بعد كل دورة من دورات مهرجان مسرح الدمام، من الواجب أن نبدأ بتوليد أسئلة كثيرة بحجم نجاح الدورة، فالمهرجان الذي بدأ عام 2002 بمسابقة تجمع الفرق المسرحية المحلية لتقدم عروضها البسيطة على جمهور المسرح، وصل إلى أن يتحول إلى مهرجان مسرحي تتنوع فيه الفعاليات، وأن يستضيف عروضا وأسماء مسرحية، وهو الذي حفّز مسرحيين شباباً لتأسيس فرق بعد أن وجدت مآلا لها من شتات العروض وفوضاها. الأسئلة لا يجب أن تدور في أذهان القائمين على المهرجان وحدهم، بل دور الإجابة على هذه الأسئلة منوط بالمشاركين في هذا المهرجان من مسرحيين أيضاً، فالقائمون يحتاجون إلى الأسئلة ليدخلوا المهرجان في مرحلة تطور جديدة، فلا يجب أن يقف عند حد النجاح الآني، ولا بد من صيرورة لهذا النجاح، ولا بد أن تغلق عين لتفتح ألف عينٍ على تطوير إدارة المهرجان وطريقة تنظيم الفعاليات. هل سيحقق المهرجان أحلام المسرحيين التي توأد في مهدها؟ وهل ستفتح الوزارة عينها على اتساعها على هذا المهرجان لتدعمه نوعيا وماديا؟ما كان كان، ولم يألُ مدير المهرجان وطاقمه الذي أحال مقر الجمعية إلى خلية نحل من العمل، جهدا للخروج في هذه الدورة بشكلها المشرف والذي يتسق مع سمعة المهرجان محليا، تلك التي فتحت الباب للمشاركات من مناطق أخرى وصار المهرجان الفعالية المسرحية التي يقصدها المسرحيون بعد إلغاء نشاط المسرح بالجنادرية وإلغاء الدورة التي ارتقبها المسرحيون لمهرجان المسرح السعودي. الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات أخرى من المشاركين، حول مدى الاستفادة من هذا النوع من الفعاليات التي تحتضن مواهب مسرحية، ما الذي أفاده هذا المهرجان، ما الذي قدم على المستوى الفكري والمعرفي والمستوى التقني، وهم يتبادلون الخبرات والتجارب، هل ثمّة جدوى من الندوات الفكرية والتطبيقية التي تعقب العروض، أم أنها لا تزال مجرد فسحة كلام تضيع مع الريح؟. المهرجان ينبي عن استمرارية، لكننا ننظر للقادم بعين الأجمل والأفضل، فنحن سنصفق لنجاح الدورة ونجاح التنظيم والتطوير النوعي لفعاليات المهرجان، ولكن لا بد أن نسأل: ماذا بعد؟، هل سيحقق المهرجان- الذي يصرّ فرع الجمعية على استمراره- أحلام المسرحيّين التي توأد في مهدها؟ وهل ستفتح الوزارة عينها على اتساعها على هذا المهرجان لتدعمه نوعيا وماديا؟. ولا تتوقف الأسئلة. [email protected]