح مع الآخرين بكون النص افتقد لعنصر المفاجأة وأن حالة التعري للفران والقاضي كانت مباشرة افتقدت للجمالية في العرض . بعد ذلك أعرب مخرج العرض عايض البقمي عن سعادته بوجوده في المهرجان لأنه حضر للإستماع وإعطاء بعض الآراء والأفكار والنقد ليستفاد منها في الأعمال القادمة. ويتابع البقمي : أنا سعيد بالتعامل مع المجموعة التي هي مبدعة في العمل المسرحي والجانب الدراسي والإنساني .