أعلن مسئولون أفغان أن 19 شخصا على الأقل قتلوا امس الثلاثاء في هجومين انتحاريين استهدفا بعض المباني الحكومية في جنوب وغرب أفغانستان. وذكرت وزارة الداخلية أن انتحاريين اثنين فجرا سيارتهما المفخخة أمام مبنى مجلس مقاطعة جوزورا بإقليم هرات الذي يتمتع بهدوء نسبي في غرب البلاد، والمتاخم للحدود الايرانية. وقع الهجوم في الثامنة صباحا (0330 بتوقيت جرينتش)، وذكرت الوزارة أن الانتحاريين فجرا السيارة عندما استوقفها رجال شرطة بينما كانا يحاولان الدخول بها إلى المقر الحكومي. وقالت الوزارة: «نتيجة لهذا التفجير الانتحاري قتل 11 شخصا، ثمانية مدنيين وثلاثة رجال شرطة، وأصيب 22 آخرون». ووصفت الوزارة الهجوم بأنه عمل غير آدمي يتنافي مع الاسلام، نفذه «أعداء الشعب الأفغاني»، وهي عبارة يستخدمها المسؤولون في الغالب لوصف مسلحي طالبان. ولم يتسن الحصول على تعليق من طالبان على الفور. وفي إقليم هلمند جنوبي البلاد، هاجم انتحاريون بسترات مفخخة مقرا للشرطة المحلية. وذكر مكتب حاكم الإقليم أن الهجوم أسفر عن مقتل ثمانية من رجال الشرطة. وذكر داوود أحمدي، المتحدث باسم حاكم الإقليم، أنه جرت محاولة لايقاف الانتحاريين عندما حاولوا دخول أحد مراكز الشرطة في منطقة موسى قلعة. وقال: «رصدت الشرطة أحد منفذي الهجوم وأطلقت النار عليه لترديه قتيلا.. وتمكن اثنان آخران من الدخول وفجرا نفسيهما داخل مقر الشرطة». وأضاف إن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة عدد من رجال الشرطة، بينهم قائد شرطة المنطقة. ووصفت الوزارة الهجوم بأنه عمل غير آدمي يتنافي مع الاسلام، نفذه «أعداء الشعب الأفغاني»، وهي عبارة يستخدمها المسؤولون في الغالب لوصف مسلحي طالبان. ولم يتسن الحصول على تعليق من طالبان على الفور. وجاء في بيان لمكتب الحاكم إن الهجوم ربما جاء ردا على حملة تستهدف القضاء على زراعة الخشخاش في المنطقة. وما زال اقليم هلمند أكبر مصدر للأفيون في أفغانستان، رغم الحملة المكثفة التي تقوم بها الحكومة للقضاء على الزراعات وتقليل انتاجه بشكل كبير. وفاجأ سكان هرات الحكومة الافغانية والحكومات الاجنبية على حد سواء عندما خرجوا الى الشوارع في فبراير الماضي احتجاجا على حرق المصاحف في قاعدة جوية تابعة لحلف شمال الاطلسي في ذلك الشهر. وقال صحفيون أمريكيون الاسبوع الماضي ان المسؤولين الامريكيين يعتقدون أن عملاء ايرانيين كانوا يحاولون اثارة العنف الذي ساد البلاد على مدى اسابيع. وفي حين تستعد القوات القتالية الاجنبية للانسحاب بحلول نهاية عام 2014 يتحول الاهتمام الى الدول المجاورة لافغانستان والدور الذي قد تلعبه في البلاد في المستقبل. ويقاتل طالبان -الذين أطاحهم أواخر 2001 عن السلطة التي كانوا يتولونها منذ 1996- تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة، الحكومة الافغانية وحلفاءها في الحلف الاطلسي منذ ذلك الحين. ويستهدف المتمردون قوات الامن الافغانية التي يفترض ان تنوب عن القوات الاجنبية وتتولى الشؤون الامنية في البلاد قبل أواخر 2014 عندما ينوي الحلف الاطلسي سحب جميع قواته.