تأزم الوضع السياسي في مصر استمراراً للعبة عض الأصابع الجارية بين القوى السياسية وعلى رأسها مجلس الشعب والمجلس العسكري الحاكم. إذ بعد ماراثون طويل وعصيب من المناقشات استمر اسبوعاً، وافق مجلس الشعب بصفة نهائية فى جلسته المسائية، الخميس، على مشروع قانون العزل السياسي الذي يمنع رموز النظام السابق من الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية. وبعد سبع ساعات من الجدل، أقر المجلس القانون بعد اقتراحات كثيرة تقدم بها نواب حزبي الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي وطالبت بتوسيع دائرة المحرومين سياسيا من الترشح للانتخابات ووصل الحال لحرمان زوجات قيادات الحزب الوطنى السابقين. وطالب نواب بالتوسع فى التطهير حتى لا يترك أثرا للفساد واقترحوا إضافة المساعدين السياسيين والاقتصاديين للرئيس أو نائب رئيس الوزراء ونواب ومساعدي الوزراء. كذلك حرمان الوزراء ومساعدي الوزراء وأمناء المحافظات من الحزب الوطني المنحل وعضوا في أمن الدولة ومديري الأمن فى المحافظات من الترشح للرئاسة. ووصل الأمر بأعضاء لاعتبار الحزب الوطني مثل الحزب النازي الألماني وطالبوا بحرمان كل من عمل بالحزب الوطني لمدة 30 عاما على الأقل.. لينتهي الجدل بالاتفاق على صيغة "تقف مباشرة الحقوق السياسية بالنسبة للأشخاص الآتي ذكرهم: كل من عمل خلال العشر سنوات السابقة على 11 فبراير 2011 رئيسا للجمهورية أو نائبا لرئيس الجمهورية أو رئيسا للوزراء أو رئيسا للحزب الوطني الديمقراطي المنحل أو أمينا عاما له أو كان عضوا بمكتبه السياسي أو أمانته العامة لمدة عشر سنوات ابتداء من التاريخ المشار اليه ." وهكذا تم استثناء أعضاء أمانة السياسات.. وبالتالي عمرو موسى، ليكون الاستبعاد عملياً من نصيب نائب الرئيس السابق عمر سليمان ورئيس وزرائه أحمد شفيق. عودة المليونيات ميدانياً، وفي عودة لمشاهد المليوينات التى غابت عن ميدان التحرير منذ فترة طويلة قام المتظاهرون المحتشدون بالميدان للمشاركة في مليونية "حماية الثورة" الجمعة باغلاق كافة الطرق والمداخل المؤدية اليه قبيل الصلاة. ووصلت مسيرات ضخمة تضم مئات الآلاف من المواطنين من مختلف أحياء مصر إلى ميدان التحرير لتشكل مليونية جديدة لم تشهدها مصر منذ أيام الثورة للمشاركة في جمعة "حماية الثورة" ، حيث يقترب العدد في الميدان وما حوله من مليون ونصف المليون مواطن، وكانت أكبر المسيرات قادمة من مسجد الفتح في شارع رمسيس ومسجد السيدة زينب ومسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وسط هتافات حماسية تندد بترشح فلول نظام مبارك وإعادة تصديرهم للمشهد السياسي من جديد. وكان ميدان التحرير قد شهد منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة توافد الوفود من اتجاه كوبري قصر النيل وناحية شارع رمسيس وميدان عبد المنعم رياض ومناطق وسط المدينة للمشاركة في المليونية التي دعا إليها عدد كبير من الأحزاب والقوى السياسية وفي مقدمتها حزب الحرية والعدالة وحزب النور وحزب الوسط وحزب الأصالة وحزب العمل الجديد والجبهة السلفية وغيرهم. وانتشرت اللجان الشعبية المتكونة من الشباب والفتيات على جميع مداخل الميدان للاطلاع على هويات الوافدين وتفتيشهم لضمان عدم اندساس أى عناصر مخربة أو بلطجية بين صفوف المتظاهرين. ووسط حالة من الشلل المروري، تجمع معظم المتظاهرين أسفل المنصة التى تم نصبها بجوار مبنى الجامعة الأمريكية والتابعة للاخوان المسلمين وكذلك أمام منصة المرشح الرئاسي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل والتي نصبت أمام مبنى مجمع التحرير. وقام المتظاهرون بتعليق لافتة عملاقة بجانب منصة الاخوان مكتوب عليها (وفاء للشهداء .. كلنا ضد الفلول) ومطبوع عليها صور اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق وعمرو موسى فى جانب والجانب الاخر ثلاث صور لشهداء الثورة ومن بينهم الشيخ عماد عفت أحد كبار علماء الأزهر وأحد أمناء الفتوى بدار الإفتاء والذى استشهد خلال أحداث مجلس الوزراء. تحطيم كاميرات وقام المتظاهرون بميدان التحرير بالتعدي على كاميرات التليفزيون المصري الذي ينقل فعاليات مليونية حماية الثورة للمطالبة بعدم ترشح الفلول لرئاسة الجمهورية. وبرر المتظاهرون ذلك بأنهم يقومون بتصوير أماكن هادئة بعيدة عن اجواء ميدان التحرير الحقيقية، لنقل صورة مبيتة ..وهتفوا ضدهم "الفلول اهم .. الفلول اهم" مسيرات بالإسكندرية أما في الإسكندرية، شارك الآلاف من الإسلاميين على رأسهم جماعة الاخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وحملة دعم حازم أبو إسماعيل وما يسمى بدعوة أهل السنة والجماعة على طريق إحياء الأمة – في أول ظهور سياسي لها في جمعة حماية الثورة بميدان القائد إبراهيم .. حيث حمل آلاف المتظاهرين من الرجال والسيدات والأطفال عشرات اللافتات التي تهاجم المجلس العسكري والرافضة لترشح من أسمتهم بالفلول من بينها " لا لترشيح الفلول" .. " لا لإجهاض الثورة" .. " سليمان = مبارك" .. " إنهاء حكم العسكر" .. " الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين" .. " لا لعودة الفلول .. سليمان وشفيق" .. وردد المتظاهرون بالميدان قبل توجههم في مسيرة ضخمة إلى المنطقة الشمالية العسكرية بسيدي جابر العديد من الهتافات شاركهم فيها عدد من أعضاء مجلس الشعب وقيادات الأخوان.