الشمعة العاشرة، توقد الليلة في مسرح جمعية ثقافة وفنون الدمام، عشرُ سنوات مرت على تدشين المسابقة المسرحية في العام (2002). وقتها كان الحلم يبدو طليعياً.. عندما انطلقت المسابقة، تحت عنوان "المسرح المفتوح"؛ لتقديم عروض مسرحية قصيرة، ليس الهدف منها الخروج من المسرح التقليدي أو ما يعرف ب (العلبة الإيطالية) وحسب, وإنما فتح فضاء جديد للتفكير خارج كل إطار معتاد؛ إلا أنه بعد كل هذه السنوات يبدو أن فكرة المسرح "المفتوح" تبددت، بدل أن تتطور في أن تنفتح على أشكال فنية أخرى كالأدب والميديا، حيث تغلب الطابع الاحتفالي "الإعلامي" للمسابقة المسرحية، عوض التأكيد على الهوية المسرحية الجديدة؛ ليتحول مسمى المسابقة أخيراً إلى عنوان أكثر بهرجةً هو "مهرجان الدمام المسرحي" في الوقت الذي عجز هذا "المهرجان" أن يفي بأهدافه الأولى في رسم هوية حداثية للمسرح وفق ما أراده المؤسسون لهذه التجربة المسرحية. جدول فعاليات المهرجان وفيما يخص الفرق المسرحية المشاركة خلال سنوات مسابقة الدمام للعروض المسرحية القصيرة.. فقد بدا المشهد متقلباً من عام لعام، إذ أن مستوى الفرق لم يكن متقارباً، فضلاً عن أن جدية المسرحيين في المواظبة على المشاركة، كان محل مسائلة متكررة، الأمر الذي أفقد المهرجان والفرق عامل التراكم الذي يثري التجربة، كما وجدنا في فرقة أمواج وآفان التي اختفتيا بعد سنوات من تصدر المشهد المسرحي في المسابقة. من عرض مسرحي سابق البعض رأى أيضاً أن تأخر المسابقة على المستوى الفني يعود، لقبول المسابقة مشاركة كثير من العروض المسرحية، بغض النظر عن المستوى الفني، الأمر الذي ساهم في عدم تطور المسابقة، كما رأينا في الدورة الثامنة لعام 2011، عندما قبلت مشاركات فرق من مختلف الفئات والمستويات الفنية وحتى العمرية. منظمو مهرجان الدمام المسرحي تداركوا المشكلة في الدورة الجديدة، مركزين على الجودة والنوعية على حساب الكم، وفق ما يشير منبهاً، رئيس جمعية الثقافة والفنون عيد الناصر وهو يؤكد رفض ثمانية عروض مسرحية من مختلف مناطق المملكة "بعد أن قمنا بعملية "فلترة" للعروض من قبل لجنة المشاهدة، لنكتفي بمشاركة ثمانية عروض مسرحية فقط". مؤكداً أن مهرجان مسرح الدمام دخل في مرحلة البحث عن النوعية، موضحاً "أنه في السنوات الماضية شارك كثير من العروض المسرحية كنوع من التشجيع ولأجل التواصل والاحتكاك من أجل التعلم والتطور ولكن وصلنا لمرحلة وجدنا أنه لابد من عملية الفلترة". حسناً.. مهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة، سيبدأ الليلة في دورته التاسعة، بعرض كويتي مستضاف هو "كرسي الشعب"، للمخرج عبدالعزيز النصار إلى جانب عروض محلية، وستكون فرصة جديدة كي يعلن هذا المهرجان عن هويته الجديدة.