في ظل تطور فنون القتال والدفاع عن النفس التي اندرجت تحت مظلة (الكاراتيه)، بزغت شمس (فن الكيوكسول) وهو فن كوري المراد به الدفاع عن النفس بدون استخدام سلاح, حيث يشتمل على جزءين أساسيين هما الهجوم والضرب، إضافة إلى الصد والتخلّص. حيث أسس هذا الفن الكوري (إن هيوك سوه), ومن ثم تم إدخاله في مصر بواسطة المُدرّبين (باك) و(هان)، حيث قاما بتدريب القوات المُسلّحة، وعلى إثره تم إدخال الفن ذاته في السعودية بواسطة الخبير الدولي المصري هشام سعد، وعلى يده برز طلاب كثر من ألمعهم المُدرّب عبدالرحمن أحمد الحمود الذي نجح في خوض هذه التجربة التي سماها البعض عنيفة ولكنّه صنّفها بالممتعة. من خلاله قال "بدأت التدرب على مهارات الدفاع عن النفس في احدى الصالات الرياضية بالخبر وكان ذلك على يد الخبير الدولي هشام سعد، من ثم تخصصت في فن الكيوكسول القتالي حيث حصلت على الحزام الأسود الدرجة الثانية (DAN 2)". وأشار الحمود إلى أن السبب الرئيس الذي دفعه للخوض في عالم فن الكيوكسول يكمن في تعلم مهارات الدفاع عن النفس, بقوله "في حين أني أدركت بالفعل حجم الفائدة التي اكتسبتها من هذا الفن الذي منحني القوة الجسدية، واللياقة، والصبر، وقوة التحمل، إضافة إلى العديد من الفوائد الصحية، حيث انه يمتاز عن غيره من الفنون بتنوع أساليبه القتالية من ضربات وركلات وتكنيكات دفاعية مدروسة؛ للتخلص من هجمات السلاح، إضافةً إلى التمارين الخاصة برفع مستوى اللياقة والقوة والتحمل، وتمارين الإطالة الخاصة بمرونة الجسم". منوهاً أن الكيوكسول يعتمد في غالبية التمارين على التنفس الهوائي، والتي تعمل على توسعة الحويصلات الهوائية في الرئة؛ لتمنح الجسم كمية أكبر من الأوكسجين بهدف تغذية عضلات اللاعب وحفظ الطاقة. الحمود : التدريب الشخصي المنزلي جعلني ألحظ تفاوت القدرات بين المتدربين، ثم إن هذا الفن يمنح القوة الجسدية واللياقة والصبر وقوة التحمل ويعزز الثقة بالنفس, وتعتمد غالبية التمارين على التنفس الهوائي. وعن نجاحاته قال الحمود "حصلت على الحزام الأسود من الجمعية العربية للكيوكسول، من ثم سعيت جاهداً للبحث عن المزيد من الدورات التدريبية في فنون القتال بشكل عام، حيث حصلت على عدة شهادات أبرزها شهادة في الدفاع عن النفس من الإتحاد الدولي، وشهادة في الدفاع عن النفس من الإتحاد الأوروبي، وشهادة في الدفاع عن النفس من الإتحاد السعودي، وعلى إثر ذلك نلت شهادة كفاءة مدرب من الاتحاد العربي للكاراتيه، فأصبحت مُدرّباً لفريق فئتي الناشئين والأشبال بمركز البواسل الرياضي خلال ثلاث سنوات على التوالي، ومن خلاله اتّسعت دائرة الأفق إلى مجال التدريب الخاص المنزلي". وأضاف "أما التدريب الشخصي المنزلي فقد جعلني ألحظ تفاوت القدرات بين المتدربين، فالبعض بحاجة إلى المزيد من التركيز والوقت، والبعض الآخر سريع التعلم، فذلك يُحتّم على المدرب إتباع خطة تدريبية تتناسب مع قدرات الجميع، والتركيز على الأقل استيعاباً، في حين يضطر اللاعب الأعلى قدرة على البقاء فترة طويلة في مستوى ثابت دون التقدم الذي يستحقه، بخلاف التركيز عليه الذي يُخوّله للتطور إلى مستويات أعلى من الكفاءة، خاصةً وأن فن الكيوكسول يحوي العديد من التكنيكات المدروسة التي تستلزم الإتقان والتركيز والسرعة، فكلما زاد تركيز المدرب على اللاعب زادت كفاءته ومهارته". وعن توجهه لهذا المنحنى من التدريب الخاص أوضح الحمود أن منح العديد من طلابه الفرصة للاستفادة والتدريب ذلك يسمح لهم بتطوير مهاراتهم خاصةً في ظل ظروفهم التي قد تمنعهم من الانتظام في الصالات الرياضية، سواءً لضيق الوقت أو بعد المسافة أو صغر أعمارهم، بقوله "حيث قُمت بتدريب العديد من الفئات العمرية تتراوح من خمسة أعوام حتى 50 عاماً, والغالبية تكون بين سبعة أعوام إلى 24 عاماً, أما البنات المتدربات فتتراوح أعمارهن من خمسة إلى عشرة أعوام بحضور أولياء أمورهن, حيث ان الهدف من تدريب الفتاة أن تكون مؤهلة للدفاع عن نفسها في حال تعرضها للمضايقات أو التحرشات، وبعيداً عن الفئة العمرية فالفن القتالي لمختلف الأعمار، على وجه الخصوص لمن يملك الرغبة والإرادة والإصرار". مؤكداً استفادة المتدربين وإيجابية ذلك الفن في بعض المواقف الملحوظة من قبله والتي حصلت إثر تدريبه، حيث أنه في بداية التدريب يكون اللاعب على مستوى محدود من اللياقة والمرونة، وبالتدريج ترتفع درجة لياقته من خلال تقييمه, وتزداد مهاراته وقدراته، ما يميز تأثيره الايجابي على سلوكه ونفسيته، فيصبح أكثر تحكماً وصبراً؛ بسبب الجهد والضغط البدني وتمارين التحكم أثناء التدريب، إضافة إلى الشعور بالثقة، خصوصاً لدى الأطفال الخجلين الذين تجاوبوا مع هذه الرياضة، فترفع من نسبة ثقتهم بأنفسهم، وإزالة حاجز الخوف والخجل.